الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يطهر قلبك ياابنتي ، ويملأه حباً وسروراً بربك .
ياابنتي ..
حتى أكون واضحا معك وصادقاً معك ..
الذي عشته مع هذاالشاب خلال السنوات الأربع ليس هو [ الحب ] !
كنتِ تعيشين معه شيئاً آخر ..
ولذلك احتياجك لهذا الأمر هو الذي يُشعرك أنك لا تستطيعين ترك هذاالشاب مع أنك تثقين أنه لا يهتم لك .
ففي الواقع أنت الآن لا تهتمين لحبه أو لاهتمامه لك ..
اهتمامك أن تشبعي حاجة عندك عن طريقه .
لذلك يا ابنتي ...
ما دام أنك تحاولين ..
فثقي تماماً أنك يوماً ما ستنجحين وتتخلّصين من هذا [ الذنب ] .
لكن حتى تصلي للنجاح لابد أن تتخذي خطوات صحيحة وجريئة وشجاعة .
أول هذه الخطوات :
أن تستشعري عظمة الله في قلبك . وتستشعري نظر الله إليك .
فإنك مهما اختفيتِ عن أعين الناس .. فإنه لا يمكنك بحال أن تختفي عن نظر الله إليك ..
فهل قدر النّاس عندك أعظم من قدر الله في قلبك ؟
إذن .. لماذا نستخفي عن أعين النّاس ولا نستخفي عن عين الله ؟!
الخطوة الثانية : خطوة عملية .
وهي أن تتخلّصي من كل شيء من شأنه أن يربطك بهذا الرجل .
وأنتِ أعرف الناس بنفسك واعرف ماهي مداخل الشيطان عليك ليجرّك إلى الذنب مع هذاالشاب .
فإذا كان الجوال ..
أو الواتس آب
أو الايميل أو موقع معين ..
تخلّصي منه تماماً .
إنه يمكنك أن تعيشي بدون هاتف جوال ، وبدون انترنت حياة سعيدة .
لكن لا يمكنك أن تعيشي السعادة وأنتتمارسين هذه الخطيئة !
إذن وازني بين الأمرين أيّهم أصعب .. هل الأصعب أن تتخلّي عن جوالك وعن الانترنت أو الأصعب أن يبقى الانترنت معك وتبقين على علاقتك بهذاالشاب ؟!
تذكّري أني قلت لك ابتداءً أنه وحتى نصل للنجاح لابد أن نتخذ خطوات صحيحة ( وجريئة ) مع أنفسنا للتغيير .
الخطوة الثالثة : خطوة على مستوى النية .
كل عمل تقومين به في حياتك اجعلي له ( نية صالحة ) فإذا أردت النوم فلتكن نيتك النوم للتقوي على العبادة ولإعطاء الجسد راحته ، وإذا أكلت أو شربت فلتكن نيّـك الصالحة فيه أن تلتزمي هدي النبي صلىالله عليه وسلم في الأكل والشرب والذكر الخاص بذلك ونحو ذلك .
هذه النية تمنحنا رصيداً أعلى من الحسنات والصّألحات ..
وجود هذا الرصيد العالي من الحسنات يساعدنا كثيراً على تهذيب شهواتنا وأهوائنا .
هنا ..
كلما حدثتك نفسك أن تعودي لمحادثة ذلك الشاب .. اسألي نفسك : ماهي النية الصالحة في هذا العمل ؟!
وهل يمكن أن ننوي بالذنب عملاً صالحا ؟!
إذن استحضار النية الصالحة في كل عمل يساعدك على تجاوز المشكلة .
الخطوة الرابعة : أشغلي نفسك .
بمعنى لا تكوني فارغة . الوقت الذي تشعرين فيه بالفراغ املئيه بشيء مفيد بالنسبة لك ، ولو كان شيئا يسيراً ..
الرياضة القراءة ترتيب البيت زيارة الصديقات الجلوس مع الوالدين المذاكرة لأطفال البيت وأطفال الجيران ..
وهكذا أشغلي نفسك .
خامساً : دائما تذكّري العواقب !
ها أنتِ كلما وقعت في الذّنب شعرت باللوم والألم والتعب والحسرة ، وربما شعرت بنوع من استصغار نفسك غذ كيف تذلين نفسك لشخص لا يهتم لك أبداً !
هذه عاقبة من العواقب ..
من العواقب .. أن الاستمرار ربما في يوم من الأيام قد يجرّ عليك وعلى أهلك الفضيحة والتعب والسمعة السيئة !
الأم التي حملتك وسهرت لأجلك وبكت من أجلك ..
والأب الذي رعاك وأحبك ..
هم أحق بحبك ..
هم أحق بأن تهتمي لمشاعرهم أكثر من مشاعرك .
إن شخصاً ساقطاً يلعب على الفتاة العفيفة لا يستحق أبداً أن يحل محل الوالدين في الحب والاشتياق .
إنه لا يستحق شيئا من ذلك .. فلماذا تمنحينه زهرة شبابك ..
لماذا تمنحيه .. تعب والديك وسهرهم وحرصهم ؟!
يا ابنتي ..
التغيير ( قرار ) .. غذا قررتِ أن تتركي هذا الأمر فستتركينه ، وإذا قررت أن تعودي إليه فستعودين إليه .
إذن هو ( قرارك ) أنت ..
لا يوجد شيء إسمه ( لا أستطيع )
أنت قررت أنك لا تستطيعين .. فمعنى ذلك أنك لن تستطيعي .
وغذا قررتِ أن تتركي هذاالأمر فستتركينه بغذن الله .
فقط .. قرري . واستعيني بالله .
يا ابنتي ..
لا تردي خاطباً يطرق بابك ..
فلعل الله يكتب لك مع خاطب السعادة والحب شيئا لم تكوني تتوقعيه ..
حباً يجعلك تنسين علاقة آثمة كانت مع فلان من خلف الأسوار أو تحت جنح الظلام .
الشيء الذي يجذبك لهذاالشخص ..
ستجدينه في الحلال وأكثر مما تتوقعي .
أنصحك بكثرة الاستغفار ..
واستدامة قراءة القرآن ..
وكثرة الدعاء ..
وأن تقطعي الطريقة بشكل قاطع لا بشكل جزئي .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
25-08-2015