الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
وأسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه قرّة عينك وصلاح أمرك وسعادة روحك في الدنيا والآخرة ..
بنيّتي ...
لو سمحتِ لي أن اسألك ..
لماذا تريدين الزواج من هذاالشّخص ؟!
هل تعتقدين أنك ستجدين معه السعادة ..
تجدين معه الاستقرار والأنس والفرح والسرور ؟!
أم انك فقط تريدين الزواج منه فقط ليكون هو زوجك بغضّ النظر عن السعادة معه أم لا !
إذا كنت لا تبحثين عن السعادة والاستقرار في الزواج .. فلن يكون هناك فرق تزوّجت بهذاالشخص أم تزوّجت بغيره ... لأن ( السعادة ) لا تعنيك !
أمّأ إذا كنت تبحثين عن السّعادة والاستقرار والحب والهدوء النفسي والاجتماعي ..
فثقي تماماً ( ويقيناً ) بأنّ الله ( يعلم ) ما سيكون مستقبلك لو ارتبطت بهذا الشخص ..
ألم تقرئي قول الله ( وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرُ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) ..
لاحظي أنك في قرارك تعتمدين على ( توقعاتك ) ..
لكن الله تعالى هو ( العليم ) العالم بكل شيء . . هو الذي يختار لك اللطف من حيث لا تشعرين .
الله تعالى يصرف عنك ( جحيماً ) لا تطيقنه مع هذا الشاب في مستقبل حياتك .
ولو كان خيرا لك .. لم يحرمك الله منه لأن الله ( كريم ) ولا ينقص من ملكه شيء لو أعطاك ما تتمنين .. لكنه يحميك ويرعاك ويلطف بك من حيث لا تشعرين .
تركك للصلاة ..
سب القدر ..
أبدا .. أبداً .. لن يحقق لك أمنياتك نهائيا .
بل هذه التصرفات تحطّمك أكثر وأكثر ..
أنت بحاجة إلى الاستقرار ..
بحاجة إلى الهدوء في هذه المرحلة ..
وسب القدر ..
وترك الصلاة ..
وتكريس المشاعر السلبية في نفسك ابداً لن تساعدك على الهدوء .
لذلك امنحي نفسك فرصة للهدوء ..
حتى تفكّري بطريقة هادئة ، وتنظري لمشكلتك بهدوء أفضل من النظر المتهوّر .
أنصحك :
1 - أن تعودي إلى الصلاة وتستغفري ، وتعودي إلى الله فإنه لا يزال يحبك .
2 - مارسي تمارين الاسترخاء التي تعطيك جوّاً من الشعور بالهدوء والتفكير الهادئ .. يمكنك الاسترخاء باستخدام :
- كثرة التسبيح مع كثرة الاستغفار .
- كثرة التبسّم والابتسامة مهما كانت الظروف .
- استرخي على فراشك واغمضي عينيك وخذي نفسا عميقا ثم أخرجيه .. وهكذا لمدة ربع ساعة كل يوم .
3 - اقطعي تواصلك مع هذا الشاب .
وتأكّدي تماماً أن سبب ما أنتِ فيه من الضيق ليس هو رفض والدك الزواج منه ، وإنما هو في بناء علاقة عاطفيّة معه خارج أسوار الزوجيّة .. هذاالبناء العاطفي وسّع دائرة ( الوهم ) في نفسك .. حتى توهمت الحب . لذلك تجدين نفسك غير قادرة على تقبّل فكرة أن يتزوّج غيرك .
إذا أردت الحل .. اقطعي صلتك وتواصلك مع هذا الشاب .. وستجدين أنك بعد فترة من قطع هذا التواصل مع حرصك علىالصلاة والاسترخاء .. ستجدين بعد فترة تفكير هادئة أنه لا يستحقك ، وأنه من الخير لك أنه لم يكن من نصيبك .
4 - لو سمحتِ لي الآن أن أسألك : أيّهم أعظم حبّاً في قلبك .. هل هو حب الله أم حب هذا الشاب ؟!
الله الذي خلقك .. فسوّاك .. لم يحرمك نعمة البصر .. لم يحرمك نعمة السمع .. لم يحرمك نعمة الحركة وسلامة الأطراف .. كيف تتخيلين نفسك لو أن الله حرمك كل هذه النعم ؟!
ومع ذلك .. فالله لم يحرمك بل أعطاك .. ولا يزال يعطيك حتى ( نسمة الاكسجين ) التي تعيشين بها هي من نعم الله .. ألا يستحق الحب ؟!
ماذا أعطاك هذا الشاب إلاّ الألم والحسرة والغمّ والهمّ .. وهو لا يستطيع أن يفعل لك شيئا ، ولا يد له في أن يرفع عنك همّاً ولا غمّاً ..
إذن .. ألا يستحق الله أن يكون حبه أعظم في قلبك من حب هذا الشخص .
فقط اعقدي ( صلحاً ) بينيك وبين الله .. وعودي إليه .. واملئي قلبك بالرضا .
واستفيدي من تجارب حياتك لمستقبل أيّامك .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
27-03-2013