يا شيخ حفظلك الله تعالى من كل سوء .. أنا متزوج منذ 15 سنة وامي تعيش معي منذ ذلك الحين الى اليوم ، ولكن والله يا شيخ إن امي تكره زوجتي وأهل زوجتي كرهاً شديداً حتى أنها تدعي عليهم أمام زوجتي ، ولا تريدني أن أذهب اليهم إذا دوني الى العشاء ، او في استراحه ، وأنا والله يا شيخ احاول قد ما استطيع أن اصبر زوجتي على امي علماً ان لي ثلاثة اخوة من الرجال وكل واحد يعيش في بيت مستقل ، وهي لا تريد الذهاب عندهم ، وبعض يحصل كلام برفع صوتي على امي ، وانا اعرف يا شيخ أن هذا خطأ ، ولكن نحن بشر والصبر ينفذ ، عندي من الأولاد خمسة وهم لا يحبونها بل تقول عليهم الأقاويل وتدعي عليهم وعلي وعلى امهم .وعلى أهل زوجتي ، حتى يا شيخ مرة في هذا العيد جاءت الى المجلس وكان ابو زوجتي عندي وتلفظت عليه بألفاظ سيئة ودعت عليه ، ولكن عمي لم يرد عليها ، احترام للود الذي بيني وبينه ، بل عليك يا شيخ ماذا أفعل الآن بعد هذا الوقت الذي امضيته معها ، علماً يا ان احرص كل الحرص على رضها ، ارجوا ان تفيدوني .. وهل هذه الدعوات الذي تدعوا بها هل هي قد تستجاب من الله تعالى ..

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يبارك لك في أهلك وولدك ومالك ، وأن يحنّن عليك قلب والدتك ويرزقك حسن البر بها .

 أخي الكريم ..
 هنيئا لك ثم هنيئا لك  ثم هنيئا لك أنك على عتبة باب من أبواب الجنة .
 ( الأم ) باب من ابواب الجنة . .
 والجنة يا أخي محفوفة بالمكاره والمشقة والتعب .. هذا طريقها .. تحتاج الجنة منّأ إلى صبر ومصابرة وجهاد ومجاهدة .. لتكون الراحة في الجنة .
 ( الم ) يا أخي بركة الحياة .. حتى ولو كان في بعض سلوكها عنت ومشقة .. لكن لك أن تتأمل حياتك في نفسك .. صحتك وصحة اولادك ، علاقتك الطيبة بأهلك وبأولادك وبمن حولك . .  بركة رزقك ... كل هذا لعله من بركة صبرك وحسن البرّ بوالدتك . .
 يا أخي .. كم يعيش الانسان على وجه الأرض . .
 هو ( عمر محدود )  أفلا يصبر الانسان على  ( أيام قلائل ) لحياة  أبديّة باقية في نعيم مقيم ؟!

 أخي . .
 من المهم جداً أن تتفهّم زوجتك وضع والدتك ، ومن المهم جداً أن تربّي أبنائك على احترام ( جدّتهم ) مهما كانت في أخلاقها معهم . .
 علّمهم أن الله امرنا وأوصانا بالوالدين  إحساناً .. لأننا حين نتعامل مع الوالدين فنحن لا نتعامل من أجل أن يمنحونا الحب والعطف والحنان .. وإنما نتعامل مععهم من أجل أن يرضى الله عنّا .. فإذا رضي الله عنّا  فإنه يوشك أن يرضى عنّأ الناس  ..
 أفهمهم أن هذا واجبنا نحن تجاه الوالدين . . 
 وواجبنا لا يتأثر بواجب الوالدين نحونا ..
 فإن قصّر الوالد أو الوالدة في واجبها تجاه أبنائها فإن ذلك لا يبرر لنا أن نقصّر في واجبنا تجاههم لأن الله سيسألنا عن واجبنا ولن يسألنا عن واجبهم ...

 شجّع زوجتك وأشكر لها حسن صبرها . .
 عوّضها بلطيف حبّك وكريم طبعك معها . .
 عاملها بالجميل فإن ذلك يعينها على نفسها  في أن تصبر على حسن مراعاة والدتك .
 حتى أقاربك ( أهل زوجتك ) . . أشكر لهم جميل لطفهم معك ومع والدتك .

 وفي نفس الوقت تعامل مع والدتك بكل لطف . .
 غيّر عليها من روتين تعاملك معها ..
 اخرج بها نزهة . .
 علّم أولادك أن يقبّلوا يديها ورأسها . .
 اطلب من زوجتك أن تكون كريمة معها تحتسب في حسن تعاملها الأجر من الله . .
 
 وعش معها بالمداراة في قضاء بعض أمورك التي تثير غضب والدتك فإذا أردت الذهاب مثلا لأهل زوجتك أو العشاء عندهم حاول أن تداري الموضع بطريقة لبقة  ..

 أخي الكريم . .
 تحيّن فرص اجابة الدعاء . .
 بين الأذان والاقامة ..
 في وقت السّحر . .
 عند الإفطار للصائم ..
 وارفع يديك واشكي الله حالك .. واطلب منه المعونة .. وثق أن الله يراك ويعلم  الحال وهو بك رحيم لطيف خبير .. فاسأله بصدق ويقين ..

 أمّا عن دعوات والدتك ..
 فإن الله تعالى لا يظلم أحدا فقد قال : " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي " . ومن دعا بظلم أو قطيعة رحم أو إثم فإن الله لا يستجيب له لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم . ما لم يستعجل . قيل : يا رسول الله ! ما الاستعجال ؟ قال يقول : قد دعوت ، وقد دعوت ، فلم أر يستجيب لي . فيستحسر عند ذلك ، ويدع الدعاء  "

 أسأل الله العظيم أن يرقزك حسن البرّ ويبارك لك في عمرك وأهلك وولدك ومالك .
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛