الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يكتب لك خيرا ، ويعوّضك خيرا ..
أخيّة ..
قلتها وأقولها ولا أزال لكل فتاة ..
الأهم في مشروع الزواج هو ( مشروع القرار ) لحظة الاختيار ..
حين لا يكون عند الفتاة أسس ومعطيات واضحة للاختيار ، فهذا بالطبع سينعكس على حياتها مستقبلاً مع من ستختاره شريكاً لحياتها .
الصلاة من الأسس المهم في اختيار الخاطب ..
وهذا مما يسهل معرفته عن الخاطب بالسؤال عنه ، وحضور مسجد الحي ، وسؤال جماعة المسجد وإمام المسجد عنه .. فتارك الصلاة لا يخفى حاله عن جيرانه أو عن جماعة المسجد خاصّة .
يتساهل بعض أولياء الأمور وبعض الفتيات في قضية السؤال عن الخاطب ، وبعض الفتيات فقط تريد أن تلحق قطار الزواج حتى لو على حساب أن يكون الشخص غير كفؤ في أخلاقه ودينه وأدبه .
لذلك هذه تجربة قد مررتِ بها ، فلابد أن تتعلّمي منها ..
وحين تقولين أن عندك مشاكل من بداية الزواج فتأكّدي تماماً أنك شريكة في صناعة هذه المشاكل لأنك جزء منها .
أخيّة ..
لو سألتك سؤالاً : هل لو كانت عشرته طيبة وكلامه طيباً ، وهو لا يصلي ولا يصوم ولا يخرج الزكاة .. فهل كنتِ تقبلين البقاء معه ؟!
من خلال رسالتك ..
تبين لي أن هذه الأمور في نظرك تعتبر أمور ثانيوة ( وابتلاء ) !
وأن حسن العشرة عندك هي ( الأهم ) !
ماذا لو قلت لك .. أن سوء العشرة ايضا ( ابتلاء ) واصبري على ذلك ؟!
يا أخيّتي ..
إن من يقصر أو يفرّط في الحق الواجب بينه وبين الله ، سيما الصلاة التي جعلها الله تعالى صلة بين العبد وربه ، فمن يضيّع صلته بالله أهون ما يكون عليه أن يضيّع صلته بالناس والآخرين من حوله .
الذي لا يصلي .. أبداً لن يكون حسن العشرة !
لأن الحسن في العلاقات مع البشر مرتبط بحسن علاقة الانسان بربّه .
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( والصلاة نور ) ..
بمعنى أن من لا يصلي لا نور له !
ويعيش في حلكة من الظلام النفسي والروحي والاجتماعي وحتى المادي !
وجملة من أهل العلم يرى بأنه لا يجوز للمسلمة أن تبقى في ذمة رجل لا يصلي أبداً ، ومثل هذا القاضي يفرق بينهما لتركه للصلاة ..
طلب الطلاق هنا سائغ وصحيح ..
لكن نصيحتي لك :
1 - أن تؤجّلي الحمل فترة .
2 - أن تمنحي نفسك وتمنحيه فرصة زمنية محددة 3 اشهر أو 4 أشهر .
3 - في هذه الفترة الزمنية تحددي معه ماذا تريدين منه :
- أن يحافظ على الصلاة ويلتزم بها في المسجد .
- أن يحسّن علاقته معك .. وحددي له بالضبط ماذا تريدين منه في العلاقة .
4 - خلال هذه الفترة إن لم يظهر تحسّ، أو جدّية منه خاصة في أمر الصلاة ، مع حسن دعوتك له للصلاة وتحفيزك له أن يصلّي ..
فإن من الأفضل عدم البقاء معه ..
وعسى الله أن يعوّضك خيرا ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛ ؛
16-07-2015