الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يفتح عليك من واسع فضله وعطائه ، وأن يعطيك حتى يرضيك .
أخيّة ..
مشاكلنا لا يمكن أن نتخلّص منها إذا أعتقدنا أن الحل في تحسّن الظروف من حولنا .
وذلك بكل بساطة لأننا لا نملك التحكّم في الظروف !
لكن يمكننا التحكّم في أنفسنا ومشاعرنا وأن نديرها بطريقة تمنحناالسعادة .
يُذكر أن شاباً كان يعاني من التعلثم في الكلام فقرأ مرة أعلاناً لجهة تطلب مندوب مبيعات لتسويق الكتب ، فتقدّم للوظيفة ، واستغربوا كيف يمكن لشخص متلعثم أن يكون مسوّقا ، فطلب منهم مهلة للتجربة .
وفعلا .. بدأ في عمله فكان يأخذ مجموعة من الكتب ثم يدور بها على البيوت ويطرق الباب ، فإن فتح له صاحب البيت الباب قال له : تش تش تش تشتري هـ هـ هـ هذا الكتاب أو أو أو أقرأه لك ؟!
مباشرة كان صاحب البيت يقول : لا أشتريه أفضل من أن تقرأه لي ..
وهذكا استطاع هذاالشاب أن يكون أفضل مسوّق لهذه المؤسسة ، وذلك لأنه استطاع أن يوظّف ما كان يعتقد أنه مشكلة على أنه فرصة !
لا أريدك أن تقيسي حالك تماماً بما ورد في القصة ، فالقصة اشبه ما تكون بالحدث الرمزي !
فقط أريدك أن تتعلّمي أن ما تعتقدين أنه مشكلة يمكن تحويله إلى فرصة استثمار .
أولاً : بأن لا تنظري أن هذه المشكلة هي أتعس المشكلات في حياتك !
وثانياً : بأن تبذلي كل سبب ممكن للتخلّص وتحسين أدائك .
وثالثاً : أن لا تعتقد أن مشكلتك هذه هي سبب عددم قبولك في أي عمل !
الرزق مقسوم ، والرزق من الله .. كل ما عليك أن تبحثي مرة أخرى ومرة أخرى ولا تيأسي ..
وفي نفس الوقت تجتهدي في التخلّص مشكلةالتعلثم ..
اشتركي أو تواصلي مع جهات متخصصة في تصحيح النطق ، ومعالجة مشاكل النطق .
أكثري من القراءة والاطلاع ووسّعي معرفتك ..
مارسي تمرين القراءة المشتركة ..
اطلبي من صديقة من دصيقاتك أو أختك أو حتى أخوك أن يتفرّغ لك في اليوم فترة ربع ساعة ..
في هذه الفترة احضري كتاباً ..
اطلبي منه أن يقرأ بصوت مرتفع ..
وفي نفس الوقت ارئي معه أنت ..
بمعنى لا تنتظري منه أن ينتهي من قراءة الجملة حتى تقرئي أنت إنمااقرئي معه في نفس الوقت بصوت مرتفع وكأنكما صوت واحد .
بهذه الطريقة وتكرارها وممارستها ستختفي كثيرا مشكلة التلعثم .
تعوّدي أن تكوني مبتسمة دائما ، مع نفسك أو مع غيرك .
الابتسامة لها دور في امتصاص توتّرك النفسي ..
ابتعدي عن العصبية .. في اللحظة التي تجديننفسك ممكن أن تتعصبي .. تذكّري أن العصبية مشكلة في سبب التلعثم !
أخيّة ..
صحيح أن الزواج فطرة وحاجة بشرية ، لكن لو سألتك : من أعلم بحاجتك أنت أم الله ؟!
أليس الله أعلم بحاجتك أكثر منك ..
إذن هو سبحانه وتعالى حكيم في أمره وحكمه ، وربما يعني ذلك أن عندك القدرة والارادة التي تجعلك تتعايشين مع واقعك بشكل أفضل حين تفكرين بشكل أفضل .
لذلك لا تتعجّلي ..
ولا تتكئي على مثل هذه المعاني ( أنا بشر ولي حاجات ) لأن الاتكاء على مثل هذه المعاني يسبب لك نوعا من الاحباط ..
لكن قولي : سأجتهد على أن أسعد نفسي كما أنا ، ولن أنتظر الظرف المناسب لسعادتي !
مارسي حياتك بشكل طبيعي ..
اقضي وقتاً مرحا مع والديك ..
اقضي وقتا في زيارة الجيران والأقارب ..
اشتركي في برامج تطوعية ..
مارسي الرياضة ..
زيدي من ثقافتك في تخصصك ودراستك ، وفكّري أن تكملي دراستك ..
انظري ماذا تجيدين من المهن اليدوية المنزلية ومارسيها بمتعة .
وأكثري لنفسك من الدّعاء ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
09-11-2015