السلام عليكم يا دكتور انا لدي مشكله مع زوجي فهول رجل عنيييييد لأقصى درجه ... انا اسايسه لكن في الاغلب قد املّ من دور القطه المغمضه على قولتهم يريدني خاضعه بقوه .... لا يحب ان اناقشه في اي مشكله اتعب جدا بالتعامل معه .... اكتشفت صدفه انه سيسافر بالعطله الصيفيه للندن مع اصحابه ... وكان قد وعدني قبلها بأن يسافر بي بعد خروجي من النفاس . حزنت جدا فأنا لا اريد ذهابه هناك ولا يخفى عليك ما قد يراه بالصيف من البنات الخليجيات هناك اخاف ان تغويه واحده لاسمح الله . اغار عليه جدا جدا ومتعلقه فيه لأبعد درجه حاولت بكل السبل ان لا اجعله يسافر لكنه تحداني بكل قوه بأنه سيذهب الى هناك . انا حزينه وكسيره لأني اشعر بالغيره كلما اتذكر انه قد يرى غيري وانا لست معه .... اعلم انه تفكير غير منطقي وقد سافر مئات المرات قبل زواجنا ولكن انصحني وجهني انا متعبه لدي ابني ذو الاربع شهور فلابد ا ن يكون ذهني صافيا معه . كيف اكرهه بالسفر لوحده ؟ وجهني كيف اتعامل مع رجل عنيد وعصبي ؟ هل اطيعه بكل شي .! ماهي الاشياء التي يجب علي مناقشتها معه ... وتلك الاشياء البسيطه التي افوتها له اذا اطعته بدون تردد عشت معه في هناء والويل لي ان ناقشته بأي شي او اعترضت عليه بأي قرار يتخذه . ارجوك ساعدني ... الكل يقول لي بالعاميه لا يلغي شخصيتك انا حائره جدا جدا

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . . .
 وأسأل الله العظيم أن يصرف عنكم السوء والفحشاء وان يديم بينكما حياة الودّ والرحمة . . .
 
 أخيّة . . .
 الحب بين الزوجين هو أسمى ما يكون حين  ( حباً ) ولا يكون ( تملّكا ) !
 أحيانا من فرط الحب نخلط بين ( الحب ) و ( التملّك ) . . .
 الحب ليس أن ينظر كلا منّأ إلى عين محبوبه . .  بل أن ينظر الطرفان في اتجاه واحد .

 ها أنت تعرفين ( الحل ) وتعرفين ما هي الطريقة التي تجعلك تعيشين مع زوجك في هناءة وسعادة . .
 ( الطاعة ) وطاعة الزوج لا يعني ( ذوبان شخصيّـك ) بقدر ما أنها هي شخصيّـك فأنت مأمورة بـ  ( طاعة زوجك ) ما دام أن ذلك في غير معصية الله .
 والله تعالى قد وصف الزوجات الصالحات بقوله ( قانتات ) والقنوت هي الطاعة المتضمنة معنى الرضا والسرور  بهذه الطاعة وليست الطاعة ( القهريّة ) أو ( الاضطراريّة ) بل هي قانتة تطيعه بروح الرضا والسرور والحبور .

 أخيّة . .
 مذا يكون لو أنك قلت لزوجك . . تروح وترجع بالسلامة .
 تذكر أننا نشتاق إليك . .
 سنفتقدك طيلة أيام سفرك . .
 صدقيني ربما يلغي سفره .  .ولو سافر لسافر وهو يشتاق إليكم .

 من أكثر ما يسبب المشكلات بين الزوجين . .
 شعور الزوجة بأن لها الحق في أن تمتلك زوجها . . هي تسميه ( حب ) و ( غيرة ) . .
 وفي الواقع أن هذا التعامل يورث العناد والخصام ويفتح بابا للشيطان للتحريش والافساد .
 الرجل يحب أن تكون له مساحة من الخصوصيّة الحريّة . .
 الرجل يكره  أن تكثر عليه الزوجة من الاسئلة التحقيقية  ( أين كنت ، ومع من ، وليش ما نكون معاك ، ومتى تتفرغ لنا ... ) ونحو هذا من الاسئلة التي تثير الرجل .

 أخيّة . . .
 الانسان خلق ( مفتناً توّاب ) لا يوجد هناك إنسان يمكن أن يكون فوق عتبة الذنب والخطأ . .  فمهما كان حرصنا وحصارنا إلاّ أن الانسان ولابد أن يقع في ذنب أو معصية .
 نعم . .  هذا الكلام لا يعني فتح ابواب المعصية والذنب  والتعرض للفتن .
 بل المرء مطالب بإغلاق منافذ الشر ومداخل الشيطان . .
 على أن الحرص على الزوج والخوف عليه من فتنة النساء  ليس هو في منعه من السفر . .  بقدر ما أنه جهد كان ينبغي أن يكون في تنمية الروح الايمانيّة عند نفسك وعنده من خلال منظومة جهد متكامل  يبدأ بالحرص على الصلاة  والمحافظة عليها ويمرّ بالاهتمام بالقرآن والمحافظة على ورد يومي لقراءة القرآن .. وتخليص البيت من المنكرات الظاهرة التي تُضعف الايمان كالقنوات غير المحافظة - إن وُجد - والآت اللهو والغناء  ونحو ذلك .
 مثل هذه الأمور هي التي تبني الحصانة والمناعة عند الانسان  وتبقى معه المناعة أينما كان وأينما ذهب .
 وتنمية هذه المناعة أولى وأجدر من ( المنع ) .

 أخيّة . . .
 حياتك مع زوجك صوغيها أنت وهو . . كما تحبون أنتم .. وليس كما يحب الناس .
 
 النصيحة لك . .
 أن تغيري طريقة تعاملك مع زوجك من طريقة المحاسبة والمراقبة والمعاتبة . .
 إلى طريقة الحب والشوق والاشتياق . .  وما رأيك لو نفعل كذا .. بدل من اسلوب خذنا وودّينا ورجلي على رجلك !

 أن لا تفرطي في الغيرة .. فإن الافراط في الغيرة باب ( الهمّ ) و ( الغم ) والمشكلات بينك وبين زوجك . .
 اتّ.ني في غيرتك . . وثقي أن الأمور تسير بأمر الله . .  فاعتمدي عليه وثقي به وأكثري من الدعاء لنفسك .

 والله يرعاك ؛ ؛ ؛