الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يرزقكم حسن البرّ ، ويكبّر والديكم في أعينكم .
أخيّة ..
مثل هذه المشكلات ( الحسّاسة جداً ) ينبغي أن تُحاط بنوع من السرية وتضييق حدودها ..
لذلك ياابنتي كان من الأفضل لو لم تخبري زوجك بالأمر .
ليس تشكيكاً في في أمانةزوجك أو تشكيكاً في الثقة به .. لكن مثل هذه المشكلات الأفضل فيها تضييقها بطريقة أكثر .
عموماً أخيّة ..
أولاً : ينبغي أن يكون مقام والدكم في نفوسكم مقاماً كبيراً مهما يكن . لأن بقاء مقامه في أنفسكم بهذاالقدر والمنزلة أولاً يساعدكم فعلاً على أن تتقبلوا منه التوجيه ، ويجعل توجيهاته لكم في مقام التقدير . وهذا الأمر يجعلكم لا تخلطون بين صحّ’ ما يقوله ويوجّهكم به ، وبين تصرّفه .
الأمر الآخر : ينبغي أن تدركي يا ابنتي أن والدك ‘نسان من الناس ، يقع عليه ما يقع على البشر من الخطأ ونحو ذلك . فلا يوجد إنسان مهما بلغ في تقواه يمكن أن يكون فوق عتبة الخطأ .
ولك في سيرة الرعيل الأول خير مثال ..
فإنك تجدين من بعض الصحابة من كان يشرب الخمر حتى بعد تحريمه ، ومنهم من ربما وقع في مقدّمات الزنا .. لكنهم كانوا سريعي التوبةوالأوبة .
هذاالكلام لا يقلل ابداً من قيمة الصحابة وفضلهم ، بقدر ما أن الله تعالى يريد يبين لنا أن البشر ما دام أنهم بشر فإنه يقع منهم ما يمكن أن يقع من البشر من التقصير والخلل .
ولايوجد في الخلق أفضل ولا اشرف ولا أعلى مقاماً وشأنا من صحابة خير الخلق بعد الأنبياءوالرسل .
لذلك : ينبغي أن تنظري للمشكلة بواقعيّة .
الواقعيّة تجعل عندك وعند أختك حماية من عامل ( الصدمة ) .. لأن ( الصدمة ) هي التي قد تسبب لكم نوع من التهوّر أو القلق أو الاكتئاب الأمر الذي يجعلكم ربما تتصرفون بطريقة غير مدروسة بطريقة صحيحة .
وفي نفس الوقت الواقعيّة تجعلكم أكثر تفهّما للأمر وهدوءً في معالجة المشكلة .
الأمر الثالث :
أن تتكلّمي مع أختك في أن تتجنّب متابعة والدكم أو التفتيش في جواله أو النظر له بنظرات الريبة . لأن هذاالأمر ( لا يجوز ) شرعاً ، ولا يجوز أدباً .
لأن الأمر كما قلت لك كل إنسان لابد وله كبوة .. فليس من الأدب أن تكتشف البنت أو الابن كبوة أبيه .
رابعاً : ليس من المفيد أن تخبرا والدتكم بالأمر .
خامساً : فكرة زوجك في استخدام رقم ( مستعار ) هي فكرة جيّدة . لكن ينبغي أن تكون الرسالة مركّزة . ويكون فيه إشارة أن الأمر اشبه ما يكون خرج عن نطاق ( السرّ ) إلى الفضيحة وعليه أن يتدارك الأمر بالتوبة وأن يحافظ على بيته وسمعته قبل أن يحصل ما لا يحمد عقباه .
الأمر السادس : يمكنكم أن تجلسوا مع والدكم كجلسة خاصّة ، وتتكلموا معه بشان : هل له رغبة في أن يتزوّج بثانية ؟!
دون أن تتطرّقوا لأمر مكالماته نهائيّاً . المقصود أن تعرضوا عليه الأمر كنوع من وضعه أمام الأمر الواقع ( المباح ) حتى يقيس الأمر بعقله لا بعاطفته وقلبه .
الأمر السابع : بطريقة لبقة تكلّموا مع والدتكم بأهمية أن تحتوي والدكم من الناحية العاطفية .
بعض الأبناء يخجل من ان يكلّم والدته بمثل هذا الكلام .. لكن هذاالخجل غير مبرّر حين يكون هناك تهديد أخطر من الخجل .
أكثروا لوالدكم من الدعاء ...
ولا أزال أكرر عليكم .. تجنّبوا متابعته ومراقبته أو النظر له بنظر الريبة .
والله يرعاكم ؛ ؛ ؛
05-03-2014