الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يطمئن قلبك ، ويسعدك بزوجك وولدك ، ويسهّل عليك أمرك وأمر ولادتك ، ويصرف عنك كيد الشيطان .
أخيّة . .
الخوف ( مشاعر ) .. والشعور عند الإنسان لا يتكوّن من لا شيء !
إنما يتولّد الشعور من خلال :
- إمّا فكرة تفكرين بها وهي مخيفة .
- أو من موقف حصل وهو مخيف ويتردد عليك الموقف فينعكس ذلك على الشّعور .
نتفق إذن أنه لا يوجد شيء اسمه : لا أعرف من ماذا أخاف !
أنتِ تعرفي من ماذا تخافي .. لكن لأنك تركزي علىالشعور ولا تركّزي على الفكرة والتفكير فيحصل عندك نوع من الحيرة ..
لذلك من أفضلالطرق لمدافعة الشعور بالخوف :
1 - أن تهتمي بصلاتك وتُكثري من ذكر الله تعالى وخاصّة ( التسبيح ) .
فإن الله قال : ( الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) [ الرعد : 28 ] .
2 - عوّدي نفسك دائماً كلما شعرت بالخوف أن لا تركّزي علىالشعور .. ركّزي : ماذا أفكر الآن ؟!
ماهي الفكرة التي تخطر ببالي الآن ؟!
لأن في تلك اللحظة بالتأكيد هناك فكرة في ذهنك هي التي تسبب لك الخوف .
- اعرفي الفكرة : وناقشي الفكرة مع ذاتك نقاشاً منطقيّا .
- واقطعي الاسترسال مع الفكرة .
مثال :
مما يظهر من رسالتك أن ( فكرة الموت ) فكرة مسيطرة عليك .. وفكرة الفقد وربما لأنك عشت حياتك الأولى قبل الزواج تعانين نوعاً من الفقد فهذا ربماانعكس على طريقة التفكير عندك .
هنا أولاً :
- مباشرة غذا خطرت لك فكرة الموت أو الفقد .. لا تسترسلي معالفكرة .. بمعنا لا تسترسلي وتبني أوهام وتتخيلي مستقبلاً لم يحدث .
- ناقشي فكرة الموت مع نفسك .
هل الموت فعلاً شيء مخيف ؟!
لماذا نخاف من الموت مع أننا نؤمن جازمين أن الموت إنما يفصلنا عن اللقاء بالله تعالى .. فهل أحد لا يحب لقاء الله ؟!
هل يمكن أن تكون ملاقاة أولادنا أحب إلينا من ملاقاة الله ؟!
الله الذي خلقك واعطاك وأكرمك .. وكل ما أنت فيه مننعيم هو من عطايا الله تعالى .. فهل نشتاق للقاء الله ؟!
هنا لا أقول لك : اطلبي الموت .. لكن أقول لك حسّني فكرتك تجاه الموت على أنه شيء غير مخيف ، صحيح أنه محزن لكنه غير مخيف لو تيقّنا وآمنّا أن الموت هو لحظة فاصلة بيننا وبين أن نلقى الله تعالى ونلقى رسوله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام ..
الحياة البرزخية ( الحياة في القبر ) تختلف كثيراً عن الحياة الدنيا ، والحياة البرزخية لا تقتصر على العذاب والظلام !!
بل هناك نعيم ينتظر المؤمنين في حياتهم البرزخية قبل نعيم الجنة ، لذلك حددي اتجاه بوصلتك في الموت في هذاالاتجاه .. جهة النعيم والرفاهية والهدوء والمتعة التي ستكون للمؤمنين في قبورهم .
مسألة التفكير في ( فقد الأولاد ) أو معاشهم وكيف سيعيشون !
لو سألتك : من خلقهم ؟!
من أرحم بهم : أنت أم الله ؟!
ما دام أن الله خلقهم وهو أرحم بهم منك .. فتأكّدي تماماً أنه لن يضيعهم . وأن وجودك ليس هو الذي يحميهم !
لأن الانسان ضعيف لولا معونة الله .
هذاأنتِ موجودة بين أبنائك لكنك لاتستطيعين أن تمنعي عنهم أن يسقطوا أو يتألموا أن تصيبهم بعض ما يبكيهم أو ما يسبب لهم نوعاً من المرض .. هل يمكنك أن تكوني دواءً وشفاءً لهم إذا مرضوا ؟!
لكن الله تعالى هو الذي يشفي ويعافي .. مما يعني أن وجودك في حياتهم مرتبط بمعونة الله لك وليس بجهدك وفكرك وحرصك وعنايتك ..
فما دام أن الأمر مرتبط بالله .. فتأكّدي أن الله لا يضيع عباده .. كل ما عليك فقط أن تحسني تربيتهم وتعليقهم بالله ..
ثم يا أخيّة ..
لو سأل الانسان نفسه : من أعز الخلق عليه أولاده أو محمد صلى الله عليه وسلم ؟!
بالتأكيد المؤمن يود لو يفتدي بماله وولده وروحه لأجل رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومع ذلك مات النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. وفقد النبي أعزّ علينا من فقد أولادنا .
فدائما لا تنظري للفقد على أنه مصيبة المصائب .. بل انظري للفقد أنه انتقال لدار أفضل وحال أفضل .
3 - اهتمي بممارسة الرياضة .
وخصوصاً المشي ، وأكثري من شرب السوائل وخصوصاً الماء ، واهتمي بأكل الفاكهة وخصوصاً الفراولة والموز ، لن تحوي فيتامينات ضرورية لتنشيط هرمونات السعادة .
4 - احرصي على أن تعرضي نفسك على طبيب أو طبيبة متخصصة ما لو رايت أن الأمور تتعقّد أكثر ، فإن العلاج الدوائي حل من الحلول .
أكثري لنفسك من الدّعاء ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
27-07-2016