سيدي الفاضل: سامحني علي الاطالة وأرجو أن يسع صدركم لسماع مشكلتي فهي مشكلة مركبة وعلي درجة بالغة من التعقيد بين رغبتي في الزواج، وبين الوقوع في الرذيلة، وبين الزواج من مطلق ويعول، وتعدد الزوجات...ولا أعرف كيف تورطت في كل هذا ولكن غياب العقل وقلة الايمان دفعتني إلي هذه الورطه! ولكن رحمة من ربي بي أنه رد لي إيماني وعقلي وأن بدأت أفكر جيدا وأسعي الان لإيجاد حلا نهائيا لمشكلتي التي تتلخص في الاتي: أنا فتاه تجاوزت العقد الثالث من عمري ومن اسرة متوسطة الحال وعلي درجة عالية من العلم ، تعرفت علي رجل مطلق ويعول منذ 3 سنوات وتولدت لدي مشاعر إتجاه ، وبدأ يشعر هو بذلك فما كان منه إلا توضيح ظروف حياته ومشاكله بأمانه وووضوح تام و من وجود صعوبات حالية للارتباط الرسمي وذلك لظروف مادية ولظروف وجود الطفل معه وأنه في حاجة إلي سنتين أو ثلاثة حتي يتمكن من ترتيب أموره المادية والاجتماعية حتي يتقدم لخطبتي ثم الزواج، وأنا لصدق مشاعري اتجاه هذا الشخص ومعرفتي بمعاناته في حياته السابقة تقبلت ظروفه((وخصوصا أنه كان مجبرا علي الطلاق من قبل زوجته السابقة،، )) وللاسف استمرت علاقتي به دون زواج رسمي طوال الثلاث سنوات إلي أن جاء الوقت المحدد لمقابله عائلتي التي رفضته لما لديه من مشاكل في حياته مع طليقته. وأنني استحق شخص مناسب أكثر من ذلك،، وأنا كنت علي أتم أستعداد للصبر علي عائلتي ومحاولتي إقناعهم بيه وبمدي ارتباطي به،وأنني لن اتنازل عن علاقتي بيه وعن سنوات عمري التي أمضيتها معه إلي أن اتمكن من الحصول علي رضائهم، ولكن فاجئني هذا الرجل بأنه بعد اتمام إجراءات زواجنا الرسمي لن أكون أنا الزوجة الوحيده، فهناك فتاه أخري(قد أخبرني عنها من قبل) أحبته منذ زمن بعيد ووقفت بجابنه في مواجه كل مشكلاته السابقة وانتظرته أيضا مده تفوق ما انتظرته أنا بمراحل ولكنه لم يكن علي اقتناع كامل بها ليتزوجها وايضا للظروف التي كان يمر بها، .. ومن منطلق مبدأ التعدد والقضاء علي العنوسه ولاحساسه بالمسؤليه اتجاه هذه الفتاه التي رفضت كل من تقدموا لها حتي كبر سنها صارحني بمدي جديه ارتباطه بها بعد اتمام زواجنا وأن هذه الفتاه قبلت بأن تكون هي الزوجة الثانية! فقد كانت تعرفه هذه الفتاه منذ زواجه الاول واحبته وهو متزوج من زوجته الاولي!!! منذ هذه اللحظة وانا في شتات وحيرة وصدمة!! فقط أغضبت ربي باستمراري في علاقتي به طوال هذه السنوات دون ارتباط رسمي وضيعت سنوات عمري الثلاثة وقبلت ظروفه المعقده من وجود خلافات مع طليقته وصعوبات متوقعه في بداية حياتنا لأجد الان الطامة الكبري وهي انني لن أكون الزوجه الوحيده، فمجرد وجود زوجة ثانية قبل أن أكون الزوجة الاولي رسميا أصلا قاتل بالنسبة لي، لقد حاول هو مرارا إقناعي وتعهد لي بأنه يضمن لي السعادة والاستقرار النفسي في الحياه الزوجية وأن وجود الزوجة الثانية سيكون السبب الرئيسي لاستقرار حياتنا وسعادتنا. ولكني لا استطيع تقبل فكرة وجود زوجة ثانية واعتبر قبولي بكل مشاكلة السابقة تنازل كافي لا أتمكن من تقديم المزيد من التنازلات،،، ولكني أعود وأذكر نفسي أن الفتاه التي تقبل وتبدا حياتها بقبول تنازلات تستمر هكذا مدي الحياه وتكون حياتها تعيسة وفي مشاكل مستمرة افيدوني أفادكم الله،، أنا حريصة الان علي ارضاء الله سبحانه وتعالي والتكفير عن ذنبي و انا علي أتم استعداد لتقبل لومكم لي علي استمراري في هذه العلاقة بهذه الصورة المشينه فأعلم تمام المعرفة أنني أخطئت ولكني نادمة الان وأسعي للتكفير عن ذنبي وخطأي ولا أعرف كيف،، هل أستمر معه لاتمام الزواج الرسمي واستمر في اقناع أهلي به حتي أحافظ علي سمعتي وشرفي،، واعتبر وجود الزوجه الثانية هو عقابي علي تسرعي وعدم انتظاري لقضاء الله، أم انسحب من حياته وادعو الله أن يغفر لي ويسترني في الدنيا والاخرة!!!
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وصلاحك وقرّة عينك . . .
أخيّة . .
الزواج ليس عادة اجتماعية ، ولا هو مكمّل من مكمّلات الحياة المجتمعيّة . .
الزواج ( عبادة ) وامانة ومسؤوليّة . .
ولنه عبادة فإن الله قد شرع له طريقاً وباباً . .
وقد تكفّل الله بـ ( الفلاح ) لمن اتقى ربه وأتى الأمور من أبوابها . .
قال تعالى : " وأتوا البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون " .
ومن أتى الأمور من غير أبوابها فقد سلك غير طريق ( الفلاح ) .
ولأن الزواج بهذه الأهمية في شريعة الإسلام فإن الوحي علّمك كيف تختارين شريك حياتك في وصية الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم إذ أوصاك بقوله : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه " .
فـ ( حسن الاختيار ) هو نقطة الارتكاز واساس ( الاستقرار ) بين الزوجين في حياتهما المستقبليّة . . .
وحسن الاختيار يقوم على عامل ( الرضا ) العقلي والنفسي ، وهذا الرضا يتشكّل من خلال البحث بحرص في الخاطب عن صفتيّ :
- حسن التديّن .
- مع حسن الخُلق .
ثم بعد ذلك يُنظر للاعتبارات الأخرى . .
والسؤال هنا : هل تجدين نفسك مقتنعه وراضية عن هاتين الصفتين في هذا الرّجل ؟!
هو رجل صاحب علاقات . .
مرة معك ومرّة مع غيرك . .
ولا تدرين عن السبب الحقيقي لطلاقه من زوجته الأولى ..
فلئن كان ( أخفى ) عنك علاقته بامرأةأخرى .. فمن السهل أن يخفي السبب الحقيقي لطلاقه .
فهل يناسبك شخص بمثل هذه الشخصيّة ؟!
وهل أنت مقتنعه أن الطريقة التي سلكتمانها هي طريق ( الزواج ) و ( الستر ) و ( العفاف ) ؟!
وإذا أردت أن تبدئي حياتك الزوجية فابدئيها بـ ( واقع ) لا ( بتوقعات مأمولة ) أو ( وعود ) قد تكون ولا تكون ..
اتخذي قرارك على أمر واضح ( واقع ) . .
أخيّة . .
الخطأ لا يُصحّح بجلد الذات وإرغامها على ارتكاب خطأ آخر ؟!
والحياة الزوجية على عظمتها ومكانتها ينبغي أن لا تبدئيها بطريقة خاطئة !
نصيحتي لك . .
- أن تكثري من الاستغفار .. فذلك أفضل من جلد الذات .
والله تعالى بالاستغفار يمدّك بما هو خير لك وقرّة عينك فقد قال : " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارا . يرسل السماء عليكم مدرارا . ويمددكم بأموال وبنين "
لاحظي إنه يقول ( يمددكم ) ولم يقل ( يرزقكم ) .. والمدد رزق فيه بركة وفضل وخير .
- اقطعي صلتك وتواصلك مع هذا الشخص . سيما وان أهلك غير راغبين فيه ، وايضا لما ظهر لك من أمره . .
- اجعلي هذا الحدث في حياتك نقطة انطلاقة ( وعبرة ) وتجربة استفدت منها لما هو آت من أيام عمرك - بارك الله عمرك - .
ومن كان لله كما يحب أعطاه الله ما يحب .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني