السلام عليكم انا امراة متزوجة منذ ثلاث سنوات، وزوجي غائب عني منذ قرابة السنة دون ان يأتي إلي ولامرة ،رغم أن ماجمعنا هو محبة وقبلها الدين والخلق الحسن،وفي كل مكالمة يغرقني بكلام الشوق والغرام، و أعذار عدم مقدرته القدوم،ويذكرني في كل مرة أنه أين هو من أجلي، وأنا لم أطلب إليه الهجرة بل إعترضت ، وكل ماكنت أبغيه العيش معه وبقربه ..الآن صرت لا أصدق حبه لي لأنه آلمني كثيرا، ووجدت نفسي كلما توددت اليه زاد عناده، كأني أعطيه حبا فيأخذه لحاجته إليه ولايعبأ بي....فهل أنزع حب هذا الزوج من قلبي و أصير مثل ما يستأهل زوجة همها إعطيني ولازمني حتى يحس بالرجولة لأن في حياتي معه لم أطلب بيت خاص أو سيارة حتى لاأشق عليه...أرشدوني بارك الله فيكم

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 واسأل الله العظيم أن يعوّضك خيرا ويكتب لك خيرا . .
 
 أخيّة . .
 الغربة بين الزوجين من المشكلات التي أصبحت تعدّ ظاهرة سيما في المجتمعات التي يكثر غربة رجالها لأجل البحث عن لقمة العيش والعمل .
 ولأن ( الرزق ) مطلب ملحّ وضروري في حياة الانسان إلاّ أن هذا المطلب والحاجة الضروريّة  ينبغي التوازن في تحقيقها مع أولويات مهمّة في حياة الانسان .

 غربة الرجل ( الزوج ) في طلب المعيشة .. سلوك يحقق للرجل 0 ذاته ) لكنه لا يحقّق له - في الغالب - مصالح من يعول .
 الغربة بهذاالشّكل والبعد الجسدي عن الأهل والأبناء يشكّل سبباً رئيساً في التفكك والتشتت .
 لذلك من المهم جدا أن يعي الأزواج أن الغربة لا تحل مشكلة ( طلب الرزق )  بقدر ما تفتح على الانسان مشكلات أخرى ( عائليةواسريّة ) سيما في زمن الانفتاح والطفرة .

 الأهل والأبناء يحتاجون من الزوج والأب أن يعيش ( معهم ) لا أن يعيش من ( أجلهم ) !
 ولذلك من أهم ما يساعد على معالجة هذه المشكلة ..
 روح القناعة عند الزوج وعند الزوجة . .
 فالزوجة تساعد زوجها على أن لا يكون متطلّعا في سبيل أن  يحقق لأسرته وابنائه كل مطالبهم ..
 فلا تكثر عليه من الطلبات وتراعي حاله وظرفه ..
 والزوج ايضا يساعد نفسه أن يكون قنوعاً وان يعرف أن الحياة ليست ( مالاً ) فإن اشرف وأعظم رأس مال للانسان هم (  الأسرة والأبناء ) .

 نصيحتي لك ..
 أن تتكلّمي مع زوجك بوضوح  في الأمر  وبكل جديّة ..
 إمّا أن يبحث لك عن فيزا للاقامة معه وتكونين عنده ..
 أو يعود إلى بلده ويبحث لنفسه عن عمل في بلده ولو بدخل محدود يسير  ..
 أو أن يحدّد فترة غيابه وغربته فترة لا تتضريين معها كزوجة وكأم .. كأن تكون فترة غربته كل أربعة اشهر وهكذا ..
 انظري ما هو الأصلح لنفسك  واستشيري أهلك ثم قرري امرك. فأنت أعرف بحاجات نفسك ورغباتها وقدرتك على الصبر والتحمل والتأقلم .
 الأهم في الأمر هو المصارحة والجديّة في الوضوح  .
 بيّني له حاجتك ومشاكلك النفسيّة وحتى العاطفيّ’ والغريزيّة وأثر غربته عليك وعلى طفلك .
 وحتى اثر الغربة عليه .. فهو رجل وشاب ويحتاج غلى أنثى في حياته حتى في غربته .
 
 أكثري من الاستغفار مع الدعاء والله يرعاك ؛ ؛ ؛