الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يختار لك خيرا ويكتب لك خيرا ..
أخي الكريم ..
أعجبتني عبارة في رسالتك ربما تختصر عليك الطريق وتضعك على الخطوة المهمّة في الحل .
قلت ( أننا حديثي العلاقة وبأنني أحتاج للفرصة ولمساحة تواصل أكثر ) ..
ماذا يعني هذاالكلام ؟!
هذاالكلام التمست به العذر لنفسك ، وكان ينبغي ايضا أن تلتمس به العذر لشريكة حياتك ..
دائماً البدايات - خاصة في العلاقة الزوجيّة - تعتبر مرحلة حسّاسة جدّاً ، والتعامل معها ينبغي أن يكون فيه نوع من المرونة والاتساع وعدم التعجّل .
سيما إذا كان الشاب اختار زوجته وشريكته على وفق معطيات أساسيّة وعلى وفقها تمّ الاختيار ، فهنا كل طرف بحاجة إلى مساحة من الوقت والتفهّم .
المفترض أنك اخترت شريكة حياتك على وفق معطيات واضحة ، هذه المعطيات هي الأساس بالنسبة لك ولاختيارك .
لذلك حين لا تكون المشكلة في بدايات العلاقة في دائرة الأساسيات فإن ذلك يعني أنكما بحاجة إلى فرصة أكبر من المرونة .
شريكة حياتك . .
تربّت ونشأت في اسرة وعائلة بظروف تختلف عن ظروفك ، سواء الظروف الفكرية والتربوية وحتى المعيشية والاجتماعيّة والنفسيّة .
ولذلك لا تتوقع أن تكون شريكة حياتك وفق ( مخطط ذهني سابق ) تعتقده تجاهها أو انه ينبغي أن تكون وفق ذلك .
هي لها طريقتها في التفكير ..
طريقتها في الاهتمام ..
عندها المعلومات التي تخصّها حول الزواج والعلاقات الزوجية ، بغضّ النظر هل هي معلومات صحيحة أو خاطئة لكن بالتأكيد عندها رصيد من المعلومات والتوجيهات والاستراتيجيات والمعتقدات والأفكار تجاه الحياة الجديدة ، وتجاه شريك حياتها .
لذلك من الصعب أننعتقد أنه ينبغي ان تتعامل معي زوجتي بالطريقة التي أتوقعها أنا منها ، ولو كانت السلوكيات التي تتوقعها سلوكيات بدهيّة في نظرك غير أن ذلك لا يعني أنه ينبغي أن تكون بتلك البديهة .
فإن الله قال ( وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى ) [ آل عمران : 36 ] .
لذلك ركّز على الأساسيات الأهم التي اخترت من أجلها شريكة حياتك ، وفي الجهة المقابلة احرص على غرس الأمور التي تعتقد أنك تحب أن تراها في شريكة حياتك لكن بهدوء .
إذا كنت تتصرّف معها بطريقة صحيحة .. لا توقف هذا التصرف لمجرّد أنها لا تتصرف مثلك .
فمثلاً ان كنت أنت تتصل بها وهي لا تتصل بك ..
لا تقل سأوقف الانصال حتى تتصل هي ..
هنا أنت امتنعت عن سلوك صحيح ( على الأقل في نظرك ) إلى سلوك غير صحيح !
حين يكون بينكما تواصل ..
ابتعد عن أسلوب النّقد ..أو الأسئلة المحرجة ..
لماذا لم تردّي على اتصالات ؟
لماذا لم تفعلي ؟
وهكذاابتعد عن اسلوب النقد والعتاب والاحراج لأنها بالطبع ربما تيجبك بجواب غير مقتنعه به لكنها تريد به الدفاع عن نفسها حتى لو كان الجواب جافّاً !
لذلك من الأفضل تجنّب أسلوب العتاب والنقد والأسئلة المحرجة .
أسلوب المقارنة الذي تستخدمه ( زوجتك ) هو أسلوب يكاد يكون أمر سائد بين النساء ، وكانه طبع لهنّ ..
ولذلك نبّه الله النساء على ذلك في قوله ( وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) [ النساء : 32 ] .
لذلك لا تتعامل مع أسلوب مقارنتها بنوع من التشنّج أو عدم التقبّل ، كن هادئاً وأفهمها أنه ينبغي أن تتساعدا لتكونا أفضل بمجموع تعاونكما بلا بتصرف شخصي منك أو منها .
من الأفضل يا أخي أن تلتحق أنت وزوجتك بدورة تأهيلية عن الزواج والعلاقات الزوجية ، فكثير من المشكلات بين الطرفين تحتاج فقط إلى نوع من التثقيف والمعرفة . لأن المعرفة هي أساس ( افصلاح ) و ( التصحيح ) .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
01-04-2014