الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يكتب لك خيرا ، ويعوّضك خيرا ويزرقك خيرا .
أخيّة . .
عمر زواجكما قارب على العشرين عاماً . فهل مشكلتك مع زوجك ( طارئة ) أم أنها من السنوات الأولى من زواجكما ؟!
إذا كانت مشكلتك مع زوجك من السنوات الأولى .. فلماذا لم تجتهدي في حل المشكلة ؟!
بعض الزوجات تقول ( اصبر ) و ( صبرت عليه ) !
هي تعتقد أن الصبر هو الاستسلام للموقف السلبي ..
لا ايتهاالكريمة ..
( الصبر ) لا يعني الاستسلام ..
الصبر يعني العمل على التحسين والصبر على العمل لا على الاستسلام .
أخيّة . .
السعداء في الحياة ليسوا هم أولئك الذين لا مشكلات عندهم في الحياة !
لأنه لا يوجد أحد ليس عنده مشكلات ..
لأن طبيعة الحياة الدنيا ( الكدح والكدر ) ..
السعداء في هذه الحياة هم أولئك الذين لا يهربون من مشاكلهم ..
لا يتضجّرون من مشاكلهم . .
لا يتمنون لو انهم بلا مشكلات ..
لكنهم أولئك الذين يستمتعون بتجاوز مشكلاتهم بالمهارة ، بالاستفادة من تجارب الحياة ، بالتعايش بالطريقة التي تسعدهم لا بالطريقة التي تشعرهم بالشقاء .
الانتحار يا عزيزتي لن يحل مشاكلك بقدر ما يوقعك في مشاكل أعظم وأعظم ..
هل تدركين بالفعل حجم ما أنت فيه من المشاكل ؟!
إذا كنت تدركين فعلا حجم المشاكل التي أنتِ فيها فتأكّدي تماماً أن الانتحار من ورائه مشاكل أعظم مما أنتِ فيه ..
ربما لأن اللحظة الحاضرة ، والشعور الحاضر الذي تشعرين به الآن يجعلك لا تستشعرين فداحة المشكلة التي تكون بعد الانتحار ..
إنها ليست مشكلة بل ( جريمة ) . . لأن الانتحار من ورائه العقوبة بالنار .
هل تعرفين ماذا تعني ( النار ) إنها الشقاء الأبدي ..
تأمّلي معي هذاالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " يُؤتى يوم القيامة بأبأس أهل الدنيا ( أبأس أهل الدنيا يعني الذي كانت حياته تعب ومشكلات وبؤس - لكنه من أهل الجنة فيُغمس في الجنة غمسة ثم يُخرج منها . ثم يقول الله له : يا عبدي هل مرّ بك بؤس قط ؟!
فيقول : يارب والله ما مرّ بي بؤس قط!
ويؤتي بأنعم أهل الدنيا من أهل النار ويغمس في النار غمسة ، ثم يقول الله له : يا عبدي هل مرّ بك نعيم قطّ ؟!
فيقول : يارب والله ما مرّ بي نعيم قط ! " .
لاحظي غمسة في الجنة تُنسي العبد كل شقاء الدنيا ، شقاء 30 أو 40 أو 60 سنة يذهب بغمسة في الجنة !
وغمسة واحدة فقط في نار جهنم تُنسي نعيم 30 أو 50 أو 70 سنة !
فهل جسمك يقوى على هذا ؟!
هل ترضين لنفسك أن لا ترتاحي في الدنيا ، وتجرّي على نفسك عدم الراحة في الآخرة ؟!
أعتقد أنك حين تفكرين في الانتحار فأنت تفكرين فيه لترتاحي ..
أليس كذلك ؟!
ها قد علمتِ أن الانتحار لا يريح بل يزيدك شقاء وبؤسا وألماً !
أخيّة . . .
من الأمور التي تجعلنا نشعر بتعقيد مشكلاتنا ، أننا نربط بين مشاكل الآخرين علىأنها مشاكلنا ..
تقولين أن زوجك ( خانك ) !
ماذا لو كانت العبارة ( زوجك وقع في ظلم نفسه بالخيانة ) ..
الخيانة ( مشكلته ) هو فلمَ تربطين بين مشكلته وبين نفسك ؟!
هذا الرّبط يعطي عدم ثقة بنفسك ..
أنتِ لا سلطة ولا سيطرة لك على تصرفات زوجك ..
هو مسؤول عن تصرفاته سواء أمام نفسه أو امام المجتمع ومن قبل ذلك أمام الله عزّ وجل .
وبما أنه لا سيطرة لك على تصرفات زوجك فلمَ تشغلين نفسك بما ليس لك سيطرة عليه ؟!
سيطرتك إنما هي على نفسك ..
على مشاعرك ..
على سلوكياتك ..
أنت مسؤولة عنها ..
نعم واجبك تجاه خيانة زوجك أن تخوّفيه بالله ، وتذكّريه بغضب الله ، ثم تحفّزيه إلى التوبة والاستغفار ..
مهما كان تصرّفك متشنّجا تجاه هذه المشكلة فإن التصرف لن يؤذيه بقدر ما يؤذيك ..
فلماذا تتصرفين بطريقة تؤذين بها نفسك .!
كون أنه تزوّج ..
فهو في الواقع يحمّل نفسه مسؤوليات فوق عاتقه وليس فوق عاتقك ..
هو بزواجه على ما فيه من مسؤوليات غير أنه يمتّع نفيه فلمَ لا تمتّعين نفسك أنت أيضا ..
لماذا تنشغلي بالتفكير في أمر لا يزيدك متعة بل يزيدك ألماً ..
فكّري كيف تستمتعي بواقعك بعديا عن الشعور بوجود أخرى تشاركك زوجك .
دائماً أفكارنا مسؤولة عن مشاعرنا ..
الفكرة التي نفكّر بها ستؤثر على مشاعرنا وسينعكس ذلك سلباً على سلوكنا ..
لماذا تراودك فكرة الانتحار ؟!
لأن هناك فكرة سلبيّة مسيطرة على ذهنك ..
هذه الفكرة السلبية تنعكس على مشاعرك بالاكتئاب والعصبية والحزن .. فتظهر فكرة الانتحار .
لذلك إذا أردت فعلاً أن تكوني أكثر سعادة ، وأفضل من ذي قبل ..
سيطري على أفكارك ..
لا تنظري لحياتك بنظرة سلبيّة ..
لا تنظري لزوجك نظرة الكره . .
لا تفكّري باي فكرة سلبية لأن الفكرة السلبية تنعكس على مشاعرك .
فكّري بأفكار ايجابية ..
زواج زوجي .. يمنحني فرصة أن أتفرغ لنفسي وابنائي ..
إنشغال زوجي .. يعطيني فرصة لإنجاز أمرٍ ما ..
وهكذا ..
الأمور التي تسبب لك ازعاج في حياتك فكري تجاهها بطريقة ايجابية .
تقولين أن معاشرة زوجك لك هي التي تسبب لك الألم ..
حدّدي بالضبط .. ما الذي يحدد لك الألم .. حتى يمكن أن تتجاوزيه !
طريقة معاشرته ..
سرعة قضائه وطره ..
هل هناك اشياء لا تعجبك في المعاشرة ...
هذه يمكن تجاوزها بالمصارحة لا بالهجر وكره المعاشرة .
صارحيه بما يزعجك فذلك أفضل من أن تعيشي الواقع بلا متعة وأنت عندك الفرصة أن تستمتعي بواقعك بأفضل مماأنت فيه .
لست مثالياً في طرح هذاالكلام ..
لكن ..
ها أنت جرّبت أن تعيشي العزلة ..
جرّبتِ أن تعيشي الكره ..
جرّبت أنتعيشي العصبية ..!
هل تغيّر أو تحسّن شيء ؟!
إذن لماذا تصرّي على نفس الأسلوب ؟!
لماذا لا تفكّري أن هناك أسلوب أفضل ، أو يمكن أن يكون هناك أسلوب أفضل .
جرّبي أن تعيشي بشعور المتعة ..
زوري صديقاتك ...
استمتعي بوجود أبنائك حولك .. فهناك الكثيرات حرمن الذرية ، وبعضهنّ محرومات من رؤية ابنائها .. استمتعي بذلك ..
حتى مع زوجك حين يكون عندك ..
فكّري أن تعامليه بطريقة تؤثّر على مشاعره وعواطفه فيجتذب إليك ، ويتحسّن سلوكه معك ..
الأمر يحتاج إلى وقت ..
وإرادة ..
وتفاؤل ..
وصدقيني ستتحسنين أكثر حين تبدئي بفكرة ( أن تغيّري أنت من ظرتك وتفكيرك ) بدل من أن تنتظري تغيّر زوجك أو تغيّر سلوكه .
أكثري من الدعاء مع الاسغفار ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
03-11-2013