ســـلام من الله عليكم ورحمة وبركاته قبل أن اتي على عتبات هذا الموقع المبارك تذللت إلى الله سبحانه وتعالى ولم أيأس فأنا أعلم أن الله سبحانه وتعالى لطيف بعباده المساكين ؛ حيت ابنكم ذو التاسعة عشر عاما أبتلاه الله بمشاهدة الاباحيات حيث أثرت علي وعلى مشواري العلمي ؛ لا أعلم ماذا حدث لي فالوضع يزداد سواء يوم بعد يوم وانا اعرف انا الله غضب علي لكنني والله كل يوم استغفر من ذاك الذنب الحقير ثم سويعات واعود على هذه العادة الدنيئة . فأنا والحمد لله محب للقراء والإطلاع وقراء كتب ابن القيم وكثير من الفقهاء . فأرجوكم أسعفوني أريد أي طريقة لتبعدني عن هذا السوء وشكرا ................
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يهدي قلبك ، ويصرف عنك السوء والفحشاء . .
وشكرا لجميل لطفك وحسن ظنك .. نحن هنا سعداء بك صديقا ناصحا طيبا . .
أخي الكريم . .
هناك ( نفس ) في الإنسان أقسم الله بها . والله إذا أقسم بشيء من مخلوقته دلّ ذلك على اهميته وعظمته .. ومن ذلك أنه أقسم بـ ( النفس اللوّامة ) فقال : " لا أقسم بيوم القيامة . ولا أقسم بالنفس اللوّامة " .
هذه النفس التي تلوم صاحبها على ما يفعله من منكر أو محظور ..
تلومه على عادة سلبيّة أو سيئة تعوّدت عليها نفسه . .
فتلومه . .
وهذه نعمة من الله ( عظيمة ) أن جعل فينا هذه النفس التي تلوم .. وهي التي نحن نسميها ( تأنيب الضمير ) !
لكن يا أخي .. القرآن يعلّمنا قاعدة عظيمة وهي : " وإذ تاذّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنّكم " في تنبيه إلى أن الشّكر يزيد النعم ويباركها . . غير أن عدم الشكر يكون سبباً في زوال النعم ونقصانها .
ولذلك قلنا ( النفس اللوّامة ) نعمة .. وحق النعمة الشّكر .. وشكر كل نعمة يكون باستخدامها واستعمال هذه النعمة في طاعة الله . .
بمعنى أن شكر نعمة ( النفس اللوّامة ) يكون بالانزجار وأخذ النفس بالعزيمة وعدم التساهل في المعاصي .. لماذا .!
لأن نتيجة التساهل والتهاون بالمعصية .. يكون أثره أن هذه النفس ( اللوّامة ) ربما تموت أو يضعف تأثيرها .. فيصير المرء يعمل المنكر وكأن شيئا لم يكن .. بل ربما عمل المنكر وظن أنه على معروف !
وهذه علامة سلب النعمة أو عدم بركتها . .
قال تعالى : " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيّض له شيطاناً فهو له قرين . وإنهم ليصدّونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون " .
لاحظ قوله ( يعش ) يعني يتهاون .. يتغافل .. يتجاهل . . ( ذكر الرحمن ) يعني تذكيره له وما يقوم في نفسه من التذكير بالله ، وما يكون من الآخرين من تذكيره بالله .. ثم هو يتجاهل ذلك .. فالنتيجة ( نقيّض له شيطانا فهو له قرين .. ) !
أخي . .
نعم نحن نعاني من بعض العادات السلبيّة في حياتنا .. والمعاناة ليست في وجود هذه السلبيّة لكن المعاناة في أننا لا نكون صادقين مع أنفسنا في الرغبة بالتغيير والتحسين . .
نحن في غالب الأحيان وبسبب ألم سياط الضمير وجلد الذات نتمنى لو أننا نتخلّص من مثل هذه العادة . . ونحن ( نتمنى ) نعتقد أننا ( نريد ) !!
وهناك فرق بين الأمنية والإرادة . .
الأمنية هي أشبه ما تكون بـ ( المسكّن ) الذي نسكّن بها ألم سياط الضمير .
غير أن الإرادة هي في الواقع ( التغيير ) والتحسين . .
لكن لأن نفوسنا اعتادت هذه السلبيّة .. فنحن نعيش ( الأمنيات ) ونعتقد أننا ( نريد ) .
لذلك ..
حدّد موقفك .. وحدّد هدفك .. هل أنت ( تريد ) أو ( تتمنّى ) !
المسألة تحتاج إلى صدق . .
والصدق لا يعلمه منك إلاّ ( الله ) . .
فإذا كان هناك صدق فأبشر ..
وإذا أردت أن تقيس ( مستوى صدقك في الإرادة ) فتأمل قول الله : " إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أُخذ منكم ويغفر لكم " .
علامة الصّدق أن الله ييسر لك أمرك .. طبعا إذا عملت عملاً جاداً .
علامة صدق الإرادة أن تبدأ خطوة شجاعة جريئة في التغيير . .
اعرف من اين تضعف نفسك وأغلق الباب عليها !!
أين تشاهد هذه الإباحيات ؟!
في الحاسب على الانتر نت . .
إذن تخلّص من الانتر نت نهائيّاً . . !
لا تقل ( صعب ) . . لأن هناك ما هو ( أصعب ) .. فالأصعب أن تبقى في هذا المستنقع !
نعم تخلّص منه . .
إن كان نقطة ضعفك في الأصدقاء أو في أمر آخر .. مباشرة اقطع الطريق من اصله واساسه .
أخي الكريم ..
هذه العادة السلبية السيئة مشكلة من جهة ( الشهوة ) . .
والشّهوة طريق ضبطها يكون بـ :
1 - تنمية روح الرقابة وتعظيم الله في القلب .
لأن من يمارس هذه ( العادة ) أو أي انحراف آخر في ( الشهوة الغريزيّة ) ففي الواقع هو يمارسها في حالة استخفاء عن أعين ( الخلق ) مما يعني أن ( رقابة الناس ) في حسّه أخذت مساحة أكبر من ( رقابة الله ) تعالى عليه .
هنا ينبغي تقويّة روح ( رقابة الله ) باستشعار عظمته ومحبته . .
ورتّل في يقين قول الله العظيم : " يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيّتون مالا يرضى من القول "
وحين تضغط عليك نفسك وهواك .. اسأل نفسك : اي الأمرين أحب وأعظم في قلبك ( عظمة الله وحبه ) أم ( هواك وشهوتك ) !!
ولتنمية روح الرقابة وتعظيم الله :
- أكثر من قراءة القرآن . واجعل لنفسك ورداً لا تتركه مهما يكن .
- حافظ على الصلوات الخمس مع النوافل . واحرص على حضور الصلاة بوقت كاف قبل الإقامة قدر المستطاع . لأن هذا من شأنه أنه يقوّي في النفس عامل الإرادة كما يساعد على أن يعيش القلب في أجواء روحانيّة قريبة من الله سبحانه وتعالى .
- احرص على العبادات التي تقوّي الإرادة كـ ( الصيام ) و ( الصدقة ) والنبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى الشاب الذي لا يستطيع الزواج أن ( يصوم ) لأن الصيام يكسر في النفس حدّة الشهوة وفي نفس الوقت هي عبادة من العبادات التي تساعد على ضبط الإرادة وتقويتها عند الانسان وذلك أن المرء يترك المباح من الطعام والشراب باختياره وإرادته وهي مباحات . وذلك أقوى ما يكون في تقوية الارادة .
- كثرة ذكر الله تعالى على كل حال سيما بـ ( الاستغفار ) . فمن أحب شيئا أكثر من ذكره . ومن يقول أنه يحب الله فليكثر من ذكره .. ومن أكثر من ذكر الله وعده الله بطمأنينة القلب " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " .
2 - ابدأ خطوات إيجابيّة عمليّة .. وابدأ في التغيير .
فهذه العادة لها مقدمات ... صديق أو نت أو موقع أو فراغ . .
ابدأ مباشرة في سدّ هذه الثغرات وتغييرها .
3 - حفّز إرادتك . .
- بأن مجاهدة النفس ( عمل صالح ) يحبه الله .. فإن الله ( يفرح بتوبة عبده ) ويحب ( التوّابين ) . .
والتوبة حافزها الصدق و ( الإرادة ) . .
- بأن الله وعد ( الصادق ) بـ ( المعونة ) فقد جاء في الحديث القدسي أن الله قال : " ومن أتاني يمشي أتيته هرولة " . .
فقط ابدأ وبصدق .. ستجد أنك مُعان على بقيّة الطريق . .
لكن عامل ( الصّدق ) عامل مهم .. وقد قال الله تعالى : " إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أُخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم " .
تذكّر أن الله يعلم ( السر ) و ( أخفى ) .. والفلاح مرهون بـ ( الصدق ) مع الله قم مع نفسك .
( أفلح إن صدق ) .
- حفّز إرادتك باستخدام أداة ( 10 / 10 / 10 ) .
هذه الأداة فكرتها تدور على استحضار ( العواقب ) على المدى القريب والمتوسط والبعيد .
فـ ( 10 ) الأولى تعني 10 دقائق .. الثانية تعني ( 10 ) شهور .. الثالثة ( 10 ) سنوات .
الرقم ( 10 ) هو رقم رمزي .. يمكن أن يكون ( 5 ) او ( 3 ) ..
دعني أبسّط لك هذه الأداة من خلال القصّة التالية :
الأستاذ خالد معلم في إحدى المدارس، يعاني من البدانة، فقرر أن يذهب الى ناد رياضي ليمارس الرياضة لمدة ساعة بعد خروجه من الدوام المدرسي، ثم يتوجّه بعد ذلك الى البيت.
في يوم من الايام خرج خالد من المدرسة وهو متعب مجهد، لديه الكثير من الاعمال والالتزامات الاخرى .
وهو خارج تردد.. هل يتوجّه الى النادي الرياضي أولاً .. ام يتجه مباشرة الى البيت؟؟؟
خالد أطرق رأسه وفكر قليلا بنظام 10- 10- 10 في حال لو قرر التوجه الى البيت مباشرة:
في عشر دقائق.. سيكون قد وصل الى البيت ليبدأ التزامات جديدة تجاه نفسه واسرته واصدقائه .
في عشر شهور.. وباستمراره التوجه الى البيت دون المرور على النادي، فإنه لن يفقد أي من كيلواته الزائدة ، وربما زادت عليه بعض الكيلوات الاخرى.. كما أن الاعمال المدرسية لن تنتهي او تتغير !!
في عشر سنوات.. خالد يعاني من الضغط والسكري.. بسبب الإجهاد والتوتر الناجمين عن بدانته المستفحلة، وعدم ممارسته لأي نشاط بدني ينفس عن إجهاده العقلي او النفسي، وقد يكون استقال من المدرسة أو ابتدأ وظيفة اخرى ، واعمال الحياة لا تنتهي.
والعكس صحيح في كل ما سبق في حال اختار ان يذهب الى النادي الرياضي أولاً .
هنا قرر خالد واختار ان يمرّ على النادي أولاً بناء على هذه العواقب التي تخيلها على المدى القصير والمتوسط والطويل.
هنا يا أخي الكريم . .
حين تكون قد قررت التوبة والعزيمة على أن لا تعود إلى هذه العادة . وفي لحظة ضعف راودتك نفسك أن تمارسها ...
قبل أن تمارسها أو تستجيب لفكرتك .. فكّر بطريقة ( تخيّل العواقب ) على المدى القريب والمتوسط والبعيد . 10 / 10 / 10 ..
اذا قررت ممارستها ماذا سيكون حالك بعد 10 دقائق .. بعد 10 شهور لو استمريت على الممارسة .. بعد 10 سنوات !!
أعتقد أن العواقب ستكون مخيفة جداً ..
والعكس لو أنك في لحظة الضعف قررت أن لا تمارس .. ستتألم قليلا .. لكنك بعد 10 دقائق سشتعر بنشوة الانتصار على النفس .. اذا استمريت على قرارك هذا بعد ( 10 ) أشهر ستكون لك اهتمامات أخرى أنشغلت بها عن أن تجد وقتا للممارسة .. بعد ( 10 ) سنوات .. تبقى لك قوّتك في وقت أنت أحوج إليها من الآن .
حين تراودك نفسك . . لا تقل هي مره واحدة فقط ثم أتوب مرة أخرى .. .
تذكّر أن :
القرارات الصغيرة في حياتنا التي تحدّد اتجاهاتنا وسلوكياتنا كل يوم : هي التي تجعلنا ما نكون عليه بعد عشر أو عشرين عاماً من الآن !
4 - إلاّ ( الفراغ ) و ( الخلوة ) . .
الفراغ والخلوة مثل تقاطع ( المقص ) . .
التحق بحلقة لتحفيظ القرآن ..
او اشترك في دورة تدريبية سواء مهاريّة أو مهنيّة أو نحو ذلك ..
المهم أن تشغل وقتك بما يشغل ( ذهنك ) و ( جسدك ) ...
فالقاعدة تقول : إذا ارتاح الجسد تعبت الروح ، وإذا تعبت الروح ارتاح الجسد !!
احرص على أن تقلل من فرص الخلوة بنفسك . .
5 - وإن ضعفت نفسك مرّة ووقعت . . فأسرع إلى التوبة والاستغفار .
ولا تصل لمرحلة الياس أو القنوط من رحمة الله .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني