الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
واسأل الله العظيم أن يطهر قلبك ، ويملأ قلبك حبّاً وتعظيماً له سبحانه .
بنيّتي ..
كيف تتكوّن المشاعر عند الإنسان ؟!
سواء كانت مشاعر ( حب ) ( كره ) ( خوف ) ( حزن ) .. وما إلى ذلك !
المشاعر لا تولد من غير سبب ..
المشاعر مرتبطة ارتباطاً وثيقا بالتفكير .. بـ ( الفكرة ) .
هذه الفكرة قد تكون ( فكرة عفويّة تلقائيّة ) وقد تكون هذه الفكرة عبارة عن مجموعة من ( المواقف والخبرات ) التي مرّ بهاالإنسان ( صغيراً ) في ظروف حياته فأصبحت هذه ( الخبرات القديمة ) تؤثّر على مشاعر الإنسان في المواقف الجديدة التي قد تطرأ له .
أنتِ الآن .. تقولين أن هذاالدكتور : طيّب الأخلاق ..
وهذا الشيء هو الذي يجذبك له ..
هنا لو سألتك ..
هل هو الرجل الوحيد الذي قابلتيه في حياتك أخلاقه طيبة ؟!
بمعنى .. كيف هي أخلاق إخوانك ؟
كيف هي أخلاق والدك ؟!
كيف هي أخلاق أعمامك .. أخوالك .. الناس الذين هم من قراباتك ..
ألا تجدين فيهم رجلاً طيّب الأخلاق ؟!
إذا كانوا هم على مستوى من الخلق والطيبة .. فهل تجدين في قلبك ميلاً إليهم كالميل الذي تجديه تجاه هذاالدكتور ؟!
لماذا .. إذن ؟!
هناأترك لك مساحة للتفكير .. ومراجعة حساباتك بدقّة وبنوع من المصارحة مع نفسك .
الطيبة والأخلاق .. نعم تأسر القلوب لكنها ليست مؤشّر حب ..
لأننا في الواقع نعاشر الكثير والكثير من الناس .. ونجد فيهم طيب الأخلاق .. لكن قلوبنا لا تميل ولا تحب إلاّ أشخاصاً بعينهم لظروف أخرى غير ( الأخلاق والطيبة ) !
بنيّتي ..
أحيانا قد يعيش الانسان في بيئته وبين أهل بيته نوعا من الحرمان العاطفي أو التجاهل فيظهر أثر هذاالحرمان على الانسان في مواقف كهذه من مواقف الحياة حين يجد من يملؤ عنده فراغاً في قلبه ومشاعره وعواطفه ..
لكننا .. في مثل هذاالموقف نجد أنفسنا واقعين في حرج .. ننظر إليه على أنه حرج ( قيمي وأخلاقي ) .
ليس عيباً أن يميل القلب .. لأي سبب كان .
فما دمنا قد وقعنا في الميل .. فليس عيباً .. بل هو نوع من نزعات النفس وجموحها .
وهذا الأمر قد يحصل مع أي شخص سواءً كان متديّنا أو غير متديّن ..
لكن العيب .. أن نستمر في هذا الميل بلا ( هدف ) واضح .. او ( خارطة طريق ) !
بمعنى ..
أنك الآن تميلين لهذاالدكتور .. طيب .. ثم ماذا ؟!
يعني : هل ترغبين أن يكون زوجاً لك ؟!
ماذا لو كان متزوّجا ؟!
ماذا لو أنه لا يستطيع أن يفتح بيتا آخر ؟!
ماذا لو أن هناك موانع تمنع من الاترابط به .. كاعتبارات الوطن أو بعض الأعراف التي يعيشها مجتمعنا ومجتمعك ( أنت ) أو مجتمعه هو ..
بمعنى .. لو أن هناك موانع وعوائق من الارتباط به .. فما فائدة الاسترسال مع هذا الميل ؟!
إن كان لا يوجد عوائق وترغبين الارتباط به .. ( صارحيه ) .
اطلبي منه أن يتقدم لك ..
سواء اطلبيه مباشرة أو كلّمي رجلاً حكيما من أهلك بالأمر ليتكلم معه أو باي طريقة كانت أوصلي له رغبتك في أن يتقدم للارتباط بك .
إن كان الأمر ( صعباً ) .. فما فائدة الميل إذن ؟!
إذا كنت ترين الأمور تسير عكس ( الطبيعي ) .. فمن الأفضل لك أن تجاهدي نفسك على كبح هذاالميل ..
إمّا أن تقطعيه بأن تخرجي هذاالميل إلى حيّز ( التطبيق ) والخطوات العمليّة ..
أو تقطعيه باليأس منه ..
إذا كنت تسمحين لنفسك بأن تفكري بأنك ( حاولت وفشلت ) فهذا يعني أنك تؤسسين للفشل .. لا يوجد محاولة تنتهي بالفشل ..
لأن المحاولات لا تنتهي .. حاولي وحاولي وحاولي مستعينة بالله ..
بحبك لله ..
بتعظيمك لله ..
بحب الله الذي يملأ قلبك .. أكثر من حب هذا الشخص في قلبك ..
بتعظيمك لله وإجلاله الذي يحوط قلبك وصدرك ..
الأهم أن لا تقولي ( فشلت ) !
احرصي أشد الحرص على عدم التصادف معه .
أو الذهاب إليه ..
أنت لا زلت تمليكن مواطن قوّ’ لتسيير دفّة ميلك .. فما دام أنه لا يوجد تواصل بينكما عن طريق وسائل التواصل أو مصارحة بينكما .. فهذه نقاط قوّة تساعدك على إدارة دوافعك ..
كلما شعرت بمشاعر الميل .. اشغلي لسانك بالتسبيح وتكفيرك بالعيش مع الله .
مارسي في حياتك كل المشاعر مع صديقاتك .. مع والديك .. مع أخواتك .. جيرانك ..
مارسي معهم الحب بالكلمة الطافئئة الطيبة ..
لا تعتقدي أن التديّن يمنعك من أن تمارسي عاطفة الحب مع من حولك ..
الحب ليس عيبا ولا ضعفا بقدر ما هو قوت الحياة وزادها .
واقرئي في سورة يوسف عليه السلام .. وتأمّلي كيف دافع ميله ( الفطري والغريزي ) مع تهيّؤ الظروف له .. لكن دافعه بـ ( معاذ الله إنه ربي ) ( إلاّ تصرف عني كيدهن أصب إليهنّ ) ..
نعم .. مع صديقاتك لا يجدر بك أن تبوحي بهذاالحب أو الميل ليس لأن ( الحب حرام ) ..
وإنما لأن المصارحة بهذاالحب وهذاالميل يكرّس فيك ضعف الارادة في مدافعة هذاالميل .
انطلقي في الدعاء مع كثرة الاستغفار ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
05-05-2013