الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يديم بينكما حياة الودّ والرحمة .
أخي الكريم ..
أي علاقة بين طرفين ، لن تكون أبداً على حال من المثالية في كل شيء . بل من أراد أن يستمتع بعلاقته مع الآخرين سيما مع زوجته أو زوجها ينبغي أن ينبي علاقته على نوع من التغاضي والتقبّل ، وعدم تفسير المواقف والأحداث بطريقة سلبيّة .
كما أن من السعادة أن يعيش المرء الجانب الممتع في حياته بكل ما فيه ، ولا يحاول أن يختصر متعته في جانب من الحياة ويُغفل الجوانب الأخرى التي يلاحظ أنها ممتعة له .
نقول أنك ( مرتاح جدّاً ) مع زوجتك .. مما يعني أن هذا الوضع هو الغالب على علاقتك مع زوجتك - أدام الله بينكما وبارك - فلماذا إذن .. تجعل من موقف ( عابر ) في لحظة ما ربما تكون بسبب شيء من الضغوطات النفسيّة أو له مسببات أخرى .. تجعل هذا الموقف يُفقدك لذّة الشيء الجميل في علاقتك والذي تعرفه وتدركه من نفسك ومن زوجتك .
أخي الكريم ..
متعة العلاقة لخاصة بين الزوجين تكون في التوافق والانجذاب النفسي أولاً بين الطرفين . قبل التلاحم الجسدي بينهما ، ولذلك هي متعة ( تراكميّة ) وليست متعة ( اللحظة الحاضرة ) .
فالتواصل والتوافق النفسي بين الطرفين في حياتهما مع بعضهما بوّابة للمعة في العلاقة الخاصة بينهما في غرفة النوم .
ولهذا الأمر نبّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله : ( إلامَ يَجلدُ أحدُكم امرأتَه ؟ جلدَ العبدِ . ولعله يُضاجعُها من آخرِ يومِه ) !
والمقصود أن الحرص على العلاقة النفسيّة بين الزوجين في سائر يومهما هو مدخل للمتعة بينهما على فراش النوم .
أخي الكريم ..
في الحكم الشرعي : لايجوز للمرأة غذا دعاها للفراش أن تابى أو تتمنّع مالم يكن هناك عذر شرعي كالحيض والنفاس ، أو عذر صحي عضوي أو نفسيّ يحصل معه الضرر لها من الجماع .
في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها، لعنتها الملائكة حتى ترجع. وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده؛ ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها.
وفي هذه النصوص موعظة لكل زوجة .
غير أنه ينبغي على الزوج أن يكون معيناً لزوجته على الامتثال ، لا أن يجرّها إلى الممانعة باي وسيلة أو سلوك كان .
حين تعبس الزوجة أو تتأفف فليس شرطاً أن ذلك مرتبطاً بمستوى النظافة الشخصيّة ، قد يكون هناك مشكلة ما بين الزوجة وزوجها ولا تستطيع أن تعبّر عن ألمها من تلك المشكلة إلاّ بما يظهر على وجهها من عبوس أو تأفف .
قد يخبّئ الزوج عن زوجته أمراً ، فتكتشفه الزوجة ولا تستطيع أن تصارح زوجها بأنها اكتشتفت هذا الشيء عنه .. فتبدأ تعبس وتتأفّف كنوع من التعبير عن شيء كامن في نفسها .
قد يكون التأفف والعبوس عند بعض الزوجات لأن زوجها فقط يريد إشباع رغبته ولا يهتم لرغبتها !
فهو يستعجل في قضاء حاجته وينزع عنها وهي لم تقضِ حاجتها منه . الأمر الذي يسبب لها ألماً نفسيّاً يجعلها تعبّر عن هذا الألم بنوع من النّفور من العلاقة الخاصة بينها وبين زوجها باي عذر كان !
ليس لأنها لا تغرب وإنما لأنها لا تجد من زوجها اإشباع وفي نفس الوقت تخجل من أن تصارح زوجها بذلك ، فيظهر أثر ذلك على شكل تأفف وتهرّب .
وقد يكون ذلك مرتبط بنوع من الألم العضوي أو المشكلات العضوية الأمر الذي يعني لزوم التدخلات العلاجيّ’ الطبيّة لحل المشكلة .
لذلك الحل هنا :
هو أن يُراجع الزوج نفسه ..
وهذا يحتاج منه جرأة وشجاعة في مصارحة ومحاسبة نفسه .
الأمر الآخر ..
أيضا يحتاج إلى أن يستفهم من زوجته بلغة هادئة وراقية لماذا هي تفعل ذلك ..
ولماذا لا تعبّر عن عدم رغبتها بطريقة أخرى ..
والمقصود ليس هو جرّها إلى أن تعبّر عن عدم رغبتها بطريقة أخرى بقدر ما هو الهدف أن يعرف الزوج السّبب ليتجاوزه ..
وهذا يحتاج إلى أن تشعر الزوجة بالحب والأمان لتكون أكثر صراحة مع زوجها .
أخي الكريم ..
لا تطلب زوجتك إلى الفراش لكن اجتذبها إليك بحسن المداعبة والملاطفة والتحفيز والإثارة .
بمعنى .. غيّر رحلك وطرائق التعبير عن رغبتك فيها ..
وكن لطيفاً معها ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
16-12-2014