الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يهدي قلب زوجك ، ويردّه إليه ردّاً جميلاً ..
أختي الكريمة ...
حين تكون الأرض خصبة فإن ذلك يعني أنها مناسبة لبذر الشجر فيها ، على أنه قد يتأخر زمان الحصد أو بدوّ الثمار غير أن الأرض الخصبة - بإذن الله - لاشك مثمرة .
تذكرين عن زوجك صفات جميلة ، وروحاً طيّبة حنونة ، مما يعني أن هذه مفاتيح - بإذن الله - لتصحيح المسار .
الصلاة من أعظم أمور الإسلام بل أعظمها على الإطلاق بعد الشهادتين . ولذلك كان جدير بكل فتاة تقدّم لها خاطب يخطبها للزواج أن تسأل أول ما تسأل عن صلاته . فإن صلح حاله مع الصلاة فذلك مؤشّر خير لباقي أمور حياته .
غير أن بعض الفتيات وأولياء الأمور لا يهتمّون بهذاالجانب عندما يطرق الخاطب الباب ، فلا يسألون أو يحرصون على حسن السؤال عن الخاطب سيما في هذاالجانب ( جانب الصلاة ) مع أنه أساس الحياة والعلاقة بين المسلمين .
فإن لبعض أهل العلم مقالاً وكلاماً في عدم جواز ارتباط المسلمة المصلية بغير المصلّي التّارك للصلاة .
لذا أنبّه ها هنا كل فتاة لم يطرق باباها خاطب أن تجعل أمر ( الصلاة ) أولويّ في أهلية وكفاءة الخاطب الذي تختاره شريكا لحياتها .
أختي الكريمة ..
يقول الله تعالى : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ? ) [ طه : 132 ] .
لاحظي قوله ( واصطبر ) والتي تعني المبالغة في الصبر ، لا يوجد أمر في القرآن أمر الله تعالى بكثرة الصبر عليه من مثل ( أمر الأهل بالصلاة ) ، وذلك لأن المرء ربما يعاني من بطء الاستجابة فربما يشعر بالملل واليأس والإحباط .
لكن حين يقول الله ( واصطبر عليها ) فذلك يمنح في نفس المؤمن التفاؤل والاحتساب لأنه يستشعر أنه في عمل صالح بمجرد استمراره على الأمر حتى لو لم يستجب الطرف الآخر .
لذلك مهمّتك هي : التحبّب لزوجك ، وتحبيب الصلاة إليه من خلال :
- محافظتك أنت أولاً على الصلاة في وقتها ،واجعليه يلاحظ هذا منك .
- حسن تحفيزه للصلاة . وليس أمره بالصلاة . التحفيز بتذكيره بفضل الصلاة ، وأنها نور للانسان في نفسه ومشاعره وحياته وعقله ..
وأنها موعد مع الله .. هيا قم فقد حان موعدك مع الله .
والمقصود أن تستمرّي في تحفيزه حتى لو يقوم بأداء الصلاة في البيت ..
- أحسني التبعّل له .
- راسليه بمقاطع صوتية تتكلم عن عظمة الصلاة . هناك مقاطع للشيخ محمد حسين يعقوب حول الصلاة مؤثّرة .
- يمكنك أن تراسلي إمام مسجد الحي أو بعض قراباتك أن يكون له دور في اصطحاب زوجك للصلاة .
- أكثري له من الدعاء في كل أمرك ، واسأليالله تعالى ان يهدي قلبه .
اجعلي لمحاولاتك فترة من الزمن كثلاثة أو أربعة أشهر ..
بعد هذه الفترة الزمنية إن لم يتحسّ، وضعه ولو قليلاً تكلّمي معه بوضوح في شأن الصلاة ، وذكّريه بخطورة تركها سواء خطورة تركه للصلاة على طبيعة العلاقة الزوجية بينك وبينه فإن من العلماء من يفتي ويحكم بفسخ العقد بين امرأة تصلي وزوج لا يصلي والعكس .
بمعنى أن تضعيه على الواقع الشرعي للعلاقة بينكما وأن عليكما أن تُراجعا قاضي المحكمة المختص في بلدكم لينظر في الأمر ما لم يتحسّن وضعه أو يصحّح مساره مع الصلاة .
لا أزال أقول لك ..
استمثري مواطن ومفاتيح التأثير في شخصيته للتأثير عليه ..
وأكثري له من الدّعاء ..
واستمتعي بنصحك له وتوجيهك وجهدك ..
فهذا من علامات صدق الحب أن تستمتعي بتوجيهه ونصحه ومساعدته دون ملل أو يأس .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
24-02-2015