الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يختار لك خيرا ويكتب لك خيرا ..
أخيّة ..
قرار الزواج واختيار شريك الحياة ينبغي أن يكون قراراً مبنيّاً على وضوح ، ووفق معطيات يمكن القياس عليها .
لكن اتخاذ قرار الزواج لمجرد وعود .. أعتقد أنه نوع من التهوّر في اتخاذ القرار .
تقولين : في أثناء الخطبة أخبركم أن زوجته الأولى مريضة !
والسؤال : هل كان هذا الأمر هو المحك الذي ستحددين عليه القبول من الرّفض ؟!
أخيّة . .
أما وإن الأمر بينكم الآن أن بينكما عشرة 11 عاماً فإنه ليس من السهل إنهاء هذا العمر لمجرّد مشكلة أو موقف يمكن التعايش معه .
إن من الأهمية بمكان أن تُدرك كل زوجة ( خطورة طلب الطلاق من زوجها ) من غير سبب شرعي حقيقي .
في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أيُما امرأةٍ سألَت زَوجَها الطَّلاقَ في غيرِ ما بأسٍ ؛ فحَرامٌ عليها رائِحَةُ الجنَّةِ ) .
وفي هذا تحذير شديد من أن تطلب الزوجة الطلاق من زوجها لغير سبب حقيقي .
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم حذّر الزوجة أن تطلب من زوجها أن يطلّق زوجته الأخرى فقد جاءفي الحديث ( ولا تسألِ المرأةُ طلاقَ أختِها لتَسْتَكْفِئَ إناءَها ) .
لمذا كل هذا التشديد في الطلاق ؟!
لأن الطلاق شريعة وحق شريعة الله التعظيم .
ولأن الطلاق يأتي في نقيض مقاصد النّكاح الذي هو الاستقرار والأسرة والتكاثر ونحو ذلك .
غير أنه يجوز للمرأة ان تطلب الطلاق ما دام أن هناك سبب مشروع .
أخيّة ..
في طريقك الان ثلاث حلول :
الأول : فعلا أن تطلبي الطلاق . عن طريق المحكمة . والقاضي هناك سينظر في معطيات طلبك .
لكن ينبغي عليك أن تدركي أن هذه الخطوة لها تبعاتها .
فقد يحكم القاضي عليك بأن تردي عليه ماله . وقد يجعل كفالة البنت له ما دام أنه كفؤ لرعايتها ويكتب لك أوقاتا لزيارتها .
وقد يحكم لك بالحضانة . هذه المسألة ينظر فيها القضاء وليس فيها قاعدة مضطردة .
والمقصود أن هذا الحل له تبعات ومسؤوليات .
وقد تتعدّى هذه التبعات إلى الطفلة أو البنت ، وهي في غنى عن أن تعيش هذه التبعات لمجرّد ان والدها تزوّج بثالثة .
الحل الثاني : أن تعيشي مع زوجك ( الطلاق الشعوري ) بمعنى أن تبقي في ذمته . لكن لا يأتيك إلاّ بما يقوم فيه على مصلحتك ومصلحة بيتك وابنتك .
بمعنى أنه بقاء ( للمصلحة ) ..
وبالطبع لهذاالحل تبعاته ومسؤولياته .
من تبعاته : انه يجعلك تفقدين الفرصة في أن ترتبطي بغيره عن ما لو لم تكن بينكما رابطة الزّوج .
ومن تبعاته أيضا أنه سيشكّل عليك نوع من الضغط النفسي والشّعوري إذا لم تستطيعي أن تتحكمي بمشاعرك وانتِ ترينه يذهب إلى هذه وتلك ولا يأتيك .
الحل الثالث :
أن تتعايشي مع واقعك . وأن تستمتعي بزوجك كما هو .
وأن تنظري لتصرفاته على أنها تصرفات تخصّه ، ودورك هو أن تستمتعي بوجوده حين يكونعندك وعند طفلتك .
بمعنى أن يكون دورك هنا دور ( الاجتذاب والمتعة ) أن تجتذبيه إليك بحسن العشرة والتبعّل واللطف . وأن تستمتعي به كما هو ولا تشغلي نفسك بمشكلاته هو !
فكون أنه تزوج بثالثة .. فهو الذي أضاف على نفسه مسؤولية أخرى ، وهو الذي سيكتوي بنار هذه المسؤولية وهو المخاطب بالعدل ، وهو الذي يُخشى عليه أن يأتي يوم القيامة وشقّه مائل .
إذن حين تنظري لتصرّفه علىأنه تصرف خاص به وهو من سيتحمل تبعات تصرفه .. هذه النظرة ستجعلك أكثر تفاؤلاً واستمتاعاً بحياتك معه .
بمعنى ..
لا تركّزي على الأمور والتصرفات غير الجميلة في زوجك وفي علاقتك مع زوجك ..
ركّزي كيف تستمتعي بحياتك معه ، سيما وان نصيبك منه سيكون ما بين يوم إلى يومين ، مما يعني أنه يعطيك المساحة لعدم التصادم والمواجهة .
هي أيّام محسوبة إن لم تستمتعي بها فلن تسعدي .
لذلك نصيحتي لك ..
أن تركّزي على هذا الحل لأن تبعاته الشاقة أقل بكثير من تبعات الحلّين السّابقين .
لذلك فكّري كيف تديرين حياتك بطريقة أخرى ..
ولا تركّزي على حل واحد فقط ..
في هذا الحل ..
عندك فرصة للمتعة ..
عندك فرصة أن تكون ابنتك معك ..
عندك فرصة أن تطوّري من ذاتك ..
عندك فرصة أن تعيش ابنتك في جو مستقر ..
أكثري له ولنفسك من الدّعاء ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
26-11-2014