الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يكفيك شرّ نفسك وشرّ الشيطان وشرَكه ، ويمتّعك بالصحة والعافية ويرزقك الأنس والحب مع زوجك وولدك .
أخي الكريم ..
العادة السرّيّة من المشكلات التي تشبه ( حصى الخذف ) الصغيرة التي لا تقتل العدو لكنها تفقأ العين !
وهكذا ( العادة السريّة ) لا هي التي تشبع شهوتك ومع ذلك فهي تُشعرك بالضيق والنّدم وتفوّـ عليك المتعة بزوجتك وعلاقتك الخاصة معها .
إدراك هذاالمعنى يساعدك كثيراً على أن تركّز على الشعور والإحساس بأهمية التحسين والتغيير .
أخي الكريم ..
كثيرا ممن يمارسون العادة السريّة يقعون في مشكلة ( المراوغة ) مع النّفس !
هم يدركون أنهم ( يراوغون ) أنفسهم .. ومع ذلك يحاولون أن يقنعوا أنفسهم بأن الحل في ( المراواغة ) !
كيف يحدث هذا ؟!
العادة السريّة تسبب نوع من الانعكاس النفسي السلبي على الشخص ، هذا الشعور السلبي يسبب نوعا من جلد الذات وتأنيب الضمير ..
هنا يحاول الشّخص أن يخرج من تأنيب الضمير وحتى يخفّف ألم سياط جلد الذات يقول : أريد حلاًّ .. حاولت ولم أستطع ؟ كيف يمكنني .. ساعدوني !
على أنها خطوة تعتبر إيجابيّة في أن يبحث صاحب المشكلة عن الحل .. لكن يكون هذاالبحث أكثر إيجابيّة حين يخرج من طور ( الأمنية ) إلى طور ( الإرادة ) !
المراوغة أين تكون !
تكون حين نتوقع أننا ( نريد ) وفي الواقع نحن فقط ( نتمنّى ) !
لذلك أول خطوات الحل :
- القرار والإرادة .
العادة السريّة ممارسة ( إراديّة ) ، بمعنى أنها ممارسة تتمّ بعد ان تقرر أنت أن تمارسها .
لذلك أسهل وأيسر حل لتركها هو : أن تقرر أن لا تمارسها !
والقرار يعني أن تتخذ خطوات عملية جريئة ..
تماما كما إنك عندما تقرر أن تمارس فأنت تتخذ خطوات عمليّة لتعزيز القرار ، فأنت إذا قررت أن تمارس العادة ، فأنت ( تخلو بنفسك ) وربما ( تشاهد ) أو تقرا أو تسمع ما يثير غريزتك ..
كل هذه الخطوات لتعزيز قرار ( الممارسة )
وحين تقرر أن لا تمارسها فأنت أيضا تحتاج إلى خطوات عمليّة لتعزيز قرار الترك وعدم الممارسة .
ولاحظ أنه ينبغي أن تكون هذه الخطوات ( فاعلة ) و ( جريئة ) .
بمعنى أن تنظر ماهي الأسباب التي تدعوك إلى ممارسة العادة واغلق بابها ..
كلٌّ أعرف بمداخل نفسه ..
فمن الناس المدخل على نفسه هو الانترنت.. فتكون الخطوة الجريئة هو أن تتخلّص من الانترنت نهائياً .
- وأنا أضرب لك المثل بالانترنت - لا تقل ( صعب ) لأن ( الأصعب ) منه أن تبقى اسيراً لهذه العادة وتحرمك لذّتك مع زوجتك .
لذلك انظر ماهي مداخل نفسك والتي تجرّك إلى الممارسة وأغلق بابها نهائيا وبكل جرأة .
الأمر الآخر ..
كثير من المتزوجين يلجأ لممارسة العادة هروباً من الشّ‘ور بالضعف في علاقته مع زوجته ، كنوع من الاثبات النفسي للذات أنه لا يزال قادر !
وفي الواقع هو يزيد نفسه وهناً وهمّاً !
نعم .. أغلب ما يكون من أسباب حالات ضعف العلاقة الخاصة بين الزوجين هو الإدمان على ممارسة العادة السرّية ..
لأن المتعة هنا تصبح متعلّقة بالخيال أو بالمناظر المحرّكة للتخيّل .. وهذا ما لا يجده في العلاقة الحميمية مع زوجته .
لذلك الابتعاد عن ممارسة العادة السرّيّة يساعد كثيراً في تحسّن العلاقة بين الزوجين خاصة فيما يتعلّق بالفراش .
وحين لا يشعر المرء بالتحسّن فليس معناه أن يهرب لممارسة العادة إنما معناه أن يبحث عن حل علاجي أو دوائي لضعف الحالة التي تحصل بينه وبين زوجته . فقد تكون هناك مشكلات صحيّة أو هرمونية أو في الغدد أو فيما يتعلق بالفيتامينات .. فالبحث عن الحل أفضل من الهروب .
أخي الكريم ..
من الأمور المساعدة على التخلّص من العادة :
1 - المحافظة على الصلاة .
وحين اقول المحافظة على الصلاة ، فلا يعني ذلك أن تأتيها في وقت الاقامة أو تلحق آخر ركعة ..
المحافظة يعني أن يكون هناك ارتباط شعوري بالصلاة بالتهيّؤ لكل صلاة قبل وقتها بوقت كاف وتحضر للمسجد بوقت كافي لتصلي السنّة الراتبة وتقرأ شيئا من القرآن وتشهد الجماعة ولا تتعجّل الخروج من المسجد ..
بهذه الصورة يكون للصلاة تأثير على نفسية الانسان وعلى سلوكه .
لأن الله أخبرنا وخبره صدق : ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )[ العنكبوت : 45 ] .
وخبر الله صدق وعدل وحق . فإذا رأيت نفسك تصلّي ولا تجد النتجية فاعلم أن هناك خللاً في إقامتك للصلاة .
وقد أخبرناالله ايضا أن التفري في الصلاة يجرّ إلى تسلّط الشهوات فقال : ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ) [ مريم : 59 ] .
فلاحظ كيف قرن بين إضاعة الصلاة واتّباع الشّهوات .
2 - تذكّر العواقب .
عاقبة الممارسة أنها تنقلب عليك ألماً وحسرة ، وتفقدك اللذّة بزوجتك وتفتح لك باباً من المشكلات مع أهلك .
3 - في الوقت الذي تشعر فيه بالرغبة في ممارسة هذه العادة ..
كن بجوار زوجتك لاعبها أو اطلب منها أن تستمتع بها بيدها أو بالطريقة التي تشعر فيها بالمتعة معها .
4 - أكثر لنفسك من الدّعاء ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
19-02-2015