لا أريد الزواج .. الرجل يسبب لي المتاعب !

 

السؤال

السلام عليكم دكتور مازن صراحة بعد ماشفت موقعكم المتميز تجرءت اقول مشكلتي او بالمعنى الاصح خوفي انا فتاة ابلغ من العمر 19وهدخل ال20سنة بعد كم شهر مشكلتي في الحياة وشاغله تفكيري هي الزواج انا مابغى اتزوج مجرد طرح فكرة الزواج براسي تتعبني وتخوفني تقدم لخطبتي 2من اقربائي لكني رفضت من غير سبب مقابل ذلك الرفض تذمرت عائلتي امي وابي واخي طلبوا مني سبب لرفضي المباشر فلم اجد سبب وفي داخلي اجابة واحده انني مرتاحة في حياتي ولا اريد ان اتزوج بشخص ينسين اهتمامي بنفسي بحياتي بصديقاتي شخص يسبب لي المتاعب شخص يكرهني جنس الرجال كله انا في حيرة وضياع افكاري مشتته لااريد الزواج وامي تضغط علي من كل الاتجاهات اذ طلبتها شي قالت تزوجي انتي لستي صغيرة اللي بعمرك عندهم اطفال دكتور انا بحاجه مشورتك لي انا خايفة من الزواج فمشاكل التي اسمعها من حولي عن الزواج تكرهني بالزواج انا اريد ان اكون سعيده بحياتي لااريد ان اشقى بها ولااريد شخص يتعبني في هذه الحياه انا الان اي شخص يكلمني عن الزواج اعصب لا اتمالك اعصابي تجاهه افكاري تشتت اريد استشارة مقنعه منك وانا اثق فيك اريد من يفهمني وارجو ان تكون فهمت ماريد استشارتك به والسلام عليكم

13-01-2011

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسال الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وصلاحك وقرّة عين لك . .

 أخيّة . .
 الذي خلقنا هو ( الله ) .. وحين خلق الله الخلق قال : " لقد خلقنا الانسان في كبد " . والكبد : يعني التعب والمشقة والتكليف .
 وقال : " يا إيها الانسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه " .
 فطبيعة الحياة هي طبيعة ( التعب والكدح والكفاح ) . ولاحظي أن الله جعل وقت ( الكدح ) موقوتاً إلى غاية ..
 والغاية هي " فملاقيه " يعني : الكدح يصل إلى غاية مرجع العبد إلى ربه يوم القيامة .. وهناك إمّأ أن ينتهي ( كدحه ) فيصير إلى جنة عرضها السموات والأرض ، أو يزيد كدحه وألمه فيصير إلى نار تلظّى !
والمقصود أخيّة . . إن الانسان سعادته في هذه الحياة ليست في عدم وجود مشاكل أو منغّصات لأنه لا يمكن أن تكون الحياة بلا مشاكل ولا منغّصات .. إنما سعادة الانسان في هذه الحياة على قدر قدرته في إدارة مشكلاته والتعامل معها بإيجابيّة .
 
 وها أنت تلاحظين أنك حتى مع فكرة ( عدم الزواج ) تجدين مشكلات ومضايقات  وهموم وضغط من الوالدين والمجتمع من حولك .. فأنت في الحقيقة لم يتحقق لك منالك من الراحة والشعور بالاستقرار حتى وأنت لا تريدين الزواج .
 مما يعني أن الحياة طبيعتها ( الكدح ) و ( المشقة ) .. والهروب من مشكلات الحياة لا يعني نهاية المشاكل بل يعني بداية مشاكل جديدة .

 أخيّة . .
 الزواج ليس هو ( الجنة ) . .
 كما أنه ليس هو ( الجحيم ) !!
 هو ( حاجة ) فطرية .. وفي نفس الوقت هو ضرورة ( اجتماعيّة ) لتقوم حياة الناس أفراداً ومجتمعات على نوع من  التوازن والحياة المستقرة في هذه الحياة .

 كما أن هناك أزواج بينهم ( مشكلات ) فهناك ازواج ( سعداء جداً ) حتى مع وجود مشكلات في حياتهم لكنهم سعداء يشعرون بالسعادة تغمرهم . .  لأنهم يدركون أن السعادة ليست في تحسّن الأحوال من حولهم إنما السعادة في تحسّن تعاملهم هم مع ما حولهم ومن حولهم .
 السعادة يا أخيّتي في المسؤوليّة والانجاز . .
 كل من حولك من صديقات سيتزوجن ويمارسن حياتهنّ بطبيعتها . .
 عمرك يجري . .
 في آخر المطاف .. ستجدين أنك ( وحدك ) . . !
 حتى من كنت تظنين أنك ستجدين معهم لذّة العيش وهم ( الصديقات ) فإنهنّ سينشغلن بواقعهن ..
 هذه تسافر ..
 وهذه تتزوج ..
 وهذه يحصل لها ما يشغلها . .
 وأنت .. ؟!
 أين سيكون موقعك بعد ( 5 ) سنوات ( 10 ) سنوات !
 حتى من حولك من أهلك .. كل منهم سيكون فيما يشغله . .

 الزواج يا أخيّة هو ( امتداد ) للحياة .. امتداد لعمر الانسان وسعادته مع ما فيه من المشكلات .
 الزواج ( مسؤولية ) والسعادة في المسؤوليّة والانجاز ..
 أجمل ما في الزواج أنه يتيح لك عبادة لا يمكن أن تؤديها إلاّ بـ ( الزواج ) وهي عبادة ( الزواج ) .
 يكفي في الزواج أنه الطريق الذي يمنحك وسام ( الجنة تحت أقدام الأمهات )
 الزواج هو الطريق الذي يمنحك وسام ( أمك ثم أمك ثم أمك ) . .
 بغير الزواج لا يمكنك أن تنالي هذه الأوسمة . .
 بالزواج أنت تساهمين في تحقيق أمنية تمناها الرسول صلى الله عليه وسلم من أمته  .. 
هذاالرسول الأعظم الذي بذل روحه وراحته من أجل أن يصلنا هذا الدين  ..
 هذاالرسول الأعظم الذي ادّخر دعوته المستجابة لأمته يشفع لهم بها يوم القيامة . .
 هذا الرسول الأعظم الذي كان يبكي ويقول : يارب امتي أمتي . .
 ألا يكون من أقل ما نقدمه لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أن نساهم في تحقيق أمنية  يتمناها منّأ صلى الله عليه وسلم !!
 نعم .. إنه يتمنى ويرجو أن يكون هو أكثر الأنبياء أتباعاً يوم القيامة . .
 وهذه الكثرة لا تكون إلاّ إذا حصل الزواج والتناسل والتكاثر .. وكانت كثرة تعبد الله  وتحبه .
 فكّري في ( الزواج ) بهذه النظرة التي تتجاوز الرغبة الرغبة الذاتية والمصلحة الشخصيّة . .

 أخيّة . .
 ومن قال لك إذا تزوّجت فإنك سترتبطين برجل يسبب لك المتاعب ؟!
 المسألة هي اختيارك . .
 فإذا عملت بوصية حبيك محمد صلى الله عليه وسلم : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه " فأنك تضعين قدمك على عتبة ( السعادة والاستقرار ) ..
 إذن أنت من يختار كيف يكون مستقبلك وكيف يكون شريك ( العمر ) . .
 نعم لن تجدي الرجل ( الكامل ) ( الملائكي ) . .  لكنك إذا أحسنت الظن بالله وبذلت الأسباب المناسبة حتما سيرزقك الله من يكون لك فيه الأنس والسعادة والاستقرار . .  هذا هو حسن الظن بالله .

 صدقيني ..
 كنّا ونحن شباب نسمع أن ( المشكلات هي ملح الحياة ) ولم نكن ندرك معنى ذلك . .
 حتى دخلنا حياتنا الزوجية والأسريّة .. فأدركنا فعلا معنى أن ( المشكلات ملح الحياة ) . .
 
 أخيّة . .
 القضية هي ( قضيّتك ) . .
 و( القرار ) هو قرارك . .
 فإن اخترت ( عدم الزواج ) فأنت من سيتحمل تبعات هذا القرار . . 
 وليس أهلك ولا صديقاتك ولا من حولك !
 وإن اخترت ( الزواج ) فأنت ايضا من يتحمل تبعات هذا القرار ، وفي نفس الوقت يستلذّ بلذاذاته ومتعته .

 وفقك الله واسعدك .
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛

13-01-2011

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني