الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يختار لك خيرا ويكتب لك خيرا ..
أخيّة . .
حين نختار لأنفسنا اختيار ، فينبغي أن يكون اختيارنا عن مسؤولية وليس اختياراً يتبع رغبات الأهل أو يستجيب لبعض الضغوطات النفسية أو المجتمعية !
لأنه متى ما كان قرار الاختيار قراراً هروبيّاً .. فإن ذلك سينجر على الحياة في مستقبل أيامها !
عشت الآن مع زوجك 10 سنوات وقد رزقك الله تعالى منه الولد ، وهذه نعمة عظيمة أن زوجك كان سبباً رئيسياً لتحظي بشرف الأمومة ، وان ينالك شرف ( الجنة تحت أقدام الأمهات ) ..
هناك أشياء جميلة في زوجك ..
هذه إحداها ..
وإن بعض الميزات يود المرء لو يفتدي كل ما يملك لينال مثل هذاالشرف الذي ألبسك الله إيّاها ، لأن هذاالشرف لا يُنال بالجد والاجتهاد والمذاكرة !
إنما هي ( هبة ) من الله .. وزوجك كان سبباً في هذا .
عموماً أخيّة ..
المطلوب منك الآن ليس أن تحبي زوجك ..
ولا أن تكرهي زوجك ..
المطلوب منك أن تستفيدي من سابق تجاربتك في اتخاذ القرار .
و أن تقرري الآن قراراً مسؤولاً تكونين مسؤولة عنه وعن تبعاته ..
ماذا تريدين الآن لما بقي من عمرك - بارك الله عمرك - :
هل تريدين أن تستمري في هذه العلاقة وتبحثين عن ما يطوّرها أو يجعلك تتعايشين معها
أو تريدين انهاء هذه العلاقة ؟!
إن اخترت إنهاء العلاقة فهو حل .. لكن هل هو الحل المناسب ؟!
هذاالأمر يخضع لنظرتك أنت ومعرفتك بحالك وواقعك وقدرتك على تحمّل تبعات ذلك .
والموازنة بين المكاسب والسلبيات من هذاالقرار ..
وإن اخترت البقاء في هذه العلاقة .. فهذا يعني أن عندك الاستعداد أن تطبقي الحلول المتاحة للتعايش وليس للحب !
لأن مشاعرالحب منحة من الله .. وما علينا إلاّ بذل الأسباب لها .
فحتى تتعايشي مع واقعك :
1 - لا تركّزي على سلبيات زوجك . ولا تضخّميها في فكرتك ونظرك .
فكون أنه لا يعتني بنظافته ، لا تكلّفي نفسك كثرة التوجيه أو اللوم .. لكن مارسي معه النظافة بشكل عملي ..
جهّزي له ثيابه كاحسن ما يكون ، طيّبيه .. وحين يعود للبيت هيئي له مكان الاستحمام بشكل جاذب .. وهكذا استمتعي بما تقومين به .
بمعنى اجعلي متعتك ليس في نظافته .. إنما متعتك في إنك تنجزين معه شيئا يسعدك أنت .
2 - ركّزي على نفسك وليس عليه .
ركّزي على كلماتك ... واستمتعي بكل كلمة جميلة ودافئة تقولينها له ..
لا تقولين لها الكلمة الدافئة لجل أن تمتعيه هو ..
وإنما لأجل أن الكلمة الدافئة تمتعك أنت ..
طبعا هذه الطريقة في الوهلة الأولى تعتبر مثالية ، كلنها مع الممارسة والاستمرار ستجدين أنك تستمتعين أنت بكل ما تقومين به من تصرفات وكلمات حتى لو كان الطرف المقابل ردّة فعله ليست كما هو المأمول والمتوقع !
3 - حين نفقد في حياتناالزوجية شيئا من الإشباع العاطفي .. فالحل أن نكمّل هذا النقص بنوع من البناء الروحي والنفسي ..
اهتمي ببناء روحك إيمانيا ..
4 - اهتمي بأطفالك .. واجعليهم هدفا من أهداف حياتك ..
ركّزي الاهتمام بتربيتهم ورعايتهم واللعب معهم وتبادل الحب معهم والمعانقة والاحتواء العاطفي بينك وبينهم ..
5 - تقبّلي شخصية زوجك كما هو ..
ولا تتقبليه كما تريدين أنت ..
أنت أقدر على أن تسيطري على مشاعرك وأفكارك .. أكثر من سيطرتط وقدرتك على تغيير زوجك وتغيير افكاره واهتماماته .
أكثري لنفسك وله من الدّعاء ..
ودائماتذكّري :
( فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) [ النساء : 19 ] .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
05-12-2015