الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يسعدك بزوجك ويسعده بك ، ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة .
أخيّة ..
الحياة الزوجية ليست ( أزرار ) ميكانيكية نفتحها ونغلقها كما نشاء ووقت ما نشاء ..
سيما وان العلاقة فيها بين طرفين يختلف بعضهما عن الآخر في طبيعته وخِلْقته وطريقة التفكير والمشاعر والاهتمامات .. و ( ليس الذّكر كالأنثى ) .
إدراك مثل هذا الأمر يساعدنا على أن نعيش هذه الحياة ببال وسيع وروح متفائلة ومتأقلمة .
الدراسات تقول أن الرجل اضعف من المرأة في التعبير عن مشاعره ، والمرأة اكثر قدرة منه واحسن مهارة في التعبير عن المعاشر وبناء العلاقات .
لذلك من الخطأ أن تعتقد الزوجة من زوجها أن يكون كما تريد هي او كما تعامله هي وبالطريقة التي تتعامل بها معه !
كما أنه من الخطأ أيضاً أن يستسلم الرجل لهذه الطبيعة ولا يحرص على ترويض نفسه وتحسين سلوكه .
الأمر الآخر أخيّتي ..
لو سمحتِ لي أن أسألك سؤال : مالذي يضايقك حين لا يكلمك زوجك ؟!
أقصد ماهي الفكرة التي تطرأ على بالك حينها ؟!
أحياناالمشكلة قد لا تكون في صمت الرّجل بقدر ما تكون في طريقة تفسير الزوجة لصمت الرجل ، فيزعجها تفسيرها لهذاالصمت ثم تقول مشكلتي ( زوجي لا يتكلّم معي ) !
البعض من الزوجات تعتقد أن زوجها حين لا يكلمها بأنه لا يحبها .. أو بارد العواطف والمشاعر أو أنه ( زعلان ) منها .. أو غيرها من الأفكار المزعجة التي هي الأساس في حصول التوتّر النفسي والقلق والتضايق .
لكن لماذا لا تكون الفكرة ..
زوجي يحبّني بعمق .. وهو يعبّر لي عن حبه بطريقة أخرى !
نعم .. صحّحي فكرتك .. ولا تسمحي لأي فكرة سلبية هي التي تسيطر عليك .. مشاعرنا تتأثر بالفكرة التي نفكّر بها ..
ثم يا أخيّة ..
اعرفي أن الرجل يعبّر عن حبه بطريقة غير الكلام ..
فاقبلى ما يعرف زوجك أن يعبر به من هدايا أو علاقة جنسية أو عمل أو إصلاح بعض المشكلات فى المنزل باعتبارها صورة من صور التعبير عن الحب ، وتحدثى أنتى حولها بكلمات ، فهذه قدراته وتلك قدراتك ..
لا تحاولي أن تستجديه الكلام أو أن يوقل لك ( أحبك ) .. الرجل بطبعه لا يحب التوجيه المباشر ..
ولذلك لاحظت أنك عندماتقولين له قل لي ( أحبك ) فإنه لا يقولها أو قد يقولها بدون نفس - كما وصفتِ - !
الأفضل من الطلب المباشر ..
أن تمارسي معه أنتِ ما تريدينه منه ..
يعني عبّري له عن مشارعك تجاهه ..
قولي له ( أحبك ) ..
أسمعيه الكلمات الدافئة .. لكن لا تفرطي فيها دائما ..
مع الوقت هو سيجاريك ..
المسألة تحتاج إلى صبر ..
ومما يعينك على الصبر أن تستمتعي أنت متعة ذاتية بما تقولينه له .. من غير انتظار ردّة فعل مناسبة منه .. فقط أمتعي نفسك بالكلمات هذه معه واستمتعي بها وأنتتقولينها ولا تجعلي مشاعرك تترقّب ردّة فعله ..
إذن : إحرصى على الأسلوب غير المباشر وخاصةً التدعيم الإيجابى .
في كلامك مع زوجك ابتعدي عن الشكوى أو كثرة الطلبات ..
تكلّمي معه في أمور تهمه أو يحبها أو تجدينه يسترسل في الكلام معك حولها ..
هذه النقطة تحتاج منك إلى ( دقة في الملاحظة ) ملاحظة ما يحبه زوجك .
شاركي زوجك الاشتراك في بعض الصفحات أو القوائم البريدية التي تُعنى بالقضايا الزوجية .. فالتثقيف مهم في صناعة السعادة الزوجية .
دائما التفتي للأشياء الجميلة في زوجك ..
هناك اشياء في زوجك تستحق أن تشيدي بها .. أن تحفّزيها فيه وتنمّيها وتطوريها فيه .
اخرجي من روتين الحياة في البيت بين فترة وأخرى ..
كأن تطلبي منه أنتخرجا في نزهة ، أو للعشاء في مطعم أو لزيارة اقارب أو أصدقاء أو نحو ذلك .
اصنعي روح المرح في بيتك .. بالممازحة والمداعبة والملاطفة والمقالب الخفيفة المضحكة بينك وبينه .
اقترحي على زوجك أن يكون بينك وبينه جلسة كل ليلة لقراءة حزب أو جزي من القرآن مع بعضكما .. هذاالتلاقي الايماني يقارب بين القلوب ويكون سببا في الرحمة والتراحم بينكما .
أكثري من الدعاء ..
وارفعي يديك إلى السماء واسألي الله حاجتك في زوجك ..
وثقي أن الله لا يرد سائلاً صادقاً ملحّا غير متعجّل .
والله يرعاك ؛ ؛؛
29-07-2013