بسم الله الرحمن الرحيم نظرا لتكرر الإشكالات و سوء الفهم ما بيني و بين زوجتي خلال السنوات الماضية , وتحديدا فترة السنة والنصف الماضية, فلقد قمت بتفحص الكثير من الإشكالات التي واجهتنا, و وصلت إلى أن أساس الإشكالات هو ما اسمية الانحراف و سوء الفهم لدى زوجتي لحقوقها بالعمل والوظيفة. وحيث إن هذا الإشكال تطور, وبداء بأخذ منحنى جديد منذ ارتباط زوجتي بالوظيفة الحالية كمعلمة بأحد المدارس الحكومية, فأنني أرى بأنه لا بد من أن يتم التحكيم ما بيني و بين زوجتي, لقناعتي انه لا فائدة من الحديث مع الزوجة أو التنبيه أو الهجر أو خلافة, حيث ان الإشكالية هي إشكالية بالاعتقاد بان الوظيفة هي حق مكتسب لا يحق لي أبدا المجادلة فيه مهما ترتب عنه من إخلال بحقوق الزوج. لذا أرى انه التحكيم واجب للإجابة على الأسئلة التالية , لفهم كل الطرفين حقوقه بهذه المسالة , والتي كانت و مازالت, المنبع الرئيسي للخلافات مابين الزوجين, والتي تؤثر و تتأثر بعوامل أخرى كثيرة. مع العلم إنني مقتنع كمال الاقتناع إن الإشكالية هذه, قد لا تكون مشكلة تستلزم حل جزري فوري من طرفي بهذه المرحلة, إلا انه من المهم جدا بهذه المرحلة توضيح الحقوق لطرف الزوجة و ما سيترتب عليه من إصرار على الرأي الحالي لها بهذه المسالة, ويكون بذلك كلا الطرفين على بينه بحقوقه آو حدوده التي إن تجاوزها , فبذلك يتعدى على حدود الطرف الأخر بغير وجه حق. من المهم أن نتذكر الحقائق التالية, للتعرف على بنود الاتفاق مابين الزوجين عند بدء الشراكة بدا من يوم الرؤية الشرعية مرورا بعقد النكاح و وصولا إلى تاريخ هذا الخطاب. 1. عند التقاء الخطيب (الزوج لاحقا) بالمخطوبة (الزوجة لاحقا) , وبحضور والد الفتاة و والدتها, وبعد أن سال الزوج مجموعه من الأسئلة للزوجة لغرض التعرف عليها, توجهه إليها بسؤال واضح و صريح, عن ما لديها من شروط لعقد النكاح. كانت الإجابة من الخطوبة بان " لا يمنعها من العمل". فكان الرد الواضح من الخاطب بأنه: a. لا مانع لديه من الوظيفة, في حال كون الوظيفة لا تتعارض مع واجبات الزوجة الأساسية للزوجة بالحياة الزوجية. b. بأنه عمله يحتم تواجد الزوجة لخدمة زوجها, وقد ذكر صراحة بأنه رجل أعمال , وليس بحاجة لأي دعم من الزوجة , وعليه فالوظيفة إن تعارضت مع واجبات الزوجية, فهي غير مقبولة. c. وأشار الزوج و بكل صراحة بان تضمن الوظيفة عمل الزوجة لساعات محددة و في بيئة مناسبة, ويضمن تواجدها لخدمة زوجها عند عودته من العمل لتناول وجبات الغداء و خلافه من الواجبات الزوجية, وان لا تؤدي هذه الوظيفة إلى الإخلال بالوجبات الزوجية 2. انه عند عقد النكاح, نص عقد الزواج بأنه " الزوج لا يمنع الزوجة من العمل بالوظيفة التي تناسب الطرفين" , مما يجعل بكل صراحة أن قبول الزوج لمواصفات الوظيفة, شرط لعمل للزوجة, ولا يحق لها الانفراد بأي قرار بهذا الأمر. و لقد التزم الزوجة بالسنوات الخمس الأولى من الزواج بهذه الشروط, وكان للزوج الحق كامل برفض أي وظيفة تتقدم إليها, في حالة عدم مناسبة مواصفات الوظيفة للاتفاقات السابقة. و اكبر دليل على ذلك عملها لسنوات بأحد المعاهد المجاورة لمنزل الزوجية, ولمدة 4 ساعات يوما فقط. و لم يكن لدى الزوج أي اعتراض على ذلك, حيث لم يلحظ أي تقصير من الزوجة بحقوقه أو حقوق أطفاله بهذه الفترة. ثم انه قد أتيحت للزوجة فرصة للتقديم على وظيفة تم الإعلان عنها / أو فتح باب التقدم لها من قبل الديوان. وكان الزوج لا يرى مانع من التقدم , و النظر بالوظائف التي سوف ينتج عنها هذا التقديم. ونتج عن ذلك أن تم تعيين الزوجة بوظيفة بمدينة الزوجية و بوظيفة معلمة, ولم يكن للزوج اعتراض على بيئة العمل و موقع العمل, غير أن أوقات العمل الطويلة كانت إشكالية. ولقد قبل الزوج بهذه الوظيفة من باب إتاحة الفرصة للزوجة , وذلك بعد إلحاح و الوعد بعدم تأثير هذه الوظيفة على حقوق الزوج. وحيث انه وبشهادة الزوجة , بأنه كان هناك تقصير شديد بتواجد الزوجة الجسدي و النفسي داخل المنزل, نظرا لعدة عوامل (مشاكل الخادمة / مشاكل الأطفال (بنت 2 سنة / ولد 5 سنوات / بنت 7 سنوات ) / الحمل / النفاس .... الخ) , و إصرارها بان الوظيفة ليست احد الأسباب بهذا التقصير , و أن ملاحظة الزوج غير صحيحة و لا يحق له منعها من الوظيفة التي قبل بها عن الترشح , فان الزوج أصبح بحاجة لتوضيح حقوقه و واجباته , حيث انه الأمر أصبح عالي الخطورة لتعدي الزوج على بنود العقد و اتفاق الزواج التي تم الاتفاق عليها, وحيث أن تكرر هذه الإشكالات بداء بالتأثير السلبي على الزوج بشكل عام و على أداءه بوظيفة بشكل خاص. ولذلك يجب الإجابة على الأسئلة التالية, لتوضيح حقوق و واجبات الزوج و الزوجة , والتي بدورها سوف تساهم بشكل جذري بحل الإشكالات العالقة: 1. هل بنود عقد الزواج و ما قبلها من تفاهم بيوم الرؤية الشرعية مازالت ملزمة للطرفين؟ 2. هل قبول الزوج للوظيفة الحكومية والتي تعتبرها الزوجة فرصة كبيرة و نادرة (حسب زعم الزوجة), يسحب من الزوج صلاحياته و بنود الاتفاقات التي ذكرت بالند رقم 1. 3. هل الوظيفة أصبحت حق مكتسب للزوجة, ولا يحق للزوج أن يمنعها من العمل حتى ولو أثرت الوظيفة على حقوق الزوج بأي نوع من الأنواع؟ 4. هل تقييم الزوجة لنفسها فيما يخص أهمية نوع التقصير, و حجم التقصير, مقبول شرعا؟ وإن لم يطابق تقييم الزوج و نظرته؟ 5. الا يعتبر إصرار الزوجة بالتمسك بالوظيفة رغم كل الأحوال, تعدي على حقوق الزوج و حق القوامة بالمنزل, والتي لم و لن يتنازل عنها أبدا, مهما كلف الأمر؟ علما بان الزوج قائم بكل الأعباء و الواجبات الزوجية بدون تقصير وبشهادة الزوجة, ومشهود له بحسن السيرة والأخلاق عموما. 6. هل يصح للزوجة أن تجعل الوظيفة مقدمة على الزوج و الواجبات الزوجية؟ 7. هل يحق للزوجة أن تطلب الطلاق في حالة إصرار الزوج على ترك الوظيفة الحالية لعدم مناسبتها للزوج, وإن أدى ذلك إلى خسارتها للوظيفة الحكومية التي لا يجوز التفريط بها (حسب زعم الزوجة)؟ 8. هل يحق للزوجة بأن تقوم بتحديد فاصل زمني للإنجاب , وبدون قبول الزوج لهذا الفاصل الزمني؟ 9. أليس تحديد فاصل زمني للإنجاب (بسبب الوظيفة ومهام الوظيفة والضغوط المنوعة) يعتبر خرق لواجبات الزوجة الأساسية و تعدي على حقوق الزوج, والذي يرغب بزيادة النسل, والتعجيل به حيث أن زواجه كان متأخر نوعا ما, ولديه بعض المشكلات الصحية التي قد تؤثر مستقبلا (كانت لديه مشكلة سابقة بالإخصاب)؟ 10. هل يحق للزوجة الإصرار على هذه الوظيفة رغم عدم رضي الزوج, ظنا منها بان لدى الزوج لديه رغبه بالزواج من زوجة ثانية؟ 11. والاهم من ذلك, هل زواج الزواج من زوجة إضافية ثانية, يعتبر سبب شرعي لإلغاء بنود الزواج التي تم الاتفاق عليها, و الامتناع عن الإنجاب؟ الإجابات للأسئلة السابقة سوف تحدد الكثير و الكثير, وكذلك ستوضح مدى و جود إخفاق الزوجة من عدمه بهذه العلاقة الزوجية, و كذلك تأثيرها على مستقبل الحضانة للأطفال في حالة إصرار الزوجة على عدم الانصياع للزوج (لاقدر الله). والله اعلم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يصلح ما بينكما ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة . .
وحقيقة أخي . . لا أخفي إعجابي بطريقة تعبيرك عن مشكلتك ، فمن يعبّر عن مشاكله بهذه الطريقة العفوية والواضحة يعني أنه أقدر على أن يتقبّل ويتفهّم مشاكله بطريقة إيجابيّة . .
أخي الكريم . .
جماليّة العلاقة الزوجيّة بين الطرفين .. ليس بقيام كل طرف بالحق الواجب الذي عليه ، وأن يلتزم بشروط العقد كما كُتبت ..
إنما جماليّة ( الحب ) و ( السعادة ) بين الزوجين . . في ( المودة والرحمة ) . . المودة والرحمة لا تعني ( المحاققة والمشاحّة ) في الحقوق بقدر ما تعني ( التسامح والتنازل والتغاضي والمرونة ) ..
فكلنا بشر . . وطبع أي إنسان التقصير . .
ولا يوجد - بأي حال - زوج قائم بالحقوق التي عليه على أكمل وجه ، ولا زوجة قائمة بحقوق زوجها على الوجه الأكمل . . لأنه مهما يكن لابد من القصور والتقصير - هكذا طبع البشر - ويأبى الله إلاّ أن يكون الكمال له سبحانه وتعالى .
لذلك قضية أن ( الزوجة مقصّرة في واجبها ) فهذا ليس بشيء جديد في العلاقات الزوجية . . بل هو عين ما وصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خُلقاً رضي منها آخر " .
فتأمل كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم أن ( الزوجة ) قد يقع منها ما يكرهه االرجل .. والحل ليس هو أن يطلب الرجل من المرأة أو الزوجة أن تكون على صورة من الكمال بل علّمناالنبي صلى الله عليه وسلم أن ننظر لهذاالواقع بنظرة ( متوازنة ) " إن كره منها خلقا رضي منها آخر " ....
ولو سألتك بصدق .. هل هناك أشياء جميلة تحبها في زوجتك ؟!
أليست محلاًّ لقضاء وطرك ..
أليست سبباً في أن أصبحت ( أباً ) . .
أليست .. وأليست ..
إذن يا أخي . .
لا تنظر لزوجتك على أنه ينبغي أن تكون في واجباتها على الصورة الأجمل التي تتخيّلها وتتمناها ..
هنا أقول لك ( خفّض سقف أمنياتك وتوقعاتك ) ليتساوى مع واقعك بطريقة صحيحة حتى لا تتزن نظرتك ..
أخي ..
أمّأ مسألة ( العمل ) و ( الوظيفة ) ... فهي مسألة ( توافقيّة ) وليست بـ ( المشاحّة ) .. وبالدفتر والقلم !
حتى شروطكم في العقد شروط فضفاضة لا يمكن قياسها إلاّ على أساس ( المزاج ) . .
فكون أنك وافقت على أن لا تمنعها من العمل ... فيكف تضبط ( مالم يتعارض مع القيام بواجباتهاالزوجية ) ؟!
أي واجبات تقصد ..؟!
وحتى وهي غير عاملة أو موظفة لابد وأن يقع منها تقصير ..
فكيف إذا عملت وارتبطت بوظيفة .. فهي مظنّة أن يقع منها التقصير .. ( هذا شيء طبيعي واقعي ) ...
لذلك يا أخي لو سمحت لي أن أقول لك .. أن شروطكما في العقد كانت شروطاً فضفاضة .. لا أعتقد أنه يمكن التحاكم إليها ( بصورة ) ترضي الطرفين ..
لذلك الحل ليس في التحاكم . . إنما في ( الحكمة ) و ( التعقّل ) . .
في المرونة . . والتسامح والتغاضي . .
كان النبي صلى الله عليه وسلم مع عائشة رضي الله عنها ( هيّنا ليّنا إذا هوت شيئا تابعها عليه مالم يكن إثماً ) .
أخي لا تجعل من شأن الوظيفة ( وتشددك ) في حقوقك ( نقطة ) تحوّل جميل حياتك مع زوجتك إلى مشاكسات ومماحكات ومحاققات ..
لا تتناقش مع زوجتك في الأمر على أنه ( شرط ) و ( عقد ) و ( حقوق ) ..
لكن تكلم معها بحب ..
احتويها عاطفيّاً . .
ساعدها .. كن عوناً لها .. وغض الطرف . .
مازحها ..
وأشعرها بالتقبّل ..
افتخر بانجازها وتميّزها . .
حينها ستجد أنها تبذل لك المستطاع لترضيك . . وذلك بعكس ما لو كان نقاشك معها نقاش ( حقوقي ) .. فحينها هي ستحاول أن تقوم بالقدر الأدنى من الواجب لتقول أنها أدّـ الواجب ..
اسمحْ لي أن لا اجيب على تساؤلاتك كما كنت تتوقع مني الجواب .
واقبل منّي أن أقول لك أن الحل في ( التعقّل ) و ( الحكمة ) .. والمرونة .. وأنت أقدر على التفهّم . . فنسق حروفك وترتيب كلماتك يعطي تفاؤلاً بأنك أقدر على أن تتعامل مع مشكلتك بصورة ( أخرى ) . .
فقط غير طريقة تفكيرك في المشكلة .. وأنظر للمشكلة من خلال ( حلول أخرى ) غير حلول ( شروط العقد ) .
أدام الله سعدك . .
وبارك فيك ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني