لسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.. بعد تردد كبير قررت اقول مشكلتي الي تجعلني في هم وحزن انا فتاه ابلغ من العمر17 تربيت في أسرة محافظه ولكن غير متفهمه ونفتقد الألفة والعاطفه ولم أشعر بالحنان تجاه والدتي أو والدي وعلاقتي بهم رسميه جدا وأفتقد صدر أمي ..مشكلتي أنني عندما كنت في المرحله الإبتدائيّة تعرضت للتحرش من قبل أخي وقد علمت ولداتي ولكنها تستر عليه لكي لايخرجه أبي من البيت كرهت نفسي وأصبحت في تلك المرحله لا احب الإقتراب لرجل وأدرك اهمال والدتي ولكن الحمدلله عديت مرحله العزله والخوف وكونت شخصيه قويه متزنه لها قرارها وربيت نفسي بنفسي وعندما بلغت أصبحت أفتقد الحنان لدرجه أنيني أرى بعض زميلاتي وعلاقتهم بأمهاتهم الأكثر من الرائعه وخوف امهاتهم عليهم فاحزن لحالي وادخل في نوبه بكاء !! عندما أصبحت في الصف الثالث المتوسط تعرفت ع شاب اكبر مني بسنتين كنت اتحدث معه بخوف ومتيقنة انني ع خطا ولكن كنت فااقده من يسمعني وجدته ازدادت علاقتي به واحببته من كل قلبي ازداد حبي له وفقدت شهيتي ففقدت الكثير من وزني استمريت أحادثه قرابة سنتين تقربت له اكثر وهو شاب جدا محترم لابعد حد ولن يضرني ابدا ولكن مشكلتي انني لا اريد الاستمرار في هذه العلاقه لانها لن تنتهي بزواج لانه أجنبي غير سعودي حاولت مرارا التخلى عنه ولكن لا استطيع اريد ارشادي فانا اغرق في بحر حبه عندما أتركه تأتيني ضغوطات فأرجع إليه متلهفة للبوح بما داخلي وكل يوم يزداد حبي له . انا اخون اهلي وهذا يؤلمني كثيرا صحيح رغم عدم اهتمامهم بس الا اني لا احب ان ارى نفسي هكذا اريد نسياانه ولكن ضروفي لاتسااعد انا افكر بالاستمرار حتى يأتي الفرج لأنني لا استطيع العيش من دونه ااريد حلا ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يحميك ويكفيك شرّ نفسك وشرّ الشيطان ويصرف عنك السوء والفحشاء . .
أخيّة . .
أعجبني جداً عفويّتك في الكلام والحديث والتعبير عمّأ في نفسك ، وصدقيني إن فتاة تملك مثل روحك الشفافة هي أقدر على أن تتعايش مع حياتها وظروفها بطريقة أفضل مما وصفت .. وانت على ذلك أقدر .. فأنت في مرحلة من مراحل حياتك تجاوزت ما هو اصعب واستطعت كما تقولين ( أن تربي نفسك بنفسك ) ..
أخيّة . .
دعيني أبدأ معك من حيث انتهت رسالتك ..
فقد قلت في آخر رسالتك ( أفكر بالاستمرار حتى يأتي الفرج ) !!
هنا اسمحي لي أن اسألك : ما هو الفرج في توقعك الذي تنتظرينه ؟!
هل الفرج هو أن ترتبطي بهذاالشاب ؟!
لكنك قلت : أن الزواج ( صعب ) بينكما لاختلاف الجنسيّة بينك وبينه !
طيب : هل الفرج هو ان يأتيك خاطب يتزوّجك غير هذا الشاب ؟!
طيب لو أتى هذا الخاطب . . اسألي نفسك : اين قلبك ؟!
هل هو مع خاطبك ام مع ( العشيق ) الذي قلت في حقه أنك ( لا تستطيعين العيش بدونه ) !
أخيّة . .
حين يعيش الانسان مشكلة في محيط أهله ووالديه .. فالحل هو معالجةالمشكلة وليس اجذتاب مشكلة أخرى !
الانسان قد يبتليه الله بوالدين يتعاملان معه بجافء وجفاف عاطفي . .
فهل الحل أن نبحث عن العاطفة خارج أسوار المنزل ؟!
ما قيمة العاطفة التي نقز لها من خلف الأسوار إذا كانت تصيبنا بالألم والهمّ والغم ؟!
أخيّة . .
هذاالشاب - من وجهة نظرك - أنه محترم !
ولو سألتك : هل أنتِ تقبلين لأخيك ان يكون له تواصل مع فتاة أجنبيّة عنه بمثل ما يتواصل به هذا الشاب معك ؟!
ماذا ستكون نظرتك لأخيك لو عرفت مثلا أنه يفعل مثل هذا الشاب ؟!
دعيني أقول : ماذا ستكون نظرتك لأي شاب يفعل مثل فعل هذا الشاب ؟!
هل ستكون نظرتك له بأنه ( محترم ) ؟!
نفسه هذا الشاب : هل يقبل هو ان تتكلم أخته مع شاب أجنبي عنها ؟!
لا أعتقد أنه يقبل .. إذن فلماذا لا يرضى لأخته ولكنه يرضى لك ؟!
أنا لا أطعن في هذا الشاب ، لكنّي أصحح لك نظرتك لتنظري للأمور بعقلانية أكثر من النظر العاطفي للحدث . .
فكيف لو علمت أن الله تعالى خلق في النفس البشريّة طبيعة ميل الرجل للمرأة وطبيعة ميل المرأة للرجل .. هذه طبيعة وغريزة خلقها الله في الجنسين . .
فهل أنتما ( مستثنيان ) من هذه الطبيعة ؟!
كيف لو علمت ايضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم حذّر الرجال من فتنة النساء فقال : " فاتقوا الدنيا واتقوا النساء . فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء " .
فالمرأة فتنة للرجل والرجل فتنة للمرأة - مهما كانت العلاقة شريفة ومحترمة - إلاّ أن الفتنة موجودة فقد قال الله : " وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون " !
أخيّة . . .
تجدين الأنس مع هذا الشاب لتتخلّصي من بعض الضغوطات ..
لكنك في الحقيقة تتخلصين من ضغوطات وتحملين في نفس الوقت ضغوطات أخرى !
وهنا اسمحي لي أن أسألك :
- ماذا أعطاك هذا الشاب ؟!
هل الذي أعطاك هذاالشاب أكثر مما أخذه منك ؟!
إنه اخذ منك ( قلبك ) و ( مشاعرك ) واعطاك ( الهمّ والألم ) . .
اسمحي لي مرة أخرى أن اسألك :
هل في يوم من الايام اعطاك هذا الشاب عينا أو اذنا أو يدا أو نبضة من نبضات قلبك ؟!
إذا كان هذا الشاب لم يعطك شيئا من هذه . . فكيف ( تحبينه ) ؟!
تعالي .. وتأملي من هو الذي يستحق الحب الحقيقي ..
من هو الذي يستحق أن نبكي بين يديه وننطرح له ليخلّصنا من همومنا . .
إنه ( الله ) ( العظيم ) ( الجليل ) ( الرحمن ) ( الرحيم ) . .
هو الذي أعطاك كل شيء . .
نظرك سمعك قلبك عقلك نبضات عروقك . .
كل شيء هو الذي أعطام إيّاه . .
وأنت ماذا قدمت لربك ؟!
أخيّة . .
اشتكي لربك . .
بثّي إليه حزنك ..
فهو القادر القدير . . هو الذي يستطيع أن يخلّصك من همومك . .
هو الذي تشعرين في القرب منه بالأنس والسرور والراحة والاستقرار والاطمئنان . .
لكن بعض البشر لا تشعرين بالقرب منهم إلاّ بالهمّ والغمّ ولو أظهروا لك العطف والحنان !
صدقني أخيّة .. لا يوجد أحد ارحم ولا ألطف بك أكثر من ربك .. فلماذا لا تطرقين بابه . .
لماذا حين تصيبك الضغوطات لا تقومين إلى صلاتك وتسجدين بين يديه سجدة تبثين فيها كل شكواك إليه ؟!
إنه يسمعك ..
ينظر إليك . .
أعلم بحالك . .
فقط بثّي إليه شكواك والمك بصدق ويقين .
نصيحتي لك أخيّة :
- ان تتخلّصي من هذا الشاب . . لأن الاستمرار لن يأتيك بالفرج بقدر ما يوقعك في الحرج ، بل وقد يوقعك في أمور قد تبكين عليها الدم والألم وتتمنين لو أن والديك كانوا أكثر قسوة عليك !
غيري رقم جوالك ..
غيري ايميلك ..
غيري كل شيء يمكن أن يربطك أو يذكّرك به ..
وتخلّصي من ارقامه وايميلاته وكل شيء يمكن أن يجعلك تعودين إليه !
لا تقولي ( صعب ) .. لأن ( الأصعب ) من ذلك هو ان يخسر الانسان أدبه وحياءه ورضاه عن نفسه ، وقبل ذلك يخسر رضا ربه عنه !
فكيف لو حصلت الفضيحة .. حينها هل سيكون تغيير الرقم ( صعب ) ؟!
فكّري بعقلك وانت الفتاة العاقلة . .
واستعيني بالله على أمرك .
- احرصي على القرب من والديك ..
الآن أنت أحوج إليهم .. ليس إلى عطفهم .. بل أنت أحوج غلى حسن البرّ بهم تكفيرا عن ما سميته أنت ( خيانة لأهلك ) !
نعم اقتربي من والديك . .
احرصي على القيام على شأنهم وحاجتهم . .
إذا كانوا هم لم يمنحانك العاطفة .. فالآن أنت فتاة متعلمة وفاهمة وواعية .. الآن انت امنحيهما العاطفة . .
انت قولي يا ابي أحبك .. يا أمي أحبك ..
ضمّي والدتك . .
وضمّيب والدك . .
لا تخجلي من ذلك ..
لأن والداك ربما كان جفاءهم العاطفي معك ومع إخوانك بسبب خجلهم من ذلك ..
فلا تكرري نفس المشهد ( أنت ) مع نفسك ومع من حولك .
اجلسي بالقرب من والدتك تكلّمي معها ..
قصّي عليها حكاية يومك ..
اجلسي مع أخواتك ..
عاملي الجميع بالهدية والكلمة الطيبة . .
اعملي حفلة مفاجئة .. سميها ( حفلة الودّ والحب ) وجهّزي لها أطباقا يحبها أهل بيتك ..
وهكذا مارسي عاطفتك في محيط أسرتك .. مارسيهاأنت ولا تنتظريها من أحد من أهلك ..
لأنك أنت أحوج لهذه العاطفة .. فلا تنتظريها بل اصنعيها . .
الكلام ليس مثاليّاً . . بقدر ما يحتاج إلى كسر الحاجز الأول في نفسك ..
فقط استعيني بالله . .
والله تعالى إذا علم الصدق في قلبك والحرص أعانك وساعدك ووفقك .
أخيّة . .
أكثري من الاستغفار مع الدعاء ..
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية " .
فأي شيء أعظم من هذا .. والوعد من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
والله يرعاك ؛ ؛؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني