الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يحبب الإيمان إلى زوجك ويزيّنه في قلبه ، وأن يكرّه إليه الكفر والفسوق والعصيان وأن يجعلها من الرّاشدين ، ويبارك لكما في حياتكما أجمعين .
أخيّة ..
من الأمور الطبيعية في طبيعة تكوين البشر : أن الله خلق في الرجل ميلاً للأنثى وخلق في الأنثى ميلاً للرجل .
هذه الطبيعة الغريزية موجودة في البشر ، ولذلك شرع الله الزواج للمارسة هذه الغريزة وجعل لها إطارها الصحيح في الزواج .
الزواج وحده لن يمنع الرجل أو حتى المرأة من الاندفاع الغريزي مالم يكن هناك :
1 - إيمان ومراقبة ، واستشعار البُعد الأخروي .
2 - إشباع ( كافي ) لهذه الغريزة بطرق مشروعه . مما يعني أن هناك قصوراً من الزوجة أو الزوج في إشباع زوجته ، بأي شكل كان هذا القصور .
3 - أخلاق ومروءة تحجز صاحبها عن الرذيلة .
الرجل حين يميل للنساء ..
إنما يميل أول مايميل لضعف في التدين ، ودعيني أكون دقيقاً في الوصف أن عنده ضعف في القيام بالعبادة التي تشكّل صمام الأمان الأول عن الوقوع في الفاحشة واتباع الشهوات .
وهي الصلاة .
فإن الله يقول : ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ) [ مريم : 59 ] .
فلاحظي كيف ترتّب على تضييع الصلوان اتّباع الشهوات .
الأمر الآخر من أسباب الخيانة .
عدم وجود الإشباع الكافي داخل البيت ..
الزوجة لا تجتذب زوجها بطريقة صحيحة .. بل تتصرف معه بطريقة تمهّد له الطريق للخروج من المنزل أو ليبني علاقات خاطئة خارج أسوار الزوجية .
مراقبة الزوجة لزوجها ..
كثرة الشك ..
كثرة الأسئلة ..
ضعف الاهتمام والتهيّؤ للزوج والتجمّل له .
كل هذه الأمور ربما تجعل الزوج ينفر منالبيت ليبحث عن أخرى خارج البيت !
على أن تقصير الزوجة - إن وُجد - فهو لا يبرر للخطيئة أبداً إنما أذكر هذا كتفسير لمثل هذا الإنحراف ..
النصيحة لك :
1 - لا تربطي بين الحب والخيانة .
فحين يخونك زوجك فلا يعني ذلك أنه لا يحبك .. فالرجل يحب زوجته وقد يخونها لضعف أو لتقليد أو للتجربة .
لذلك من الخطأ عند بعض الزوجات حين تكتشف خيانة زوجها ، أن تهدم أو تقطّ‘ حبال الودّ والوصل بينها وبين زوجها أو أن تنظر لأي سلوك أو قول من زوجها لها بأنه يكذب في حبه .
بل استمتعي بحبه لك واستمتعي بحبك له .. وانظري للمشكلة في حدودها فقط وانها ( مرض ) يحتاج إلى دواء .
2 - ابحثي عن الأسباب !
لماذا يخونني زوجي ؟!
إن كان هناك قصور من جهته في جانب البناء الإيماني والروحي ، فاجعلي هدفاً من أهدافك التأثير عليه في هذا الجانب ..
بتذكيره وتحفيزه للصلاة وبذل كل وسيلة هادئة حكيمة ممكنة ليهتم بالصلاة .
راسليه .. واقرئي عليه كلام أهل العلم في شأن الصلاة ونحو ذلك . وتخيري الأوقات المناسبة .
إن كان من جانبك قصور في الاهتمام به واجتذابه فغيّري من روتين علاقتك معه .
في لبيك وكلامك وترتيبك ونظافتك ونحو ذلك .
3 - إذا كانت شخصية زوجك شخصية عصبية أو شخصية قوية بمعنى شخصيته غير ضعيفة ..
فإن من الأسلم لك أن لا تواجهي زوجك بخطيئته ..
لأن المواجهة في هذه الحالة سوف تسقط ( الاحترام ) بينكما .. وسقوط الاحترام يعني فتح الباب على مصراعيه للخيانة والمجاهرة بها .
الزوج صاحب الشخصية الضعيفة الذي ( يستند ) على زوجته ربما مواجهته تعطي نتائج إيجابية أفضل من النتائج ما لو كانت شخصيته عصبية أوعنادية أو نحو ذلك .
4 - لا تفتشي أو تبحثي عن خيانات زوجك .
فلا تبحثي في أغراضه الشخصية ، ولا تكثري عليه من الأسئلة التحقيقية .. فإن ذلك ينفّره وفي نفس الوقت يؤلمك انت كلما اكتشفت شيئا جديداً .
لذلك تعاملي معه منخلال مبدأ ( السّتر ) استري عيبه عن عين نفسك .
5 - استمتعي بحياتك ..
اللحظات الجميلة بينك وبين زوجك استمتعي بها بكل ما فيها ، ولا تسمحي للألم أن يسيطر عليك فتفقدي لذّةاللحظات الجميلة وفي نفس الوقت لن يحصل أن زوجك سيتغيّر في تلك اللحظة .
فلا أنت الذي تغيّر زوجك بسبب ألمك ولا أنت التي تلذّت بما أباح الله لك في اللحظات والأحوال الجميلة والدافئة بينك وبينه .
6 - إذا كان زوجك ممن يجاهر بالمعصية والخيانة .
هنا خوّفيه وذكّريه بالله تعالى القادر على كل شيء .. وهزّي وجدانه بالتخويف من الله .
وبتذكيره بمآل هذهالخطيئة وانها قد تفرّق بينه وبين زوجته ، وتسيء إلى سمعته وسمعة أولاده ، وقد يجعل الله الخيانة في أهله وحريمه ( فالجزاء من جنس العمل ) .
لا تهتمي أن تكتشفي زوجك أو تكشفي زوجك أمامك ليكون كتاباً مفتوحاً ..
اهتمي أن تمارسي أنت معه ما يسعدك وفي نفس الوقت لا يشكّل عليه عبئاً .
استمتعي به دون أن تعرفي تفاصيل الأمور الغامضة بالنسبة لك .
سيما لو كان الجهل بهذه الأمور لا يضر أبداً .
أكثري له من الدّعاء ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
11-08-2015