السلام عليكم ورحمة الله . أنا أم لفتاة عمرها 18 عاما . تدرس في الصف ثالث ثانوي . مطلقه من زوجها منذ أربعة أشهر . إبنتي ملتزمه وتحفظ القرآن . تعبنا في تربيتها . حتى أنها تزوجت مبكرا لما تميزت به من خلق رفيع . ولكن لم يكتب الله لها التوفيق مع إبن خالها وأنفصلت عنه لما كان يعانيه من مرض نفسي أصيب به بعد الزواج . بالرغم من حبها له إلا أنها آثرت الطلاق ظنا منها أنه قد يتغير لو طلبت الطلاق . ولكنه طلق في الحال ورفض التغيير أو العلاج . عادت آبنتي لبيتنا وأستمرت في دراستها . وفجأه وجدت معها جهاز جوال ليس لها قد خبأته في غرفتها وفتحته ووجدت فيه مالم أصدق . عرفت أنه جاءها عن طريق أحد الأقارب وهو يقوم بمعاكستها . وقد وجدت فيه الرسائل الغراميه والأغاني والصور الماجنه . صدمت كما صدم والدها . واجهناها وناقشناها ولكن أبدت إعتذارها وقالت أن هذا القريب إتصل بها وعرض عليها مساعدتها في موضوع طلاقها . حتى تطور الأمر إلى علاقه . ولها شهرين تقريبا هذه العلاقه وقد أحضر لها الجهاز والشريحه كي لا نكتشف الأمر . بعد ما كشفنا الأمر جلسنا معها وأخبرناها بقبح فعلتها وأنها قد إرتكبت معصيه يجب أن تتوب منها . ووضعنا لها جدولا تجدد فيه إيمانها مثل مراجعة حفظها من القرآن وكثرة الصيام وسماع المحاضرات عن المعاكسات . وألتزمت بهذا الجدول ولاحظنا عليها التغير للأفضل .كما عرضناها على طبيب نفسي وشخص حالتها بأنها مازالت تحب طليقها وماتعاني منه هو صدمه مما جعلها تلجأ لشخص آخر لملئ الفراغ العاطفي لديها . وبدأ معها جلسات م خلالها يتم تغيير خلفياتها السابقه ومساعدتها على نسيان طليقها ومساعدتها لكي تعود كما كانت من قبل . وأحمد الله أنه ردها إلى الصواب . المشكله تكمن في أن والدها رفض إكمالها الدراسه وقرر فصلها من المدرسه . ولها الآن أسبوعان متغيبه عن المدرسه . وحيث أنهافي ثالث ثانوي وعلى مشارف التخرج مما جعل الأمر يؤرقني أكثر . حاولت إقناع والدها بأن تكمل هذه السنه فقط ولكن رفض . حاولت كثيرا وباءت محاولاتي بالفشل . لا تمر علي ليله إلا وأنا أبكي لقتل حلمي في إبنتي وخاصة أنها الكبرى ومتفوقه . هل فصلها من المدرسه حل سليم . وكيف أقنع زوجي بذلك . علما أنه يحمل الدكتوراه ويحب العلم وليس جاهلا . أرجو مساعدتي فمستقبل بنتي ينحر أمامي .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
واسأل الله العظيم أن يصلح لكم في الذريّة وبرزقكم قرّة العين . .
أخيّة . .
حقيقة المشكلة التي وقعت فيها ابنتكم لا تعطي مؤشّرا على أن هناك ارتباط عاطفي بينها وبين طليقها فحسب ..
بل تعطي مؤشّرا ( خطيراً ) في أن هناك ( فجوة ) تربوية اجتماعية عاطفية في العلاقة بينكم وبينها ..
تقولين ( تعبتم في تربيتها ) . . ثم تلاحظون عليها مثل هذا التصرف . .
هنا ما يدعو إلى أن تمنحي نفسك ووالدها لحظة مراجعة في اسلوب التعامل معها . .
حسن التربية لا يعني بالضرورة حفظ ومحافظة . .
حسن التربية يشمل القرب العاطفي .. الاحتواء النفسي . . الشفافيّة بين الآباء وأبنائهم .
ما دام أن هناك ( استخفاء ) ومحاولة ( تملّص ) عن أعين الرقيب .. فهذا يعني أن هناك خللاً ما !
لذلك بالفعل فكّري أخيّة في الأمر من هذه الجهة لا منجهة ابنتك فحسب ..!
اقتربي من ابنتك ..
اقتربي منها عاطفيا . .
عانقسها . .
ضميها . .
قبليها . .
عامليها كصديقة . .
اشتاقي لها .. استشيريها . . أشعريها بذاتها ووجودها . .
اكسري بعض الحواجز بينك وبينها . .
والنصيحة لوالدها ..
الحل ليس في التضييق ..
التضييق قد يزيد المشكلة ويطوّرها ، وتتفاقم مشكلات أخرى . . فيتسع الخرق على الراقع !
الحل في أن تمنحوها الثقة . .
أن تقتربوا منها عاطفيا . .
أن تهتموا بتنمية روحها الايمانيّة بشكل متزن . .
النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجلدها الحد ، ولا يثرب عليها .. "
هذا في شأن الزنا .. وفي شأن ( أمة ) يقول النبي ( اجلدها ولا تثرّب ) .. يعني لا تعيّرها أو تبقى تذكرها بذنبها وزناها بأي تصرف كان . .
فما بالك بـ ( فتاة حرّة ) ولم تصل لحدّ هذه الفاحشة . .
فإن التضييق عليها بمثل هذه الصورة نوع من ( التثريب ) . .
نوع من تكريس ( الألم ) في نفسها وتكريس الضغط النفسي عليها . .
تكلّمي مع زوجك بهدوء .. وأفهميه الأمر . .
وما دام أن ابنتم لها جلسات مع طبيب نفسي ايضا اطلبي من الطبيب النفسي أن يتكلم مع والد البنت في هذا الشأن ..
اطلبي من ابنتك وحفّزيها أن لا يموت طموحها . . وأن عليها أن تعتذر لوالدها بهدوء ، وتطلب منه أن تعود لدراستها بهدوء وتحنّن . .
واكثري من الدعاء مع الاستغفار . . .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني