لقد تقدم لخطبتي شاب ملتزم و متدين وذا خلق فوافق والداي على ذلك فتمت الخطبة و لكن سرعان ما ندمت أمي على موافقتها على خطيبي و ذلك بسبب إمكانياته المادية المتوسطة فهي تريدني أن أتزوج بشخص غني يوفر لي حياة الترف، و أنا الآن أعيش في عذاب لان أمي تريدني فسخ الخطوبة و أنا أحبه يا فضيلة الشيخ لشخصيته و التزامه حيث أنه أرشدني إلى الحجاب و الصلاة و التقرب إلى الله، أنا الآن حائرة ما بين إرضاء غرور أمي و ما بين الاستمرار في هذه الخطوبة، علما بأنها تقطعت كل سبل التفاهم بيني و بينها فهي لا تريد أن تسمع شيئا يخص خطيبي، و أبي يستمع لكلامها و يقول لي إنها أمك و تريد مصلحتك، أرجوك أرشدني يا فضيلة الشيخ و جزاك الله خيرا و رحمة الله على موتاك. هناك شيئا مهم و هو أن إخوتي و أهلي جميعهم ضدي فهم يريدون رجلا يتماشى مع عصر الانترنت و الأغاني و الفيديو كليب لا يريدون شخصا متدينا فهم يسمونه معقدا و العياذ بالله من أفكارهم. أرجوكم أرشدوني و إلا فسأموت من شدة البكاء.
الأخت الفاضلة نور الإيمان..
أسأل الله العظيم أن يشرح صدرك للإيمان وأن يزينه في قلبك وأن يرضّيك بما قسم لك.
وحقيقة أُكبر فيك هذا التفكير الإيجابي في حسن اختيار الزوج الذي أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".
فأرشد صلى الله عليه وسلم إلى اختيار صاحب:
- الدين.
- والخلق.
وإن الإعراض عن هذه المنهج النبوي في الاختيار يؤدي إلى الفتنة والفساد الكبير، وإن من الفتنة والفساد أن تبقى الفتاة بلا زوج أو يأتيها الأشرار ومن تتعس معهم في مستقبل حياتها وذلك حين تخالف هذا المنهج النبوي الحكيم.
أختي الفاضلة..
أما وقد تقدّم إليك صاحب الدين والخُلق ووجدت في نفسك قبولاً واطمئناناً إليه:
- اجلسي مع والدك ووالدتك جلسة هادئة من غير تشنّج أو رفع للصوت واطلبي من والديك أن يبينا لك أسباب رفضهما!!
- بيّني لوالديك المنهج النبوي الحكيم في دلالته إلى حسن الاختيار وذلك بأسلوب مؤدب حكيم، فلربما أن والديك لا يدركان أهمية التزام هذا المنهج في الاختيار، وبيّني لهما آثار الإعراض عن هذا المنهج مستمدّة ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" فإن ردّ صاحب الدين والخُلق بسبب حالته المادية يسبب الفتنة والفساد، لأن الحالة المادّية ليست مقياساً لحسن الاختيار، بل إن الله وعد الزوجان بالغنى فقال: {وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (النور:32)
فأزيلي عن والديك هذه الغشاوة بأسلوب حكيم، إمّا بجلسة حوار هادئة معهما ومصارحة شفافة أو من خلال بعض الأشرطة الإسلامية التي تعنى بهذه الجوانب أو من خلال بعض الكتب التي تحدّثت عن ذلك.
- أكثري أخيتي من الدعاء والاستغفار فإن الله عز وجل إذا علم من عبده وأمته الصدق والاضطرار أجابهما إلى ما يسألانه حيث قال: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} (النمل: من الآية62).
ثم أختي الفاضلة إن كان أهلك يريدون منك أن تردّين هذا الرجل لوجود الأفضل منه بمعنى أنه يوجد من يتقدم لك ويكون صاحب دين وخُلق وله مال فهنا أقول ربما يكون الأمر أهون من أن يكون البديل صاحب الأغنية الماجنة والفيديو الرقيع!!
ولك أختي أن تنظري أمرك بالمقارنة بين المصالح والموازنة بينها في كل حالك معتبرة في ذلك تعدد فرص الزواج بالنسبة لك أو انخفاضها، ومعتبرة في ذلك أيضا حسن التوفيق بين رأيك ورأي والديك.
فإن لم يكن من بدّ إلا اختيار هذا الرجل الذي وصفتيه بالخُلق والدين فقد دللتك على أن تعرضي الأمر بشفافية وصدق على والديك مع إزالة الغشاوة عنهما وبيان المنهج الصحيح لحسن الاختيار، وأن الحالة المادّية أمر قد تكفّل الله به لكل زوجين أخلصا في التزام المنهج الصحيح للارتباط فيما بينهما.
اسأل الله العظيم أن يشرح صدر والديك للحق وأن يرزقك الصبر والاحتساب وأن يحقق لك أمانيك في رضاه.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني