الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يشرح بالإيمان صدرك ، ويملأ قلبك حبا وسروراً ..
ياابنتي ..
لايوجد حياة بلا مشكلات ، وحتى لو تزوجتِ .. هل تتوقعين أن الحياة بعد الزواج لن تكون فيها مشكلات ؟!
وحتى لو مات الإنسان .. فهل يتوقع الإنسان أن الموت راحة له ؟!
ما يدري الإنسان ماذا يكون له بعد الموت من الحساب وما يتبع ذلك ، وما يجري في الآخرة يختلف كثيراً عمّأ يجري في الدنيا ..
الحل .. ليس أن نتمنى ( حالاً ) أفضل من حالنا .. أو نتمنى ( ظروفاً ) أفضل منالظروف التي نعيشها !
وذلك لأنه وبكل بساطة لا ندري كيف سيكون الحال لو حصل لنا ما نتمنى .. فالمستقبل بكل ما فيه غيب لا نعلمه وإنما يعلمه الله تعالى ..
ولذلك قال الله ( وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) [ البقرة / 216 ] .
لاحظي قوله ( والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) ..
إذن الحل ..
هو أن ندرير ( الحاضر ) ونتعامل معه بما ينبغي بدون التعلّق بأمنيات أو أحلام نتوقع أننا سنكون أفضل لو كانت تتحقق لنا !
وحتى تتعايشي مع مشكلتك بطريقة صحيحة :
1 - فرّقي بين المشكلة التي هي من مسؤوليتك .. والمشكلةالتي ليست من مسؤوليتك .
كون أن والدك يتعامل بطريقة غير صحيحة ، فهذه المشكلة مشكلته هو ، وليست مشكلتك!
هو المعنيّ بأن يبحث عن حل لمشاكله سواء مشاكله مع الناس ، أو مشاكله مع الانترنت وطريقة تعامله معه .
هذه مشكلتك .. فلا تحمّلأي نفسك مشكلة ليست مشكلتك .
صحيح أن البنت بحاجة إلى والدها ، وتأنس بوجوده ، لكن حين تفقد والدها لسبب لا يد لها فيه .. فالحل هنا :أن تستمتع بمن بقي لها من والديها وهي ( أمها ) كما أن الدّعاء له بالهداية والصلاح جزء مهم في الحل .
2 - المسؤولية التي على عاتق والدتك بالطبع تشكل عليها ضغطاً نفسيّاً .
دورك هنا ليس أن تتابعي الضغوط عليها ..
ولا أن تراقبي تصرفاتها مع إخوانك ومع أخواتك وتكتشفي الفرق !
دورك هنا ينبغي أن يكون دور الفتاة التي تبدد الضغوط النفسية عن والدتها .. كيف ؟!
والدتك الآن في ظل هذه الظروف بحاجة لم يقترب إليها ..
لمشاعرها .. وعواطفها ..
لذلك احتضني أمك ..كل يوم .
قبّليها كل يوم وقولي يا أمي أنا ممنونة لك أنك أمي وأحتاج حضنك ..
خذي عنها أنت واخوزاتك جزء منعمل البيت ومسؤوليات البيت ..
مازحي أمك . .
غيّري من روتين الجو عليها في البيت ..
وهكذا ابتكري الطريقة بعد الطريقة التي تفككين بها الضغوطات النفسية التي تجدها والدتك من حملهاالمسؤولية كاملة .
كون أنها تعامل إخوانك بطريقة أخرى .. هذا شيء يخصها .. لو جلست تراقبي هذا الأمر لقتلت نفسك بالهم .. لكن راقبي كيف تتصرفي أنتِ معها ولا تراقبي كيف تتصرف هي معكم .
هي أحق بصبركم عليها .. والذي نفسي بيده لو عانيت ألم ( حمل 9 أشهر ) لقلت أن ما تجدينه الآن من الهم والغمّ شيئا قليلاً في مقابل ليلة واحدة كنت في بطنها !
ولو كتب الله لك وتزوجتِ ورزقك الله الحمل .. ستدركين معنى ما أقول .
ياابنتي ..
اجلسي مع اخوانك وأخواتك ..
وتكلموا في شأن البيت ومسؤوليات البيت وكيف يمكن أن تتعانوا بطريقة تجمع بين قلوبكم وتجمعكم ولا تفرقكم ، وتواجهون بهذا الاجتماع والتعاون مشاكل حياتكم .. فأنتم كلكم شركاء في مواجهة مشكلة الوالد ومسؤوليات الوالدة .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛ ؛
20-12-2015