الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يختار لك خيرا ، ويملأ قلبك ظنا حسناً بربّك .
أخيّة ..
من أهم وأخطر القرارات في حياة الإنسان هو قرار ( الزواج ) لأنه قرار على منعطف الطريق لدخول حياة جديدة بكل تفاصيليها .
ولذلك أهم خطوة في بناء الإستقرار الزوجي والأسري هي خطوة ( حسن الاختيار ) . لأن هذه الخطوة هي محور الحياة في كل ما يليها .
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم أرشد كل فتاة بقوله ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه ) .
فهنا أمور :
منها :
لاحظي قوله ( ترضون ) فالمسألة مسألة ( رضا ) ..
وقبول نفسي وعقلي للخاطب .
هذاالرضا ينبثق عنه : القرار المسؤول .
قرار الزواج ينبغي أن يكون قراراً مسؤولاً ولا قراراً هروبيّاً من واقع اجتماعي معيّن . ولا قراراً عاطفيّاً مبني على علاقة مسبقة بين الطرفين .
بل ينبغي أن يكون قراراً متعقّلاً ..
وكون أنه يريد الزواج بـ ( السرّ ) عن أهله .. فهذا يعني أن القبول به يعني ( تنازلاً ) في حق من حقوقك .
وكون أنك تتنازلين .. فمعنى ذلك أنك تدركين تبعات هذا ( التنازل ) وعندك الاستعداد لتحمّل تبعات ذلك .
كون أن والديه غير راضين عن زواجه من ثانية ..
وكون أن عنده أطفال ..
هذا يعني أنه سيكون تحت تأثير ( ضغط ) نفسي واجتماعي ومادي ما لو تم الارتباط بينكما .
وبالطبع الأولويّة في حياته هو :
والديه . وزوجته وأولاده . إذ لو لم يكونوا أولويّة في حياته لما جعل لنفسه مساحة وبحبوحة في قرار الزواج من ثانية .
( الزواج بالسرّ ) يعني أنه يمنح نفسه بحبوحة أن يتخلّى عنك في أي لحظة لو كثرت عليه الضغوط ووجد مننفسه عدم القدرة في أن يتحمّل هذه الضغوط . فيكون أسهل ( طرف ) يمكن أن يتخفّف منه هو أنت !
حقيقة ..
هي ليست نظرة تشاؤميّة .. لكنها قراءة لتبعة ( واقعية ) من تبعات هذا النوع من الزواج الذي يبدأ بـ ( السرّ ) .
لذلك أخيّة . .
نصيحتي لك ..
لا تدخلي حياتك الزوجيّة بمسؤوليات إضافية يمكن التخفف منها قبل الدّخول .
لأن الحياة الزوجية فيها من التحديات والمسؤوليات والتبعات ما قد يزاحم كثيرا من المشاعر والعواطف في حياة الزوجين .
ولا تقولي : أنه لم يتقدم لي الكفؤ .. أو نادرا من يتقدم لي !
مثل هذا الكلام يُضعف في القلب حسن الظن بالله .. فإن الله لا يزال يصرف عنك السوء والأشرار وأنت تتوقعين أن من يتقدم لك القليل !
أحسني الظن بربّك .
وكل الذي أستطيع أن أقوله لك :
أنت صاحبة القرار لا أحد غيرك ..
وأنت أعرف بنفسك ..
أي واقع يمكن أن تتعايشي معه بنوع من المتعة وعدم التضجّر والتحسّر ..
واقع : زواج مليء بالمسؤوليات والتحديات ومع ذلك هو مبني على نوع من التخوّف والتوجّس والتعليق ! !
أو واقعك في بيت أهلك .. وفيه نوع من الترقّب والانتظار .
إن اخترت الموافقة .. فليكن عندك شيء تستوثقين فيه وعده لك .. كأن يكون هناك شرط موثّق مكتوب أو مؤخّر معلوم ونحو ذلك . وهذا لا يعني أن تلغي استحضارك لتبعات أي ردة فعل تكون في هذا الزواج .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
06-09-2014