أنا متزوجة ولي أولاد من زوجي ولكني دائمة التفكير في حبي الأول وعشيقي ولا أستطيع أن أنساه أبداً. أرشدوني ماذا أفعل لا تقولوا انسيه واهتمي ببيتك لا أستطيع أن أنساه أبداً حتى في أسعد اللحظات أتمناه أن يكون هو بدلاً من زوجي. أختكم أم علي
الأخت أم علي.
طهر الله قلبك، وشرح صدرك للإيمان.
جميل أنك تشعرين بأنّ ما أنت فيه يعتبر خطأ.
وأجمل منه أن تجاهدي نفسك على التخلص من هذا الخطأ بخطوات عملية من غير أن تجعلي لنفسك خط رجعة للعودة إلى الخطأ.
فقولك (لا تقولوا انسيه واهتمي ببيتك لا أستطيع أن أنساه أبداً)!!
هو بمثابة خط رجعة -من تلبيس إبليس- تجعلينه لنفسك عند الفشل من التخلص.!!
على أن المفترض فيك أن تجاهدي نفسك على هذا.
أختي الكريمة..
العشق والحب -غير المشروع- إنما ينشأ من ضعف حب الله تعالى في قلب العبد.
فلو أنك سُئلت: أيهما أعظم حباً في قلبك: الله أم عشيقك؟؟
فإن كان حب الله متملكاً عليك قلبك فمعناه أن هذا الحب لا يمكن أن يزاحمه حب ما يضاده، إذن فعشقك لهذا المعشوق إنما يقوى عندك لضعف في جانب حب الله تعالى.
والحل أن تقوي حب الله في نفسك بأن تتأملي نعمه عليك والتي من أعظمها ستره عليك وصفحه عنك فإنك لو تأملت عظيم هذه النعمة وفضلها عليك لعظم في نفسك حب الله.
وإذا عظم في نفسك حب الله، فإنك حينئذ ستتخلصين من هذا التعلّق بالمعشوق.
ثانياً: اقطعي كل صلة أو أي شيء يذكرك بهذا المعشوق الأول سواء كان صورة أو كتابة أو رقماً أو هدية أو أي شيء يذكرك به تخلصي منه فوراً.
ثالثاً: انشغلي بمنح هذا الحب والعشق لزوجك الذي هو حلالك، وثقي تماماً أن الحلال أبرد على النفس من جحيم الحرام، فزوجك أولى بهذا الحب.
فجاهدي نفسك على صرف هذا الحب لزوجك واستشعري لذة الحلال المباح وأن تمنحي هذا الحب لزوجك فإنك ولا شك ستجدين له طعم السعادة والارتياح.
رابعاً: تفكري في عواقب هذا العشق المذموم، الذي من عواقبه:
- تفكري في... تعب القلب وعدم راحته. والعاقل يسعى لما يشرح صدره ويطمئن نفسه فإن كان هذا الأمر يضيق الصدر ويكدره فالأولى تركه والتخلص منه.
- تفكري في.. خسارة الموجود من أجل المفقود. فإنك بهذا العشق قد تخسرين زوجك وبيتك وأطفالك الصغار وكل ما بنيته من الحب والآمال والأماني مع زوجك الذي يحل لك.
كل هذا تخسرينه من أجل إنسان مفقود لا تدرين هل تظفرين به أو لا؟!
فكيف تضحين بالموجود من أجل مفقود؟!
• تفكري في... عاقبة الحرام من الحرمان والضيق وعدم التوفيق، فإن المرء وقت الحرام قد تلهيه لذّة الحرام الآنية، لكن عندما تنتهي هذه اللذة فإنها تبقى في القلب حسرات وآهات كما قال الأول:
إن أهنأ عيشة قضيتها ذهبت لذّتها والإثم حل.
• تفكري في... أن هذا العشق يفسد عليك الحواس معنويا وحسياً. فإن من تعلق بالعشق فسد عليه قلبه وإذا فسد القلب فسدت العينان والأذنان والجوارح تبعاً لهذا القلب، فتصير هذه الجوارح تنظر المنكر معروفاً والمعروف منكراً وهذا من أعظم فساد الحواس. ناهيك عما يصيب هذه الحواس من الضعف الحسي والهزال والتدهور الصحي على ما هو معروف عن أهل الطب.
• تفكري في.. أن هذا المعشوق الذي تبذلين له كل هذه الأفكار والمشاعر والتخيلات لا يأبه بك ولا يعلم بحالك، بل ربما استبدلك بعشيقة أخرى ولم يأبه بما أنت فيه. فهو لا يتعذب بمثل ما تعذبين به نفسك، بل قد يكون من أشد المبغضين لك العازفين عنك. فلمَ تشغلين بالك بمثله؟؟!
• تفكري في.. أنك تشغلين نفسك بأمر لا تستطيعين إليه سبيلا إلا بالخيانة الزوجية أو بطريق محرمة شرعاً، فهل يرضيك أن تخوني زوجك أو تقترفين محارم الله لأجل عشيق لا تدرين ما حاله؟؟!
• فكري.. بتربية أبناءك الآن وحفظهم من أن يقعوا في مثل هذه الأمور، ها أنت وقد رأيت عاقبة هذا العشق وما يسببه من كدر الحياة وضيق النفس، فالأولى بك الآن أن تفكري كيف تحمين أبناءك وبناتك من أن يقعوا في مثل هذه الشباك.
أخيراً أختي الكريمة..
استعيني بالله ولا تعجزي ولا تقولي (لو) فإن (لو) تفتح عمل الشيطان.
وثقي تماماً بأنه متى ما علم الله منك صدقك وحسن تضرعك واستعانتك به فإنه سيذهب عنك ما تجدين وسيبدلك في قلبك حباً أعظم من هذا الحب. حبا تعيشين به عفيفة طاهرة عزيزة سعيدة.
شرح الله صدرك، ودفع عنك السوء والفحشاء، وطهر قلبك واقر عينك بزوجك وولدك.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني