أنا شاب ملتزم حياتي الزوجية والحمد لله مبنية على القناعة ، زوجتي أخذت إجازة رعاية أمومة وجالسة في البيت لتخفيف وزنها وأعطيتها برنامجا رياضيا لتخفيف الوزن لأني كنت مدريا رياضيا . المشكلة الآن هي في أن زوجتي تريدني كل الوقت معها فاتفقنا معا على أن يكون العصر يوم الاثنين والأربعاء وكذلك المغرب أكون معهم وأخرجهم للتنزه ، مع أن برنامجي يوميا كالتالي: الدوام إلى الساعة 2 ظ وبعدها أعود للمنزل وأحفظ وردي من القرآن إلى حين تجهيز الغداء ونتغدى ونذهب لصلاة العصر ومن ثم العودة والجلوس معهم إلى الساعة 5 عصرا ثم يوم السبت والأحد أذهب لمحاضرات بعد المغرب وأرجع بعد صلاة العشاء مباشرة وأما بقية الأيام العصر يوم الاثنين والأربعاء أكون في المنزل معهم وإذا أرادوا الخروج نخرج وعصرالثلاثاء أسمع عند زوجتي المحفوظ من القرآن ، وبعد المغرب يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء أكون معهم وبعد العشاء يكون لي على النت لحضور مجالس طلب علم إلى قرابة الساعة 9 ليلا . وبعد الفجر كذلك أكون على النت قبل الدوام هذا برنامجي . فبعض الأيام التي لهم تأتي ظروف طارئة وقاسية فاستأذن منها والأولاد ، ومع ذلك أعوضهم بها يوم الخميس أو الجمعة أو أي يوم آخر ومع ذلك ينقلب البيت رأسا على عقب ، وعندما نتناقش مع بعض لا نخرج بشيء وأقول في النهاية هذا الأمر راجع لي ولا تفرضيه عليه وأنا مسئول عنه أمام الله . فما أدري ما الحل ؟هل لا بد للرجل أن يخرج أهله في الأسبوع مرتين أو أكثر للبر هل هو واجب عليه ؟ الحمد لله الكلام العاطفي والحنون والحب والغرام وغيره موجود لكن هدى الله زوجتي تريدني ملكا لها . مع العلم أن الوقت هذا عندنا الأجواء باردة وتضر بأطفالي الصغار ويمرضوا ومع ذلك تقول دعنا نخرج في السيارة ولا ننزل منها وهذا الأمر متعب لاسيما الأطفال لا يستطيعوا الجلوس على هيئة معينة أكثر من نصف ساعة فما بالك بساعات أرشدوني لحل وجزيتم خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يديم بينكما حياة الودّ والرحمة ، وأن يصرف عنكم السوء وأهله .
أخي الكريم . .
أهنّئك حقيقة على هذه الروح الطيبة والحريصة على أهل بيتك وأبنائك . .
لا أقل هم قليلون أولئك الأزواج الذين يدركون مسؤوليّاتهم تجاه زوجاتهم وابنائهم بطريقة ايجابية ويتعاملون مع واقعهم بما لا يتعارض دائما مع البيت واهله .
أخي . .
تتوتّر العلاقة بين الطرفين في الحياة الزوجية حين يبحث كل طرف عن ( الواجب ) أو يسأل ( هل هذا يجب عليّ أم لا يجب ) !
العلاقة بين الطرفين ينبغي أن تقوم على نوع من ( الفضل ) و( المسامحة ) و ( المرونة ) .
" ولا تنسوا الفضل بينكم " . والزوج الكريم ليس هو الذي يؤدي ما يجب عليه بل هو الذي يتعامل مع زوجته وأبنائه بالفضل والزيادة .
أخي الكريم ..
من خلال رسالتك يظهر أن غالب الحياة بينك وبين زوجتك يغلب عليهاالقناعة والرضا والتوافق والودّ - بارك الله لكما - .
ومعهذا فهنا نوع من القناعة ينبغي أن يكون عند الطرفين وهوالقناعة أن وجود مشكلات بين الزوجين - ولو كانا متوافقين في غالب حالهاما - شيء طبيعي . .
والشيء غير الطبيعي هو أن يتوقع الزوج أو أن تتوقع الزوجة أن يعيشا علىنوع دائم من التوافق والرضا بلا مشكلات !
أخي ..
عند غالب النساء شيء طبيعي أنها تتعلّق بزوجها . .
تحب أن يكون معها . .
أن يكون ملكاً لها . .
أن تعرف ماذا يفعل ..
وأين يكون . .
ولماذا ؟!
هنّ يفسرن هذا على أنه ( الحب ) ، وقد تسلك بعض الزوجات مثل هذاالاسلوب حين تجد من زوجها نوعاً من الغموض ، أو نوعا من الكلام حول النساء ونحو ذلك .
لذلك أخي الكريم . .
تقبّل واقعك بصدر رحب . .
ودائمااحرص على تنمية الجانب المشرق في حياتكما واستمرّ عليه مهما كانت الظروف . ( قدر المستطاع ) . بمعنى لا تقطع ما ألفت عليه من الفضل وحسن الخلق مع زوجتك بسبب مشكلة أو في لحظة غضب .. لأن قطع المعروف يعني فتح ملف لمشكلة جديدة غير المشكلة الواقعة لحظتها !
حين تغضب زوجتك .. ( وتقلب البيت رأساً على عقّب ) فأعتقد أن سلاحك حينها هو ( الكمات الدافئة ) التي قلت أنك ( تجيد استخدامها معها ) .. هنا لا تقل لها ( هذه مسؤوليّتي ) .. لكن : اشعرها بحبّك في لحظتها . . احتضنها . . اقلب جوّ ( الراس على عقب ) اقلبه إلى جوّ من المرح . .
أعرف أن الانسان فيه مشاعر وقد لا يتحكم بمشاعر غضبه في لحظة . . لكن هنا يكون ( المحكّ ) والتدريب على اكتساب هدوء النفس في لحظات ( المحك ) " وليس الشديد بالصرعة إنماالشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " .
فما دام أنك مقتنع بحرصك ، وتلاحظ حرصك على زوجتك وأبنائك .. فتحمّل منها ما يكون منها في لحظات غضبها .. فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن المرأة في لحظة الغضب ( تنكر العشير ) .. غير اننكرانها هذا في لحظة غضب .. حين يهدأ غضبها ستجدها تخجل مما قالت !
لا تذكّرها بذلك . .
حاول أن لا تناقشها في لحظة غضبها .. حتى لا تثيرك ببعض الكلمات أو تستفزّ غضبك .
تعوّد على الصمت في لحظات غضبها . .
ثم إذا هدأالأمر . .
اشرح لها . . وبيّن لها سبب اعتذارك وبلغة دافئة فيما بينكما .
شيء جيّد تقسيمك للوقت بهذه الطريقة ..
لكن مثل هذا التقسيم يحتاج إلى نوع من الدقة في الالتزام . .
بمعنى إذاألزمت نفسك أن يكون اليوم الفلاني ( لأهلك ) فهذا يعني الالتزام وألأولوية لأهلك إلاّ أن يكون شيئا ( قاهراً ) .
لذلك جيّد أن تُلزم نفسك بالترفيه عن أهلك ومساعدتهم .. لكن لا تلزم نفسك بيوم أو وقت معيّن . حتى لا يكون هذا الأمر محل حرج بينكما .
أكثر لها ولنفسك من الدعاء . .
وكن مرناً . .
والله يرعاك ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني