الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يديم بينكم الألفة والودّ والرحمة ، وان يصلح ما بينكم .
أخيّة ..
في العلاقات الأسرية ، وخاصة بين أفراد الأسرة الواحدة ينبغي أن تقوم العلاقة على نوع من [ المبادرة ] لا على [ الانتظار ] !
كما ينبغي أن يُنتبه في العلاقة والتعامل إلى جانب [ الطبع ] والتفاوت في مستوى الفهم للمفاهيم والتعامل مع الحياة من أفراد الأسرة .
الوالد المشغول بعمله خارج البيت ..
قد تعوّد حتى ألفت طباعه على هذا الروتين اليومي في التعامل مع حياته !
والحل هنا ليس هو استخراجه من طبعه دفعة واحدة ، بل التعايش مع طبعه بطريقة المبادرة .
في بناء العلاقة المثالية بين أفراد الأسرة ، لا يكفي أن ننتظر الحب ليحلّ بيننا ، بل ينبغي أن نحمل نحن الحب ونمارسه على المستوى الشخصي بالشعور بالانتماء للأسرة وممارسة الحب مع بقية الأفراد ..
فمثلا ..
حين يدخل والدكم للمنزل ..
فإن من غشاعة الحب أن تستقبله بناته بالابتسامة والعناق والاحتضان وتعبير الشوق على محيّأهم والسنتهم تلهج له بالدّعاء ..
الوالد المشغول يحتاج إلى احتواء عاطفي ،وحين يجد هذا الاحتواء من بناته فإن ذلك سيؤثّر عليه بطريقة إيجابيّة .
في بعض الأسر لم يتعوّد أفرادها على أن يستقبلوا أباهم ، ويعانقوه حبّاً ، وأن تمارس معه بناته الدلع الأنثوي الذي يكون من البنت مع أبيها بالطريقة التي تخلّصه من الشحنات السلبية وترّس فيه شحنات من الشّعور الإيجابي .
ولأنهم لم تعوّدوا ذلك فهم ينتظرون المبادرة من والدهم ، ويشعرون بثقل نفسي أن يبادروا أباهم بمثل هذه الطريقة من الحب ( خجلاً ) !
نعم من حقوالدكم إذا دخل البيت أن يكون ملكاً مدلّلاً ..
من واجبكم أن لا تجعلوه يطلب حتى الأشياء البسيطة لتقوموا أنتم بها إكراما وبرّاً ، واحتواء لعاطفته ومشاعره ..
حتى في الحوار معه ..
لا تحاوريه كصيق أو صديقة .. حاوريه كـ ( أب )
ما رأيك يا أبي أن نفعل كذا ..
ماذا تحب أن نفعل في هذا ..
هل يناسبك لو فعلنا كذا ..
وخلال الحوار يكون هناك ابتسامات آسرة وتقبيل للراس ، وأن تستخدمي أنوثتك كابنة تتعامل مع أبيها بنوع من ( الدلع ) مما يكون بين البنت وأبيها .
حتى والدتكم ..
بحاجة إلى هذاالاحتواء العاطفي ..
بحاجة إلى أن تقوموا أنتم بدورها في البيت في الاهتمام بالبيت ورعايته والاهتمام حتى طببيعة أكلها ونومها ..
بمعنى أن تخرجوا من دائرة ( افعلي ولا تفعلي ) إلى دائرة أن تقوموا أنتم بالعمل وتجهيز طعامها وشرابها ودوائها ونحو ذلك ..
مع إشعارها بالحب والعاطفة تجاهها .
أنتم كإخوة وأخوات ينبغي أن تتعاونوا على أن يكون والدكم ووالدتكم في حال من الرّاحة النفسيةوالبدنيّة من أن تجهدوهم بالعمل ، وأن تجتذبوا ما فيهم من شحنات سلبية بطريقة التعبير عن الحب والاحتواء .
تأكّدي تماما يا ابنتي ..
الحب لا يُنتظر ..
إنما يُمارس ..
فحين تقولين ( مشاعر الحب في أسرتي في انخفاض دائم )
فأنت إنما تقيسين ( نفسك ) ومشاعرالحب في نفسك ..
بادري ..
واتفقي مع أختك وأخواتك على أن يكونلكم دور في إدارة البيت ..
ودور في إشاعة الحب مع والديكم .
واللخ يرعاكم ؛ ؛ ؛
19-04-2015