الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يديم بينكما حياة الودّ والرحمة ويصرف عنكم كيد الشيطان .
أخي الكريم . .
أباح الله تعالى للرجل أن يستمتع بزوجته ، وأباح لها أن تستمتع بزوجها . غير أن الشرع جعل حدودا لهذه المتعة والاستمتاع فيما يحقق مرضاة الله تعالى من غير معصية او اجتراء على المعصية باسم ( المتعة ) !
فمن ذلك أن الله أمر الرّجال بحسن التزيّن لزوجاتهم والتجمّل لهنّ بالقول والفعل .
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : إني لأحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي المرأة ؛ لأن الله يقول ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) [ البقرة : 228 ] .
ولاحظ قول الله ( بِالْمَعْرُوفِ ) والمعروف : يعني ما كان على عادة الشرع ومنهجه وقيمه . وإن الشريعة حرّمت على الرّجل أن يتشبّه بالنساء ، وحرّم علىالمرأة أن تتشبّه بالرّجال .
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : ( لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ ، وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ ) رواه أبو داود ( 4098 ) وصححه النووي في " المجموع " ( 4 / 469 ) ، والألباني في " صحيح أبي داود " .
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : ( لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ ) رواه البخاري ( 5435 ) .
فلا يجوز للرجل أن يلبس ملابس النّساء ولا يتشبّه بهن في المشية ولا في الكلام حتى ولو كان ذلك في بيته أو مع زوجته أو مع محارمه .
وعلى هذا فلا ينبغي لك أن تطاوع زوجتك فيما ترغبه منك ، فإن الاستقامة على هدي الوحي هي أعظم أسباب تأليف القلوب وزيادة الحب وبركة الحياة بينكما ، وإن من أعظم أسباب الفرقة والشتات والمشكلات هو التساهل في المحرّمات بين الزوجين .
يمكنك ان تتكلّم مع زوجتك بأن هذا أمرٌ منهي عنه في الشريعة ومتوعّد عليه باللعن ، واللعن طرد وإبعاد عن رحمةالله .
فهل يليق بك وبها أن تستمتعا بما يكون سبباً للطرد من رحمة الله ؟!
الأمر الآخر ..
لا تسمح أبداً للظنون أو الشكوك في أن تفسّر طلب زوجتك على أنه نوع من الشذوذ أو نحو ذلك ، ما دام أنها تحبك وتميل إليك وتأنس بك ، وتستمتع بك وتستمتع بها .
ولابد أنتعلم أن مطاوعتك لها فيما ترغبه في هذاالجانب يكرّس عندهاارتباط المتعة بهذا الحال من اللباس والكلام ..
لذلك احرص على أن تكون حسن التجمّل لها بالمباح واحرص على أن تكوّ، عندهاالمتعة بالطريقة الصحيحة .. فمع الأيام ستعتاد ذلك .
أمّأ مسألة السيطرة .. فلا أدري ماذا تقصد بها ؟!
إن كان المقصود بها الكلام البذيء والإيذاء فهذا مما لا ينبغي أن يُستمتع به .
وإن كان المقصود من السيطرة وضعية أو كلام بينكما غير مؤذ ولا خادش للدين والأدب فهو من جملة المباح مما يكون بين الزوجين .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
28-07-2016