بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله يا شيخ على هذا الموقع الذي هو بمثابة مد جسور الخير للمسلمين .. مشكلتي يا شيخ تتلخص في أني عائدة إلى الله تعالى - واسأل الله أن يقبل توبتي ويغفر زلتي - أيام المراهقة ومنذ أكثر من عشر سنوات أتبعت طرق الشيطان وتعرفت بشاب افقدني أعز ما عندي وقد استمريت معه على ذلك الطريق المعوج أملا منه بأن يفي بوعوده ويتزوجني , ولكنه كبقية الذئاب كذب علي وتخلى عني وصادف أني كشفت معدنه وخياناته المستمرة وسلوكه مع الفتيات , فلجات إلى ربي وتبت إليه فكانت نقطة عودتي لربي دخولي مدرسة تحفيظ القرآن الكريم .. ولم اطلع أحد على ما حصل حتى ستر نفسي فالله سترني وانا اعصيه فيقينا أنه سيسترني وانا عائدة طائع له سبحانه .. دارت بي السنين وعمري يسابق على عتبات ألخامسة والثلاثين , وما زلت على توبتي ولله الحمد والمنة , وأصبحت أوجه البنات واناصحهن عبر وسائل الشبكة العنكبوتية ..ولكن إلى الآن لم يحصل النصيب .. انا راضية وصابرة \"فمن رضا فله الرضا \" ولكن يا شيخ أصبحت في ريبة .. لماذا الله لا يستجيب دعاءي خاصة أنني أخاف على ديني واسأل الله الثبات وأتمنى ان اجد الصالح الذي يأخذ بيدي لاكمال مسيرة طلب العلم وحفظ القرآن الذي توقفت عنه بسبب مسؤلية البيت التي على عاتقي .. قل لي يا شيخ كيف أعرف ان الله قبل توبتي ؟ وهل ما عليه انا استدراج ؟أم ماذا ؟ ارجووووووو الإجابة بارك الله فيكم والدعاء لي بالستر في الدنيا والاخرة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
واسأل الله العظيم أن يزيّن الإيمان في قلبك وأن يكرّه إليك الكفر والفسوق والعصيان وان يجعلك من الرّاشدات الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله .
أخيّة . .
هنيئاً لك ثم هنيئاً لك أن أكرمك الله واختارك للتوبة . ..
فإنك لو تلفّتي حولك لوجدت كثيراً من اللاهيات الغافلات عن ذكر الله الغارقات في بحار الذنب والخطيئة ، - وكلنا ذاك الإنسان - وقد اختارك الله تعالى ليكرمك بأن تتوبي وتعودي إليه .
فهنيئالك توبتك وعودتك وأوبتك إلى الله . .
ولو حُرم العبد كل مُتع الدنيا وأُعطي التوبة والهداية فقد أوتي الخير كل الخير ... وما قيمة أيّ متاع من متاع الحياة الدنيا في مقابل أن يُحرم المرء التوبة والهداية .
وقد كان العارفون بالله يقولون : من وجد الله ماذا فقد ومن فقد الله ماذا وجد ؟!
أخيّة . .
افرحي بربك الذي يفرح بتوبة عبده . .
افرحي بالقرب من ربك الذي يحب التوّابين ..
افرحي بفضل اللله وستره عليك . .
إن ستر الرب على العبد ليس فقط في أن يستر عيبه عن الناس .. لكن جمال ستره أن يستر عيب العبد ويُظهر حُسنه وجميل صفاته . . .
فافرحي . .
واملأي قلبك حبوراً بربّك الرحمن الرحيم . .
أخيّة . .
الزواج رزق مقسوم . .
والنبي صلى الله عليه وسلم قد أقسم بقوله : " والذي نفس محمد بيده لن تموت نفس حتى تستوي رزقها "
لاحظي قوله ( تستوفي ) يعني تأخذ ما كتب لها من الرّزق وافياً بلا نقصان . .
والمؤمن والمؤمنة يثق بربه ويُحسن الظن بربّه ( الرزّاق ذي القوة المتين ) . .
وفي شأن الزواج خاصّة ( والفتاة بوجه أخص ) ليس لها يد ظاهرة في البحث عن الزوج كما هو الشأن بالنسبة للرجل ..
ولذلك ليس عليك إلاّ أن توكلي المر إلى ربك الكريم الذي بيده خزائن كل شيء ...
ولإن كانت الفتاة في هذا الجانب ليست كالرجل إلاّ أن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا للمرأة وحرّج حقها بقوله " اللهم إنّي أحرّج حق الضعيفين المرأة اليتيم " فثقي بعون الله لك ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لك ولكل فتاة مؤمنة .
لا تشغلي ذهنك وتفكيرك بالعمر والزواج .. لأن إشغال الذهن بهذاالأمر لن يجلب ( زوجاً ) كما لن ( يقصّر ) عمراً .. لكنه حتماً سيسلبك أن تتأملي في سائر نعم الله عليك التي ترفلين فيها ولا يزال كرمه وفضله عليك وعلى كل خلقه نازل إليهم . .
إنشغالك .. سيُقعد عن الإنجاز والابداع في حياتك .. في عملك .. في دعوتك .. في تعلّمك .. لأن الذهن يعمل بقانون ( الإزاحة ) فالفكرة التي تأخذ حيّزاً أكبر في الذهن تزيح غيرها من الأفكار والاهتمامات والشعور ..
ثقي بربّك . . وقد قال بعض الحكماء : إذا كنت تنتظر ماء القدر أن يغلي فلن يغلي !
بمعنى أننا حين نضع القدر عى النار ونحن ننتظر بفارغ الصبر غليانه فإننا سنشعر أن الوقت يسير بسرعة وأن الغليان بطيء جداً !
بعكس ما لو وضعناالقدر على النار ثم انهمكنا في عمل آخر ولم نُشغل انفسنا بانتظار غليان الماء .. فإننا سنلاحظ سرعة غليان الماء !
وهكذا كل شيء في حياتنا حين ننشغل بانتظاره .. فإننا حتماً سنشعر ببطئ حصوله !
أخيّة . .
إن الله وعد وهو أصدق القائلين .. والله لا يخلف الميعاد .. فقال جل في علاه : "ادعوني أستجب لكم "
وقال : " وإذا سألك عبادي عنّي فإني قريب أجيب دعوة الداعِ غذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " .
وجاء في الحديث الصحيح : " إن الله حيي ستّير يستحي إذا رفع إليه عبده يديه أن يردّهما صفراً "
فالله جل وتعالى لا يرد الدعاء . .
لكن ليس معنى إجابة الدعاء هو أن يرفع العبد يديه ثم يحقق الله له أمنيته كما يريد في لحظتها ..
مع أن هذا ممكن .. لكن الإجابة لا تنحصر في هذا ..
فإن الدّأعي يدعو ... فيؤخّر الله عنه إجابة دعوته إلى أجل لأنه أعلم بما يصلح عبده وأمته .. وهو يعلم أنه لو حقق لعبده دعوته وأمنيته وهذه الحال لربما حصلت له من المفاسد ما لم يخطر للداعي على بال ..
أوَلست تقرئين قول الله : " ألا يعلم من خَلق وهو اللطيف الخبير " ..
فالله تعالى حين يؤخّر عن عبده أو أمته أمراً أو أمنية أو دعوة فهو لا يؤخّرها بخلاً - جل وتقدّس - إنما يؤخّر لطفاً ..
اقرئي إن شئت : " وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون "
رددي بهدوء " والله يعلم وانتم لا تعلمون " ..
وقد يدعو الدّاعي ربه بدعوة فلا تتحقق له أمنيته كما دعى لكن الله قد يصرف عنه من السوء والهموم والغموم في مقابل هذه الدعوة ..
وقد يؤخّر الله لعبده إجابة دعوته إلى يوم القيامة لتكون عملاً صالحاً يشفع له في ذلك الموقف العظيم ..
إذن أخيّة ..
لا تظني بربّك أنه لا يجيب دعاءك .. ثقي بربّك فإن الله يقول : " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء "
وتفاءلي خيراً . .
وثقي أن الله يحب ( التوّابين ) .. ومن احبه الرحمن أكرمه ونعّمه . .
أسأل الله العظيم أن يثبّتك ويوفقك ويرفع قدرك وذكرك .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني