الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
واسأل الله العظيم أن يديم بينكما حياة الودّ والرحمة ، وأن يصلح ما بينكما .
أخيّة ..
حقيقة شدّتني عبارتك التي تقولين فيها ( هو لايرفع صوته ولا يمد يده لكن باستطاعته جعل يومك كئيبا وحزينا لدرجة تفكر بالانتحار أعوذ بالله ... ) !!
أخيّة ..
أعيدي قراءة ما كتبت مرّة أخرى !
لا تستغربي ..
لأني أعتقد أنك تعتقدين وبشكل جازم أنه لا يمكن لأحد أن يفرض عليك أن تفكّري بفكرة كئيبة !
نعم ..
هل يمكن لأي أحد أن يفرض عليك أن تفكري بفكرة أنتِ لا تريدينها ؟!
كذلك لا أحد يستطيع أن يحوّل حياتك كآبة والماً إلاّ إذا سمحتِ انت له بذلك .
قد تقولين كيف ؟!
أقول لك ..
الكآبة ، والألم ، والهمّ والقلق .. كل هذه ( مشاعر ) !
كيف تتولّد مشاعرنا ؟!
مشاعرنا لا تولد من الآخرين ، ولا تولد من لا شيء .
المشاعر تولد من رحم الأفكار ..
الفكرة التي نفكّر بها ينعكس شعورها علينا..
حين أفكّر بشيء جميل ومفرح بالطبع مشاعري ستكون مشاعرالفرح ، وحين أفكّر بمشاعر مؤلمة وسلبية بالطبع ستنعكس طبيعة الفكرة على مشاعري بنوع من الألم والضيق والطفش !
إذن ..
إذا أردتِ أن لا يحوّل زوجك حياتك كآبة وألماً ، فكل ما عليك فقط هو أن تتحكّمي بأفكارك ..
أن تتحكمي بطريقة تفسيرك للمواقف ونظرتك لها ..
كل موقف مهما كان سلبيّاً بالطبع ستجدين له فكرة إيجابية يمكن أن تعيشيها .
انظري مثلا ..
هناك أحد العلماء اسمه ( ابن تيمية ) أمر الحاكم بسجنه .
السؤال : هل السجن والبُعد ولحرمانمن الحرية يعتبر شيء سلبي أو شيء إيجابي ؟!
بالطبع هو شيء سلبي ..
لو فكّر السّجين بطريقة سلبية ، وقال السجن سيحرمني أهلي وحريتي ومتعتي بشبابي .. ماذا ستكون مشاعره تبعاً لهذه الفكرة ؟!
لكن انظري كيف فعل ابن تيمية رحمه الله حين أُمر به إلى السجن فقال : ماذا يصنع أعدائي بي ؟!
أنا جنّتي وبستاني في صدري أينما رحت فهي معي .
أنا سجني خلوة ، وقتلي شهادة وإبعادي عن بلدي سياحة !
لاحظي كيف أنه أوجد للموقف أفكاراً إيجابيّة ليتعايش مع الواقع بطريقة ممتعة .
في كثير من الحيان لا يمكننا تغيير لواقع ، لكن يمكننا تغيير أفكارنا تجاه الواقع والموقف .
حين يتكلّم زوجك بكلام أو تصرف يوصف في دائرة ( الشك ) ..
هنا إذا فسّرت الموقف على أنه شك .. ستختنقين !
لكن لو فسّرت الموقف على أنه حررص وزيادة حب وغيرة محب !
أعتقد أنك ستجدين فرصة للتعايش مع سلوك زوجك ..
قد لا يكون هذا مراده .. لكن أنتي لا يهمك مراده إنما يهمك تفكيرك أنت تجاه الموقف .
هذه الاستراتيجيّة في التعامل مع مواقف شريك الحياة والآخرين عموما تحتاج إلى وقت وتدريب وصبر ، وبعدها ستجدين اللذّة والمتعة في التعايش مع أي واقع يكون حولك دون ان يكون هناك ضغط نفسي عليك .
أخيّة ..
زوجك كريم وحسّاس .. لكنه مزاجي !
هذا أنتِ عرفت خيطاً مهمّا في شخصية زوجك يساعدك على أن تتعايشي مع طبعه بمتعة !
التعامل مع الشخصية المزاجية يكون من خلال :
1 - معرفة الوقت الذي يكون فيه مزاجه جداً مرتفع .
هنااستفيدي من هذه اللحظة ولا تفرطي فيها أبداً استمتعي بها معه حتى آخر اللحظة !
2 - معرفة الوقت الذي يكون فيه في مزاج سيء ..
هنا حدّثي نفسك بهدوء : أن هذه فترة وتعدّي ، وهنا لا تعامليه بالمواجهة والعناد ، إنما بنوع من الاحتواء والتبسّم والاحتضان .
تأكّدي تماماً ..
أن السعادة ليستأن تكون الظروف من حولك مواتيةومناسبة ، إنما السعادة في أن تديري أفكارك ومشاعرك بطريقة ممتعة مهما كانت الظروف .
لا تنتظري الظروف السارّة حتى تكوني سعيدة .. إنما عيشي اللحظة بكل تفاصيلها لكن بأفكار متفائلة .
أكثري من الدّعاء مع الاستغفار ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
26-03-2015