أنا لدي والدة أشعر بعدم وجود مشاعر الألفة والمحبة بيني وبينها حتى أني لاأجد في نفسي ما ير حمها أعاملها معاملة عادية ربما لأني لاأجد عندها ما أر يد كانت قاسية علي وأنا طفلة بل وحتى وأنا شابه أراها تقبل هذا وتتودد مع هذا من إخوتي وأنا لاتقبلني إلا إذا عاتبتها على معاملتها لي حاولت التقرب إليها لكن لاأجد في نفسي شي نحوها حتى أنها إذا زارتني هي وأبي لاأهتم بوجودها كثيرا . بل ربما يزعجني وجودها لكثرة نقدها لي ولتربية أولادي وتنظيم بيتي ومعاملتي لزوجي وغير ذلك . أحيانا أشعر بحزن شديد لشعوري ذلك أود أن تكون علاقتي معها علاقة حب وألفة فما الحل ؟ وشكرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يحنّن قلبك على والدتك وأن يرزقك حسن البرّ والعمل . .
أخيّة . . .
في مجلس من مجالس الرسول صلى الله عليه وسلم أحدهم لمح رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّل الحسن أو الحسين ، فقال له : تقبّلون صبيانكم ؟!
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( نعم ) .
فقال الرجل : والله إن لي عشرة من الولد لم أقبّل واحداً منهم !!
فما زاد النبي صلى الله عليه وسلم أن قال له : " أوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك " ؟!
إنه لم يقل له : افعل وافعل . .
بل نبهه إلى أن هذا السولك هو سلوك من ليس في قلبه ( رحمة ) بل كما عبّر النص ( نزع الله الرحمة من قلبك ) !!
فإذا كان هذا مع الأبناء ، فكيف إذا كان نفس الشعور يكون مع ( الوالدة ) التي هي باب من ابواب الجنة يمشي على الأرض ؟!
هل يسرّك ان تكوني ممن ( نزع الله الرحمة ) من قلوبهم ؟!
كيف هي حياته من لا يملك في قلبه رحمة ؟!
هل هو سعيد بعيشه وحياته ؟!
هل هو سعيد بين أهله وولده ؟!
هل هو سعيد بين جيرانه واصدقائه ؟!
مهما حاول أن يُخفي ( الألم ) .. إلاّ أنه يعيش ( الألم ) لأنه ( قلب بلا رحمة ) !!
أخيّة . .
لا تربطي بين تعامل ( أمك ) معك وبين تعاملك ( أنت ) مع والدتك !
سيما وأنت الآن ( أم ) ايضا .. ومتعلمة .. وتدركين بوعي أن كل إنسان سيُسأل عن سلوكياته وتصرفاته ما دام أنه مكلّف مسؤول .
أنت مطلوب منك ( حسن البرّ ) مهما كان موقف والدتك وتعاملها معك . . لأنك ستُسألين عن هذا يوم القيامة ، وقبل ذلك ستجدين أثر هذا في حياتك مع بناتك وأبنائك .. فعلى ما تُعاملين به والدتك سيتكرر نفس الموقف من ابنائك تجاهك . .
فلا تجمعي على نفسك ( ألمين ) . .
أخيّة . .
الجنة محفوفة بالمكاره . .
و( الأم ) باب من أبواب الجنة . .
مما يعني أن الأمر يحتاج منك إلى استشعار معنى ( حب الجنة ) والرغبة في سلعة الرحمن .
مما يعني أنه ينبغي أن يكون منك جهد ولا تنتظري أن تجدي من نفسك إقبال على الودّ والحب دون أن تبذلي ..
فالعلم بالتعلّم ..
والصبر بالتصبّر ..
والبر كذلك ..
حتى لو لم تجدي في نفسك إقبالاً عليها . .
قبّلي يديها ..
احضنيها . .
قولي لها : أمي أنا أحبك . .
اتصلي بها كل يوم فقط لتسلمي عليها ولتخبريها أنك تريدين أن تسمعي صوتها . .
علّمي ابنائك وأطفالك كيف يشتاقون إلى ( جدّتهم ) .. كيف يعاملونها بلطف ويصارحونها بالحب ..
تعاملي مع انتقادات والدتك بـ ( مرح ) . . يعني لاطفيها حين تنتقدك في بيتك أو في تربيتك . . يعني حوّلي الموقف إلى موقف مداعبة وفكاهة ومرح وممازحة . .
صدقيني ستعرفين كيف تفعلين ذلك لو أنك بدأت بصدق . .
حتى لو تتكلفي هذه المشاعر تكلّفاً . .
مع الوقت ستجدين ان شعورك تجاه والدتك تغيّر للأحسن ما دام قام في نفسك الشعور بابتغاء مرضاة الله في رضا الوالدة . .
وثقي إن الله يشرح صدرك . ما دام أن في قلبك الصدق ..
واقرئي إن شئت قول الله : " إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أُخذ منكم ويغفر لكم " .
أكثري لنفسك من الدعاء أن يحنّن الله قلبك على والدتك ويملأ قلبك رحمة وحبا ووداً . .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني