الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يشرح صدرك للإسلام ويزيّ، قلبك بالإيمان ، ويهديك ، ويسترك .
أخيّة . . .
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد سقط حاجباه من كبر سنه فقال : يا رسولَ اللهِ : أرأيتَ رجلًا عمل الذنوبَ كلَّها فلم يترك منها شيئًا ، وهو في ذلك لم يترك حاجةً ولا داجةً إلا اقتطعها بيمينِهِ ، فهل لذلك من توبةٍ ؟
قال : هل أسلمتَ ؟
قال : أما أنا فأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريك لهُ وأنك رسولُهُ ،
قال : نعم ، تفعلُ الخيراتِ ، وتتركُ الشرَّاتِ ، يجعلهُنَّ اللهُ لك كلُّهن خيراتٍ ،
قال : وغدراتي وفجراتي !
قال : نعم !
قال : اللهُ أكبرُ ، فما زال يُكبِّرُ حتى تَوَارى .
وقد قال الله : ( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) [ الفرقان : 70 ] .
فرحمة الله واسعة ، ويفرح بتوبة عبده أو أمته . بل التوبة من الاعمال التي يحبهاالله ويحب أن يرى عبده عليها ولذلك أمر بها المؤمنين فقال : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [ النور : 31 ] .
فلاحظي أنه قال ( ايهاالمؤمنون ) ولم يقل ( العاصين ) ولا غيرهم بل خصّ المؤمنين بالنّداء لعظم هذا العمل عند الله وهو ( التوبة ) .
لا شيء يحجبك عن التوبة إلاّ إرادتك ..
وقد قلت ماهي الطريقة ؟!
هناك ثلاث خطوات مهمّة للتوبة :
الخطوة الأولى : الصّدق مع الله .
بعضنا يقع في الذنوب والمعاصي ، فيؤنّبه ضميره ، وتقسوا عليه سياط الضمير ، فيتمنى أنه لم يذنب ، ويتمنى أنه لو يتوب .
هذا الشخص ( صاحب الأمنيات ) لن يتبو - إلاّ أن يشاء الله - لأن التوبة لا تحتاج أمنيات ، إنما تحتاج ( إرادة وصدق ) .. وهذا يتمنى فقط ليخفّف من سياط الضمير ، ويهرب من جلد الذات بالأمنيات .
لذلك أول خطوة ( قرري أن تتوبي وتكوني صادقة مع الله في قرارك ) .
وتذكّري أن الله يقول ( إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [ الأنفال : 70 ] .
وتذكّري أن الصدق مع الله من أعمال القلوب التي لا يعلمها إلاّ الله ، فلا مجال للمراوغة أو التأجيل .. الشرط ( ِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا ) والوعد : ( يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ) .
أصدقي مع الله .
الخطوة الثانية : غيّري الحال مباشرة .
يعني اعرفي أين مدخل الشيطان عليك وغيّري الأمر مبلاشرة بدون تأجيل .
فإن كان مدخل الشيطان عليك من الانتر نت .. فغيّري سلوكك تجاه الانترنت . لا أعتقد ان هناك حاجة للانترنت ما دام أنه يفتح لي أبوباً للفتنة والشر والخطيئة .
لا تقولي ( صعب ) .. لأن الصعب من ذلك أن تعيشي حياتك في مستنقع الذنوب !
هذا ضربته لك كمثل .. وإلاّ فإن كل إنسان أعرف بمداخل نفسه وضعفها ..
غيّري مباشرة .
الخطوة الثالثة :
كرّري التوبة والاستغفار . مهما يكن .
كلما تكرر الذنب كرري التوبة والاستغفار والنّدم ، واعرفي من اين دخل عليك الشيطان وأغلقي المنفذ ، وهكذا كل مرة تقعين فيها في الذنب كرري التوبة والاستغفار .
ولا تسمحي للشيطان أن يصل بك إلى حدّ الياس أو الشعور بأنك ( مهما تبت فإنك منافقة ) أو نحو ذلك من الأوهان التي يسلّطها الشيطان علينا ليفقدنا لذّة التوبة .
استمرّي واثبتي على التوبة مهما يكن .. كرري الاستغفار .
ثم أخيّة ..
هناك ساعدات تساعدك على الثبات منها :
- اهتمي بصلاتك في أوقاتها وبخشوع . واستحضري قلبك وانت بين يدي الله . ولا تصلي صلاتك في حال عجلة أو تفكير بأمر خارج الصلاة .
- اجعلي لنفسك حظّاً من القرآن تقرئينه يوميّاً ، وليكن عندك هدف أن تختمي القرآن تلاوة في كل شهر مرّة .
المهم لا تتركي قراءة القرآن .. واليوم الذي لا تسطيعين فيه قراءة القرآن أو فاتك فيه قراءة القرآن فلا أقل من أت تستمعي للقرآن .
- اختاري صديقات طيبات ناصحات يساعدنك على الخير .
- أشغلي نفسك ووقتك بما يفيدك ويفيد أمتك .. أنت فتاة الأمة بحاجة لمثلك . اجعلي لك هدف أن يكون لك اسماً في التاريخ .
أطثري لنفسك من الدعاء ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
03-02-2014