السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يرجى إفتائي في القضية التالية : تزوجت وبعد مرور ثلاثة اشهر أخذت زوجتي إلى بيت أهلها لزيارتهم وعندما عدت لإرجاعها إلى البيت أبت وطلبت مني الطلاق بدون سبب فطلقتها مادامت هي التي طلبت مني الطلاق وبعدما استفتيت أهل العلم عندنا قمت بإرجاعها وبعد مرور تسعة سنوات تقريبا دار بيننا شجار حاد وكنت في حالة غضب شديد فقلت لها أنت طالق ثم تراجعت في اللحظة نفسها وبقيت عندي في بيتها وبعد مرور خمس سنوات حدثت بيننا بعض المشاكل فأخذتها إلى بيت أهلها وبعد مدة عادت إلى بيتها ولم أتلفظ بكلمة أنت طالق في وجهها ولا لأحد سوى ابنتي البالغة من العمر عشر سنوات فقلت لها قولي لأمك أنت طالق ولكنها لم تفقه ما طلبته منها ولم تقل لأمها شيء. إلا أنني عندما يطلب مني إرجاعها أقول بأنها طالق ظنا مني بأن الطلقة قد وقعت مع العلم أنها كانت حامل ووضعت حملها في بيت أهلها حيث بقت هناك أكثر من سنة. هل هي طلقة ثالثة التي ليس بعدها إرجاع أم لا مع العلم أن لدي منها أربعة أولاد. جزاكم الله خيراً. بلعباس

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... وبعد

فأشكرك – أخي الحبيب – على اتصالك بالموقع، وأتمنى أن تجد فيه من التوجيهات الأسرية ما يكون عوناً لك على سعادتك في حياتك الزوجية...

وأحب أن أشير قبل أن أجيب على استفتائك أن كثيراً من الأزواج يخطئون في علاج مشكلاتهم الزوجية عندما يجعلون الطلاق أو خطوة يتخذونها للخروج من تلك المشكلات. والحقيقة أنهم بذلك يزيدون المشكلة تعقيداً وتشعباً، فبعد أن كانت المشكلة تتعلق بالزوجة، أصبحت بعد الطلاق تتعلق بالأسرة كلّها الزوجة والأطفال والزوج نفسه .. وما يتعلق بكل طرف من مشكلات كتربية الأطفال الذين سيفقدون حنان أحد الأبوين وما ينتج عن هذا الحرمان من مشكلات نفسية واجتماعية.

         وأما ما يتعلق باستفتائك فيحتاج الجواب إلى مزيد من العلم ببعض الملابسات مثل: هل طلاقك الأول والثاني كان في طهرٍ (أي زوجتك طاهر) لم تمسها فيه أم لا؟ .. على أية حال أنصحك بأن تستفتي أهل العلم عندكم في فرنسا. أو أن ترسل سؤالك مرة أخرى ذاكراً فيه حال زوجتك حال إيقاعك للطلاق في المرة الأولى والثانية. وأما طلاقك لزوجتك وهي حامل فقد وقع قطعاً، وسواء قلته للطفلة الصغيرة أم قلته وأنت خالياً، فإنك إن تلفظت بالطلاق وأنت تريد إيقاعه فإنه يقع ولو كنت لوحدك.

أسأل الله أن يوفقك و يسددك.