الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يزيّن قلوبنا بالإيمان ، ويجمّل أخلاقنا بالحياء ، ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة ..
بداية .. نحن في موقع ناصح نشكر لكما كزوجين هذه الروح الشفافة في التفاهم والتحاور والثقةالتي منحتمونا إيّاها ..
الزوج الفاضل ..
والزوجة الفاضلة ..
أجمل ما يجمّل علاقة الحب بين الزوجين .. ( الاحترام المتبادل ) بين الطرفين ..
من الاحترام ينشأ الحب وينمو ويجمل ، وإذا ضعف الاحترام فإن ( الحب ) يذوي كالوردة حين نقطع عنها الماء !
ومن الاحترام اللازم بين الطرفين .. أن يحترم كل طرف مشاعر الطرف الآخر ، ويراعي طبيعته ..
فالزوج يلزمه أن يراعي طبع الأنثى في زوجته ، وطبع الزوجة في زوجته .
وعلى الزوجة في نفس الوقت أن تراعي مشاعر زوجها سيما في المواقف التي يكون فيها نوع من الشعور بتهديد الرجولة أو الكرامة .
أعتقد أيها الكرام . .
أن الموقف لا يستحق أن يكون هناك حكما بينكما .. تصرفاتكما هي التي تحكم .
( إنكار ) الزوج أولاً عن أن يشتري لأخته قميص النوم .. يعطي دلالة أن هذاالأمر مما يُستحيا منه ولذلك ( أنكر ) في بادئ الأمر .
لذلك الفطرة السويّة تقول : أن العلاقة الأخوية مهما كانت بين الإخوة والأخوات ينبغي أن لا تتعدى حواجز ( خصوصيّة ) الطرف الآخر .
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالتفريق في المضاجع بين الأطفال إذا بلغوا سن العاشرة ، وهو ليس بسن البلوغ الذي يكون معه الاحساس بالشهوة ..
وما ذاك إلاّ ليتحافظ الشريعة على طهارة العلاقة بين الإخوة والأخوات في سياج محوط بالطهارة والحياء .
هذا وهم أطفال ..
كيف والشأن مع الكبير الذي يعرف تفاصيل الأمور ، والذي قد يستغل الشيطان مثل هذه الثغرة فيضخّمها في خيال الأخ أو خيال الأخت وهنا مكمن قوّ’ الشيطان في ( الوسوسة ) والتسلّط على قوّة التخيّل .
فكان جديراً بالعاقل المحب أن يُغلق باب الشيطان . ما دام أن الأمر يمكن أن تقوم به الأخت بنفسها ..
فيمكن تحويل المبلغ لها وهي تقوم بعملية الشّراء ، أو تطلب من زوجها أو تطلب على الأقل منأخواتها أو قريباتها أو حتى من زوجتك .
فذلك أصون وأحوط للحياء .
وإن من جميل لطف الشريعة وطريقتها في صيانة الدين والعفّة أن الدين قد يمنع من مقدّمات أمر ما قد يكون في ظاره أنه شيء عادي أومباح ..
فمن ما يشبه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الخروج للدجّال الأعور مخافة الفتنة ، قال صلى الله عليه وسلم ( مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ لِمَا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ. ) .
فتأملا قوله ( فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ لِمَا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ ) !!
المقصود أن الإنسان قد يطمئن إلى أخلاق نفسه وأدب أخته غير أن الشيطان قد يدخل من هذا الباب فيفتنه أو يفتنها .
أيها الكرام ..
إنني أشيد بروحكماالطيبة في تعاكلما مع بعضكما وفي الوضوح الصادق بينكما .
غير أنه ينبغي علىالزوجة حين ترى من زوجها ما يثير غيرتها ، او يثير حفيظتها سواء في مثل هذاالموقف أو غيره .. ينبغي عليها أن تضبط مشاعرها بالعقل لتتحاور مع زوجها بلغة هادئة لأن المقصود هو الرقي بالعلاقة بينكما .
كما ينبغي على الزوج أن لا يُغضبه غيرة زوجته .. فهي ما غارت إلاّ من حب وعليه أن يتفهّم ذلك ويقدّر ذلك لزوجته وأن يتعاونا فيما يزيد من الألفة بينهما ..
وأن يستفيدا من مواقف الحياة ودروسها كحبرة تفيدكما لما يُستقبل من الأيام .
دعواتي لكم بصدق أن يؤلّف الله بين قلبيكما ويملأ حياتكما ودّاً ورحمة .
والله يرعاكما ؛ ؛ ؛
03-03-2014