الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يصرف عنكم السوء وأهله ويكفيكم شر الشيطان وشركه .
أخيّة . . .
كل إنسان مستور بستر الله ، ولا يوجد إنسان بلا خطأ أو يمكن أن يكون فوق عتبة الخطأ فـ ( كل ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوّابون ) .
هذاالكلام ليس معناه تهوين الخطأ أو تسهيل المعصية ، بقدر ما أني اقصد به تفسير الواقع والطبيعة البشريّة ..
وهي أن كل إنسان معرّض للخطأ ..
لكن ينبغي على الإنسان كجهد ذاتي مع نفسه أن يمنع نفسه ويغلق منافذ المعصية على نفسه فالمعصية يكفي من شؤمها أن اسمها ( معصية لله ) !!
واي إنسان يملك قلباً حيّاً يعصي وهو يستسهل معصية الله ؟!
أخيّة . .
إذا عرفت هذا .. فإن المنبغي على الزوجة التي تحب زوجها أن تبحث عن ما يوثّق الحب بينها وبين زوجها لا عن ما يفرّق أو يؤلمها أو يجرح الحب الذي بينها وبين زوجها .
من الخطأ أن تبحث الزوجة وتفتّش وتكتشف أخطاء زوجها .
فالزوجة كما يقال : ينبغي أن تمارس دور المحامي مع زوجها لا دور المحقق !
تتبع الزوجة لعثرات زوجها يجعله أكثر عناداً ، ويجعله أكثر احترافاً في الهروب من البيت للسفر وللمحرمات !
الزوج يحتاج أن يشعر بالثقة من جهة زوجته ..
والزوجة النّاجحة هي التي تُشعر زوجها بالثقة والاهتمام ولا تهتم أن تكتشف المخبوء في حياة زوجها .
قد تقول بعض النساء .. يعني هل نكون مثل النعامة التي تدفن راسها في الرمال !
واقول النعامة لا تدفن راسها إلاّ إذا رأت الخطر .. وليس أنها تبحث عن الخطر !
هي المسألة ليست مسألة دفن الرأس بقدر ما هو إنعاش للجوانب الجميلة في شخصية زوجك ، وتنميتها .. نحن بقدر ما نهتم بتنمية الجوانب الجميلة بقدر ما نغرس .. وبقدر ما نهتم بالتفتيش والتنقيب بقدر ما نقلع ما زرعناه .
ها أنت تقولين في آخر رسالتك .. أنك تعايشت مع الوضع بالسكوت لأجل ( جو أسري آمن ) .
وهذا جزء من الحل ..
فالحل ليس أن تسكتي ..
وفي نفس الوقت الحل ليس أن تثيري في نفسك الشعور بالخيانة ، وتنقّبي وتبحثي وتصارحيه بما يفعل ..
الحل ..
- أن تكفّي عن التفتيش مهما كانت الأسباب ومهما تهيّات لك الاسباب ..
- وفي نفس الوقت تحرصي على بناء الروح الايمانية في نفس زوجك .. فمشاكل الشهوة أكثر ما يساعد في علاجها : التربية الروحية .. ورفع منسوب الايمان عند الشخص .
وهذا يمكن أن تمارسيه مع زوجك بالنصائح غير المباشرة عن طريق رسائل الجوال والوتس ، وبعض المقاطع المؤثرة ونحو ذلك ..
- أن تحرصي على حسن اجتذاب زوجك عاطفيا وغريزيّاً .. اجتذبيه لك بكل وسيلة وغيّري وجدّدي .. لا تقولي ( ما فيه فايدة ) .. بل هناك فائدة : اولها أنك تستمتعين أنت به بما أحل الله لك . لا تحرمي نفسك الشعور بالمتعة معه بسبب فكرة سلبية تسيطر عليك ..
وثاني الفوائد أنك تتقربين إلىالله بعملك هذا .. ( حتى الشهوة يؤجر عليها الانسان حين يضعها في الحلال ) .
وثالث أمر : أن استمرارك في الدعم العاطفي معه مع الوقت قد يجعله أكثر تدبّرا لحال نفسه ومراجعة ومحاسبة لما يقوم به .
أكثري له من الدعاء ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
01-03-2014