عزيزي الشيخ حفظه الله تعالى متزوج من 20 عام واكتشفت موخرا أن زوجتي تخونني خيانة عظمى وقد قابلت عدة أشخاص وذهبت معهم الى منازلهم ، ومارست معهم كل شي ماعدا الزنا حتى اللوطية الصغرى فعلتها اكتشفت ذلك وتحققت من حدوثه ثم اعترفت بكل شي . عاهدتني على التوبة ورجتني عدم هدم حياتها علما أن لدينا عدة ابناء أكبرهم بنت في الجامعة . علقت حياتها معي بالطلاق بحيث لو خانتني بعد ذلك باي نوع من التواصل مع أي رجل دون علمي فهي طالق وأنا أعلم أن لديها من التدين مايردعها عن ذلك وأعلم حبها لي غير أن الانترنت وأهمالي لها كان السبب الرئسي فيما حدث ...أرجوا توجيهي ماذ ا أفعل هل أطلقها أم احتسب الا جر في العفو عنها وكيف اتغلب على الالم الشديد الذي أشعر به ويذهب النوم من عيني .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يسترنا بستره ويصرف عنك وأهلك السوء والفحشاء ويصلح ما بينكما .
أخي الكريم . . .
كرجل أدرك حجم الألم الذي يشعر به أي رجل غيور حين يكون في مثل هذاالموقف المؤلم حقاًً .
بعض المصائب التي تصيبنا تعطينا مؤشّراً وتنبيها لمراجعة أنفسنا .. وسلوكنا في حياتنا العامة سواءً مع أنفسنا أو مع الآخرين ...
ولقد كان الواحد من السلف - رحمهم الله - يقول : إنّي لأعرف أثر معصيتي في سلوك زوجتي أو دابتي !!
لذلك مثل هذه المصائب هي فتح عظيم .. ودعوة عظيمة للاستغفار .
نعم .. الاستغفار مما نقوم به ..
وفي نفس الوقت هي دعوة للتغيير والتحسين .
أخي . .
ما دام أنك تثق بزوجتك من حيث ( دينها ) و ( صدق توبتها ) . وتدرك أنك كنت سبباً في ضعفها امام مغريات الفتن ، وفي نفس الوقت بينك وبينها أبناء وعشرة عمر . . فمن الحكمة ( السّتر ) ومنحها فرصة ، وفي نفس الوقت منح نفسك فرصة لتتجاوز الأسباب التي كانت سبباً في مثل هذه المشكلة .
- الانتر نت في هذه الفترة من الأفضل الغاء الخدمة لأجل .
- إذا كان في البيت قنوات فضائية غير محافظة يتم التخلّص منها .
- ضبط مسألة الخروج من البيت ولا يكون إلاّ معك .
- تذكيرها دائما بالتوبة والاستغفار وتكفير الذنب بالعمل الصالح .
- احرص على أن يكون لك وقت كاف في البيت للجلوس مع زوجتك وأبنائك وإشباع رغباتهم وحاجاتهم النفسية والعاطفيّة .
فالأهل والأبناء هم بحاجة إلى والدهم أن يعيش معهم لا أن يعيش من أجلهم .
اضبط وقتك وظروفك وأحوالك بما يتوافق مع القرب من أهلك وأبنائك .
- أحيي في بيتك الروح والتربية الايمانيّة من خلال الاهتمام بالصلوات المفروضة والمحافظة عليها . وإقامة جلسات يومية بينك وبين أهل بيتك لقراءة القرآن مع بعضكم . الاتفاق على الاهتمام بصيام النّفل .. وهكذا يكون هناك برامج عمليّة بينك وبين أفراد أسرتك لتنمية هذه الروح الايمانيّة .
أخي الكريم . . . .
كل إنسان معرّ ض للخطأ والذنب والمعصية . وليس أحد مهما بلغ في دينه وورعه وتقواه يمكن أن يكون فوق عتبة الخطا . ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " كل ابن آدم خطّأء وخير الخطّأئين التوّابون " فلاحظ أن الخيريّة ليست فيمن لا يخطئ .. الخيريّة فيمن إذا أخطأ سارع إلى الندم والتوبة والاستغفار .
وليس معنى أن كل إنسان معرّض للخطأ هو ان يبرر الانسان لنفسه أو لغيره الوقوع في الخطأ لأن الأصل أن يجاهد الانسان نفسه ويحرص على سدّ منافذ الخطيئة والمعصية فإن وقع في الخطأ سارع إلى الاستغفار ...
معرفة هذه الطبيعة تعيننا على الموقف السليم الهادئ من اخطاء من نحب . وأن نفهم خطأهم في حدود هذه الطبيعة البشريّة وفي حدود أسبابها .. سيما إذا لمسنا منهم الصّدق في التوبة والندم والعزم على عدم العودة وحرصنا على تحجيم أسباب هذه المشكلة فإن ذلك يدعونا إلى أن نتغاضى ولو بألم . . لكن من غير أن نسترسل مع فكرة الماضي .. لأن الماضي مهما فكّرنا فيه فإننا لن نستيطع بحال أن نمسح الماضي أو نمحوَ منه ما وقع فيه ..
فالقلق من الماضي لن يغيّر فيه شيء لكنه في الواقع يغيّر يومنا من الفرح والبسمة إلى الألم والتوتّر .
أخي ...
لا أزال أكرر عليك . . راجع نفسك .. وفتش في حالك .
وحسّن في علاقتك مع الله . . في الغيب والشهادة .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني