السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أنا فتاه في 19 من عمري أدرس في كلية الصيدلة السنه الأولى ... ..أتمنى أن يرزقني الله بالزوج الصالح واعيش حياه مستقرة وأكون عائلة ،،وكما تعلمون قسمي قلما نجد من الشباب من يريد الارتباط بفتاه تدرس بقسم فيه اختلاط في المستقبل وقت العمل ,,, مشكلتي مع والدتي كلما تقدم الي رجل ترفضه من دوون حتى أن تسأل والدته حتى عن عمره ..وإن ألحت عليها والدة العريس على اخذ رأي قبل الرفض فإنها لا تسألني وبعدها بساعة تتصل علىيها وتقول "" البنت بتكمل دراستها "". قبل فترة تقدم لي شاب ورفضت لأنه أقل مني في مستوى التعليم وقبل اسبوع تقدم الي طبيب ورفضت وبررت لي الموقف بأنه ممرض وأنا سأتخرج طبيبة ولكنها لم تعلم بأني قد سمعت محادثتها مع والدة المتقدم .. وعندما يسألنها أخواتي الأكبر مني سنا والمتزوجات عن سبب رفضها ترد بأنها " تريد أن أتخطى على الاقل ثلاث سنوات في دراسة الجامعة أو أنها تريدني أن أتزوج بشاب في نفس مدينتي حتى أكون بجانبها وقت الدراسة وتساعدني "علما بأنه تقدم لي شاب وقت تخرجي من الثانوية ووافقت ولكن لم يتم نصيب بعد النظرة الشرعية . . . أخجل من الحديث مع والدتي في هذا الموضوع ولكنني أنزعج أيضا من رفضها للعرسان من دون أن تستشيرني أنا أو حتى والدي على الأقل ،،،أرجوكم ساعدوني ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . . .
وأسأل الله العظيم أن يختار لك ويرزقك قرة العين . . .
أخيّة . .
لا أدري .. وأنا أقرا رسالتك . . لا تتخيلي ابدا حجم الشعور الذي خالجني وأنا أشعر بحنان أمك عليك . .
إنها تتدفّق حبا وحناناً . . .
هل لاحظتِ . .
هي ترد العرسان ( وهي كارهة ) لهذا الأمر . ..
هي فقط تريد أن تضمن مصلحتك . .
هكذا كل الآباء والأمهات . .
يتصرفون بطريقة بدافع الحرص على مصلحة أبنائهم . .
لكن الأبناء في بعض الأحيان قد لا يشعرون بحجم هذا الحرص وربما فسروا تصرفهم على أنه إساءة لهم . . .
والدتك يا عزيزتي . . ( تحبك ) و ( تحب قربك ) ..
الأهم في في حل مشكلتك : ألا تفسّري موقف أمك بطريقة خاطئة . .
امنحي أمك في نفسك شعوراً بحرصها واهتمامها بك . . .
تفاءلي بما تقوم به . . .
ولأنها الأم فإن حسن التفاؤل بها يمنحنا بركة في الحياة . .
أخيّة . .
الزواج قسمة من الله ورزق مقسوم . .
وكل إنسان قد كتب الله له رزقه من يوم أن كان في بطن أمه .. ورزقه مقسوم له .
وهذا يعني أنه لا يمكن أن يفوتك رزق قد كتبه الله لك مهما كانت الأسباب والظروف والعوائق . .
ومالم يكن مكتوباً لك . . فإنه لن يكون لك مهما كانت التساهيل والأسباب . . .
نعم ( بذل الأسباب ) أمر مشروع . .
لكن حين لا يملك الانسان أن يبذل من الأسباب أكثر مما هو ممكن . . فإنه حينها ينبغي أن يمتلئ قلبه ثقة بوعد الله وقسمه : " وفي السماء رزقكم وما توعدون . فورب السماء والأرض إنه لحق "
لذلك نصيحتي لك ..
لا تشغلي نفسك بأمر الزواج . . .
لأنه آتيك آتيك . .
ولأن كثرة انشغالك بالتفكير فيه . . يجعلك تلاحظين تصرفات أمك على أنها تصرفات خاطئة ، ولربما زاد الضغط النفسي عليك حتى تهملي في نفسك ودراستك . . .
فقط أخرجي من ( عقدة الانتظار ) وعيشي ( سعة الواقع ) واهتمّي بما هو ممكن . .
والممكن الآن هو دراستك والاهتمام بها والتركيز في ذلك . . .
حين تنشغلي بما هو ممكن وواقع . . فإنك لن تشعري بالوقت ولن يؤلمك الانتظار . . بل قد تستغربين أنك حين تنشغلين تأتيك الخيرات من كل مكان وستلاحظين معها رحمة الله وفضله . . فقط لأنك خرجت من عقدة الانتظار . .
هكذا طبيعة النفس كلما عاشت في دائرة الانتظار كلما كانت أكثر توترا وعدم استقرار . .
هذا الكلام لا يعني أن تتجاهلي تصرف أمك تجاهلاً كاملاً . .
لكن حاولي أن تجعلي بعض أخواتك الكبار يتكلمن مع والدتك بطريقة هادئة ويشرحن لها أن ردها للخطّاب يشغل الفتاة عن دراستها ولربما أخفقت في دراستها بسبب ردّ الخطّاب . .
هكذا يتكلمون مع والدتك من المنطق الذي هي تحبه . . .
هي تحب أن تكملي دراستك . .
لذلك من الجيد أن يخبروها ان ردّ الخطّاب بدون استشارتك يؤثر على دراستك . .
( ارجوك لا تجعلي هذا الكلام باباً يفتح عليك الاهمال في دراستك ، هو فقط مدخل لإقناع أمك ) !
اهتمي ببر والدتك . .
أشعريها بعطفك بحرصك بحبك . . اقتربي عاطفيا من أمك . .
املئي قلبها إحساسا بالشعور بك وباهتمامك بها . . .
فإن هذا العمل الصالح سبب من اسباب ( الرزق ) وسبب من أسباب ( البركة في الرزق ) فقد يختار الله لك بسبب هذاالعمل من يكون قرة عين لك . .
أكثري من الاستغفار . .
فإن الله جعل الاستغفار مفتاحاً من مفاتيح الرزق : " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارا . يرسل السماء عليكم مدرارا . ويمددكم بأموال وبنين "
إنه يقول ( يمددكم ) ولم يقل : يرزقكم . . والمدد فيه معنى النصرة والبركة والفضل والتكريم . .
أكثري لنفسك من الدعاء . .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني