الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يشرح بالإيمان صدرك ، وأن يملأ قلبك يقينا به ورضا عنه .
أخي الكريم ..
هذه المشاعر ، والرغبة نحو التغيير ، والشعور بأهمية التغيير هي وقود التحسّ، بإذن الله ...
الأهم أن لا يخبو في نفسك هذاالصوت ، وهذه الرغبة .. وحقيقة أهنّئك بحرارة على إنجازك حتى وإن عدت ..
لكن انتصارك على نفسك في فترة ما يعني أنك قادر بإذن الله أن تنتصر مرّة أخرى على نفسك .
وإنّي هنا أبشّرك أخي بوعد الله ومعونته في قوله : ( إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [ الأنفال : 70 ]
يعد الله خيراً ما دام في قلبك الإرادة الصادقة ، وتأمّل قوله ( يُؤْتِكُمْ خَيْرًا ) فإذا وعد الله تعالى أنه سيُعطى عبده خيرا ، فماذا تتوقع من الكريم .. ماذا سيكون الخير منه سبحانه وتعالى .
لذلك حافظ على هذاالمستوى من الرغبة في التغيير ، ونمّ هذاالشعور بالمتابعة والبحث والسؤال والبذل .
كما أني أبشّرك يا أخي ..
هناك الكثير ممن أدمن الحشيش ، وأنواع أخرى من المخدرات ، ومع ذلك استطاع أن يترك كل هذا وتتحوّل حياته لشيء أجمل بفضل الله أولاً ، ثم بفضل الصّدق في الإرادة وعمل خطوات عملية للتغيير . وعدم استصعاب أي خطوة في الحل .
لأن استصعاب أي خطوة في الحل والتغيير ينعكس على النفس بالإحباط والكسل والعجز .
أخي الكريم ..
التغيير يحتاج إلى تهيئة نفسيّة مهمّة ..
هذه التهيئة النفسية تكون :
1 - صدق الإرادة والحرص على هذاالشعور أن يكون في عنفوانه .
2 - صدق الالتجاء إلى الله بالدّ‘اء والمعونة . فإن افنسان لو بذل ما بذل من الأسباب ، وغفل عن معونة الله وإظهار الحاجة إلى الله فإنه قد لا يوفّق لما يريد .
لذلك أحسن الاستعانة بالله بالدعاء وحسن الظن به .
3 - تحسين العلاقة مع الله .
فالنفس البشرية مكوّنة من شيئين :
الأول : الجسد .
الثاني : الرّوح .
الجسد خُلق من تراب . والروح نفخة من الرّحمن . لذلك هذا التكوين الإنساني هو منظومة واحدة وليس منفكة عن بعضها .
فالجانب الذي خُلق من التراب غذاؤه وصحته من التراب . فأكله وشربه وشربه من التراب . والروح التي هي نفخة من الرحمن غذؤها من جهة الله تعالى . من جهة الاهتمام بالرّوح والأعمال القلبية والظاهرة البدنية التي تنمّي الروح .
لذلك حسّ، علاقتك مع الله وخصوصا في أمرين مهمّين :
الأول : المحافظة على الصلاة وبخاصة في المسجد وحضور الجماعة .
الثاني : قراءة القرآن بشكل يومي . بحيث لا يمرّ يوم عليك ولم تقرأ فيه ورداً من القرآن .
أضف إلى ذلك المحافظة على الأذكار وكثرة الاستغفار والتسبيح .. هذه الأمور لها أثرها في رفع الروح المعنوية عندك للتغيير والتحسين .
الأمر الآخر أخي بعد التهيئة النفسيّة ..
تحتاج أن تقرر قراراً مهمّا في حياتك ..
قرر أن تترك ما يضرّك ، وما تشعرك أنه يؤذيك ..
نعم قرر .. ولا تقل ( أتمنى أن أترك ) ولكن قل : من الآن سأترك .
بالطبع هذا القرار ستكون له أعراض انسحابية ، هذه الأعراض الانسحابية يمكن مقاومتها من خلال :
- التركيز على الاهتمام بالجانب الروحي ( علاقتك مع الله )
لأن الله يقول ( أنا عند ظن عبدي بي ) ، ويقول : ( ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .
- استشارة طبيب مختصّ في هذا العقار ، وطريقة تجاوز أعراضه الانسحابية بطريقة طبية . انت هنا تحتاج أن تستشير طبيباً صادقا أمينا .
الأمر الثالث بعد القرار ..
ابدأ بخطوات عملية في التغيير ..
انظر ماهي الأسباب التي تجذبك للعودة إلى هذه الأمور ، وعالجها وتجنّبها ..
ومما يساعدك في ذلك :
أن ترتبط بعمل تطوعي من خلال التنسيق مع أي جهة عندكم تهتم بالأعمال الجماعية التطوعيّة .
مشاركتك ضمن مجموعة وفي عمل تطوّعي يزيد من الشعور بالأنس والرحمة ، لأنك تمارس شيئا إنسانيّاً .
المشاركة ضمن مجموعة مع الوقت ستساعدك على تجاوز الرّهاب الاجتماعي ..
لا تستسرسل مع أي فكرة سلبية ..
هم ينظرون إليّ ..
هم يتابعونني ..
ابدا لا تسترسل مع أي فكرة تثير عندك نوعا من الرّهاب ..
لأن الرّهاب في أصله يبدأ من التفكير والفكرة .. لذلك رقب أفكارك فقط .
لا أزال أؤكد عليك على ثلاث قضايا :
الأولى : تحسين علاقتك مع الله .
الثانية : لا تسمح للرغبة الجامحة في نفسك بالتغيير أن تخبو أو تضعف .
الثالثة : لابد أن تراجع عيادة متخصّصة لمساعدتك على التخلّص من الأعراض الانسحابية التي تظهر بعد ترك مثل هذه العقاقير ، فلن يفيدك في ذلك إلا متخصص أمين .
أكثر من الدعاء .
والله يرعاك ؛ ؛؛
27-03-2015