السلام عليكم أنا متزوجه منذ ما يقارب التسع سنوات ولدي طفلين وحامل بطفلي الثالث ،ونحن نعيش في غربه منذ ما يقارب الثمان سنوات، و منذ ما يقارب الثلاث أشهر اكتشفت بالصدفة أن زوجي له علاقه مع امرأة و أنه يراسلها فجن جنوني وبكيت وصرخت ، لكن زوجي حلف لي واكد أن هذه المرأه ماهي إلاّ إحدى النساء التي كان صديقه يود أن يتزوجها ولكن زوجي عرف أن سمعتها غير جيده فأراد أن يثبت لصديقه هذا أنها سيئه السمعه، و اتصل بصديقه أمامي ليحكي لي القصه. لكني لم اقتنع فظللت أراقب زوجي،و في يوم أخذت جواله وعندما رأيت الرسائل هالني ما رأيت ، لقد علمت أن زوجي مسجّل في أحد المواقع الإباحية و أنه يواعد الساقطات بعد أن يتفق هو وهي على المبلغ و الوقت و المكان و ترسل صورتها له وهي عاريه ، فواجهت زوجي لكنه ظل يحلف لي بالله أنه لم يقرب من امرأة قط غيري ، و أن تربيته لا تسمح له ، وأن كل هذا مجرد كلام على الإنترنت . لكني متأكدة أنه يكذب و أنا الآن في حيره من أمري هل أصبر و أظل معه رغم كبر الفاحشة التي عملها و أنا لست متأكدة أنه سيبتعد عنها الى الأبد ، أم اطلب الطلاق لأرتاح من هذا العذاب و الذل الذي وضعني فيه ، و الله أني أظل أبكي ليلا ونهارا و أحس أن قلبي يكاد يخرج من أضلاعه ، حتى الأطفال صرت أتعامل معهم بعصبيه ولم أعد أستطيع متابعه دروسهم أو احتاجاتهم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يهدي قلب زوجك ، وأن يصرف عنه وعنك السوء والفحشاء وأن يردّه إليه ردّاً جميلا . .
أخيّة . .
لو كان الطلاق ( حلاًّ ) يريحك .. فأناأجزم أنك كنت ستختارينه بدون أي ( استشارة ) لأنك أعرف بما يريّح بالك ..
لكنك تدركين أن ( الطلاق ) لن يريّحك . .
مما يعني أنك تفكّرين تفكير إيجابي ، تراعين فيه كثير من المصالح التي بينك وبين زوجك .
وهذا جزء إيجابي في شخصيّتك ..
أخيّة . .
أهم خطوة في الحل والمعالجة .. هي خطوة ( العزل ) ..
نعم .. ( العزل ) بينك وبين ( المشكلة ) .. المشكلة ليست مشكلتك .. المشكلة هي ( مشكلة زوجك ) ..
زوجك هو الذي وقع في المشكلة ..
هو الذي أوقعه هواه في الخطأ ..
فإذن هي مشكلته . . .
لكن حين نعيش المشكلة على أنه ( مشكلتي ) بالفعل هنا لن أستطيع أن أعالج الأمور بهدوء وحكمة وتعقّل لأنني حينها سأكون متوتّر نفسيّاً .. وسينعكس الأمر بمشكلات أخرى جديدة .. وهو كما تلاحظين من نفسك .. أنك صرت لا تهتمين بالأولاد .. عصبيّة علىالأولاد تصرخين عليهم .. مما يعني أن استمرار هذاالأمر قد يولّد مشكلات نفسية وتعليمية للأطفال على المستوى البعيد .
كل هذا سببه ..
أننا نظرنا للمشكلة على أنها ( مشكلتي ) ..
وفي الواقع هي مشكلة زوجك .. زوجك بحاجة إلى من ينقذه من المستنقع الآسن الواقع فيه .
ومن أقرب الناس إليه غيرك ؟!
إذن موقفك ينبغي أن يكون موقف ( الطبيب ) المعالج . . لا موقف ( المعاتب ) الشاتم الصّارخ .. فهذا لا يحل المشكلة . .
وهذا لن يخرج زوجك من مشكلته . .
الزوج حين يقع في مشكلة هو بحاجة إلى من يأخذ بيده وبلطف ليساعده على نفسه وعلى الشيطان .
سيما وانتم تعيشون في غربة . . مما يعني أن هناك ظرف ( اجتماعي ) له دوره في الانزلاق .. إضافة إلى أننا نعيش في عصر منفتح كل الانفتاح . . الرذيلة في كل مكان .. أضف إلى أننا نعيش نوع من الضعف في التديّن والايمان والاهتمام بحياة القلب ..
كل هذه الأسباب والظروف .. تعطيك رسالة : أن الأجدر بك أن تكوني ( عوناً ) لزوجك لا ( عوناً ) عليه !
أخيّة . .
كما قلت لك .. لا تعيشي المشكلة وتحمليها فوق ظهرك .. عيشي المشكلة على أنها مشكلة أمامك وتريدين أن تتعلّمي مهارات للحل .
وتمسّكي بأي بصيص ( أمل ) وضخّمي هذاالبصيص ليكبر في نفسك ، ويمنحك نوعامن التفاؤل ..
فحين يقول لك زوجك ( أنه لم يمسّ امرأة قط غيرك وأن هذا كلام انتر نت ) فإن من الحكمة أن تصدّقيه ما دام أنه لم يثبت لك على وجه اليقين أنه ارتكب الفاحشة مع واحدة منهنّ ...
نعم .. صدّقيه .. وضخمي هذاالتصديق في نفسك لأنه الخيط الذي يمكن أن تجتذبي به زوجك إلى برّ الأمان ..
تناقشي مع زوجك وبهدوء . .
وقولي له .. وهل يرضى هذا على زوجته .. أن تتكلم فقط على النت مع رجل غريب وترسل صورتها عاريه له على الانتر نت فقط ..
هل يرضى هذا على زوجته ؟
هل يرضى هذا على أخته .. ابنته .!
كلّميه بلغة العقل والمروءة والنخوة .. إذن كيف يرضى على بنات الناس هذا .. حتى لو كنّ ساقطات .. فهل يرضى لنفسه أن يكون من ( السّأقطين ) ؟!
اسأليه .. هل يحب أن يراه الله على هذا .!
ماذا لو كان محمد صلى الله عليه وسلم بيننا هل يحب أن رسول الله يراه وهو على هذا ؟!
لماذا يستحي من الناس .. ولا يستحي من نظر الله ..
ألم يفكّر أن الله قد يبتليه بمرض من الأمراض المزمنة بسبب معاشرة ساقطة ؟!
ومن مثل هذاالكلام الذي يثير فيه حميّة الايمان والخوف من الله ..
احرصي على غرس الروح الايمانية عند نفسك وعند زوجك ..
من خلال الاهتمام بالصلاة في وقتها ..
من خلال أن تقرءا القرآن معا كل ليلة مع بعضكما حتى تختما القران في كل شهرمرّة ..
وهكذا . .
بين فترة وأخرى راسليه علىايميله على جواله ببعض العبارات والمرئيات التي تتكلم حول اليوم الآخر وعظمة الله ونحو ذلك مما يثير في القلب مراقبة الله .
احرصي على أن لا تشغلي نفسك بالتفتيش في جواله او حاسوبه .. هذا التفتيش يزيد من توتّرك .. وكّلي أمرك إلى الله ( فالله خير حافظاً ) وابذلي أسباب التغيير والإصلاح مع كثرة الدعاء ..
والله يرعاك ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني