السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا إنسان أبلغ من العمر 28 سنة وأتصف بالسذاجة الشديدة في الحياة الاجتماعية، مما جعلني أضحوكة بالنسبة لكل من صادقني وارتبط بي صحبة فترة من الزمن.. ومحور فكرتهم عني هي أنني إنسان على نياتي.. فكيف السبيل للتخلص من هذا الحرج الشديد؟ أنا لا أريد أن أكون إنساناً شريراً لكن في الوقت نفسه أرفض أن أكون إنساناً مغفلاً.. فكيف السبيل إلى ذلك؟ ومشكلتي تتلخص في الآتي: ## لا أعرف أسلوب اللف والدوران وحيك الدسائس والمؤامرات وأرفض مبدأ الطعن من وراء الظهر بل أعتمد أسلوب المواجهة الصريحة مع الغير حتى لو كنت أكرههم إذ أقولها لهم في وجوههم صريحة ## كثيراً ما أتأخر في فهم حقيقة ومغزى تصرف صدر أمامي من طرف من الأطراف التي أصادقها والتي ربما حملت الاستهزاء والإهانة لي أو لغيري ممن يعزون علي، وبعد أن أتأخر في فهمه أكتشف أني إما فهمت على صورة خاطئة أو متأخراً مما يسبب لي الألم الشديد كوني كيف سمحت لنفسي أن أكون بمثل ذلك الغباء في حين أن غيري قد فهموها وهي على - الطاير - كما يقال. ## لا أعرف أسلوب اللؤم والنفاق والمداهنة وغيرها من أساليب اللف والدوران. ألفت الانتباه إلى أني قارئ لا تنقصه النهمة في القراءة وقد قرأت في كثير من الكتب التي تتعلق بالعلاقات الاجتماعية خصوصاً كتب دايل كارنيجي وغيرها من الكتب التي تتحدث في المجال نفسه بالإضافة إلى أني خريج كلية من كليات القمم.. ولكن رغم ذلك لا فائدة من كل ما سبق وصرت أفكر جدياً في التخلي عن الدخول في مشوار الزواج لأني لا أستطيع أن أكون زوجاً وقيم أسرة والراعي لها وأنا بمثل هذه الحالة من السذاجة الشديدة.. أرجوكم: لا أريد تعاطفاً أو محاولات لجبر الخاطر وأن هذه الصفات التي أملكها هي ميزة في.. نعم قد تكون ميزة ولكن ليس إلى درجة أن أكون كالأطرش في الزفة أو مغفلاً وسط جمع من الذئاب والثعالب.. أريد أن أكون مثلما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: \"لست بالخب ولا الخب يخدعني\".. أريد حلاً جذرياً وعملياً لما أنا فيه.. وجزاكم الله كل خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
واسأل الله العظيم أن يسدد رأيك ، ويرزقك الحزم والرحمة والحكمة . .
أخي الكريم . .
ما دام وانك تعرف مواطن ضعفك فهذا نصف الحل . .
ما دام أنك تستطيع أن تشخّص وبدقة أين هي مكامن الضعف في شخصيتك فهذا يعني أن عندك القدرة - بإذن الله - على التغيير والتحسين . .
الطيبة وحسن الظن بالناس ومعاملتهم بالطيب من الخلاق ليس ضعفاً .
مشكلتنا أننا نقيس شخصياتنا وأخلاقنا بأخلاق الآخرين ..
لا يا أخي ..
قس أخلاقك بأخلاق النبوّة ..
قس أخلاقك بأخلاق القرآن ..
الدهاء والمكر والخديعة والمراوغة واللجاج ليست من أخلاق المؤمنين ولا من أخلاق العقلاء ولا هي من شخصية المسلم الطاهر .
يعني لن تكون قوي الشخصية إلاّ غذا صرت مخادع أو ماكر أو مراوغ !!
لا يا أخي . . حسّ، نظرتك لنفسك . . واجعل مقياس شخصيتك وأخلاقك هي في قدر قربك من أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا يكذب ولا يمزح إلاّ بحق ، ويبتسم ويعين الضعفاء ويحلم عن السفهاء .
أخي . .
غيّر صداقاتك بأصدقاء صالحين طيبين يعينونك على الخير ، ويكمّلونك بالنصيحة والتوجيه ويسترون عليك ويحفظون لك عرضك .
أمّأ أن تختار أصدقاء غير طيبين يسخرون أو يراوغون أو يتكلمون بمقالب الكلام والأفعال ثم تريد ان تقيس شخصيتك بما هم عليه !
أخي . .
ما دام أنك تحب القراءة .. فاقرأ في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فإنه لا يوجد إنسان خلقه الله جمع كل أوصاف الكمال والجلال والجمال من نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم .
اقرأ في سيرته وشمائله ، وتعلّم من مواقفه واقتدِ به فهو محل القدوة .
احضر بعض الدورات التدريبية التي تعنى بتنمية الذات وصقل الشخصيّة .
فالقراءة وحدها لا تكفي .. بل اجمع مع القراءة الممارسة والمدارسة .
وفي مثل هذه الدورات تستطيع أن تمارس وتتدارس مع من يكون معك .
الشخصيّة السويّة . .
هي أن تؤمن بالله وتجتهد في الاستقامة على هدي الوحي . .
الشخصيّة السويّة . .
هي أن تستطيع أن تقول ( لا ) في موطنها ..
وتقول ( نعم ) في موطنها .
استشر من حولك من العقلاء الناصحين الأمناء . .
وتاكّد أن معرفتك بكريم الخلاق أفضل من أن تعرف سيّئها . .
أسأل الله العظيم أن يزيّن افيمان في قلبك وان يكفيك شرّ الشيطان وشركه .
أجاب عليها : أ. منير بن فرحان الصالح .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني