أنا امراة متزوجة منذ خمس سنوات ولي أطفال، زوجي طيب وأخلاقه حسنة ولكنه لا يعبر لي بالكلام عن حبه أومودته، وحينما أسأله عن سبب ذلك يقول: إنه لا يعرف كيف يعبر عن مشاعره، وأحياناً يستحي من ذلك، مع أنني أعبر له باستمرار ولكن هذا لا يؤثر، وأنا أظن أن التعبير مهم بجانب حسن المعاملة وجودة المعاشرة فهذا لا يغني عن هذا فما توجيهكم .
لا شك أن البوح بما يكنه كلا الزوجين للآخر من حب وشوق من موجبات زيادة الألفة و المودة بينهما، ومما يبعث السعادة والطمانينة في قلبيهما .. ولكن قد يحول دون الإفضاء بتلك المشاعر والعواطف شدة خجل أو عدم قدرة على التعبير أو غيرها من الأسباب النفسية، وعندئذ ينظر إلى واقع الحال، فأحياناً تغني النظرات عن الكثير من الكلمات وقد تفوق الإشارات بليغ العبارات وأصدق من ذلك كله حسن العشرة وطيب الصحبة فإنها الترجمة العملية لما استقر في القلب من حب وتقدير، وما دمت قد ذكرت أن زوجك يعاشرك بالمعروف من خلال حسن أخلاقه وطيب سجاياه فأعلمي أنه يحبك كثيراً و إن لم يتكلم بهذا، ولهذا فلا داعي للقلق لمجرد عدم ذكره ذلك لك، لا سيما وقد اعتذر إليك بعدم قدرته على التعبير عن عواطفه، و أحب أن أكشف لمعاشر النساء سراً من أسرار عالم الرجال، وهو أن فئة ليست بالقليلة من الرجال لا يتقنون الكلام العاطفي، ولا يستطيعون تخطي بعض الحواجز النفسية التي تمنعهم من أن يقول أحدهم لزوجته : " إني أحبك" كأن يكشف عن عواطفه ومشاعره لزوجته، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: " أحب الناس إلي عائشة " صحيح الجامع، ولا شك أن إبداء المرء للآخرين ما يكنه لهم من حب من أقوى أسباب الألفة، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر ذلك الرجل الذي قال له: إني أحب فلاناً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أ أخبرته ؟ " قال: لا .. قال "اذهب فأخبره " ، بل صح عنه عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قال: إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه أحبه " صححه الألباني، أقول فما المانع من استخدام الزوج هذا الأسلوب من زوجته، كي يبدد الجفاف، ويرطب اليبوسة، التي قرحت قلب زوجته بصمته وانغلاقه على نفسه.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني