الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يبارك لكما وعليكما وأن يجمع بينكما على خير ..
يا ابنتي ..
شيء طبيعي في بداية أي علاقة زواج أن يكون هناك نوع من الحساسية تجاه الطرف الآخر ، وشيء طبيعي أن نكون متشبثين ببعض طبائعنا التي تربينا عليها والفناها من الصّغر ، وذلك أن العلاقة الزوجية لا تعني ( الانصهار ) من أول الطريق بمعنى أن ينصهر كل شريك في شريكه الاخر .
أنتِ نشات بطريقة وثقافة معينة والفت طبعاً معيناً .. وهذا أمر بالطبع ينبغي عليك التنبّه له والتريّث في معالجته وأن لا تتوقعي أن الأمور تتغيّر بسرعة .
وكذلك ( خطيبك ) نشأ في بيئة لها ظروفها وثقافتها وثقافة تربيتها ، ونشأ على طبع ما .. لذا ينبغي على الزوجين تفهّم بعضهما والتعايش مع أطباع بعضهما بطريقة ايجابية ( ممتعة ) .
بنيّتي ..
دائما مشاعرنا مرتبطة بأفكارنا ..
( الحساسية ) اشبه ما تكون بالشعور .. هذاالشعور هو انعكاس لفكرة معينة أو طريقة تفكيرك وتفسيرك لموقف الطرف الآخر ..
ماهي الفكرة التي تسيطر عليك عندما يمزح معك خطيبك بشكل ( ثقيل ) !
بعضهم ( إهانة ) ( كرامة ) ( إساءة ) ( تقليل من ذاتي ) ( لم يحترمني ) !
هذه الأفكار بالطبع سيكون لها انعكاس سلبي على مشاعرنا ..
حتى ونحن ندرك أنه ( يمزح ) لكن طريقة تفسيرنا لمزحه هي التي أثّرت على مشاعرنا ..
فسّري مزحه - ولو كان ثقيلاً - على أنه فعلا يحبك .. انه فعلا أسقط الحواجز بينك وبينه حتى لدرجة انه يمزح معك بمزح ثقيل !
وهكذا غيري فكرتك وتفسيرك لمزاحه ..
وفي نفس الوقت تذكّري أنك ( تحبينه ) والمحب يصبر على بعض ( رعونة ) المحبوب ليدوم الحب ..
لذلك لا تتعاملي مع مواقف زوجك على أنها مواقف ( مغصوبة على الصبر عليها لأنك تحبينه ) بل تعاملي معها بطريقة ممتعة وشعور ممتع بأنه يحبك .
مازحي خطيبك واقتربي من نفس اسلوبه في المزاح ..
( حاولي ) .
في الوقت الذي تشعرين فيه بعدم رغبتك في المزاح شتتي انتباهه لأي أمر آخر خارج جو المزاح .
في لحظات هادئة تكلّمي معه بشأن مزحه وأفهميه أن شخصيته المرحة تعجبك .. لكن ( الله يخليك خفّف شوي ترى أنا حسّاسة ) المقصود ان تصارحيه بطريقة مرحة دافئة لا بطريقة النقد والعتاب .
نصيحة لكل الأزواج ..
المزاح . . غايته إدخال السرور فركّزوا على الغاية لا على الوسيلة !
والله يرعاكم ؛ ؛ ؛
17-05-2014