يريد شاب التقدم لخطبتي و هو يكبرني ب 11 سنة لكني خائفة من عائلتي و أنا أريده لأنه ذو أخلاق رفيعة يحب عائلته و عمله و هو متمسك بي. أرجوكم بماذا تنصحوني أنا جد حائرة و هل فارق السن يؤثر في العلاقة الزوجية؟ أنا في الانتظار على أحر من الجمر.
الأخت الفاضلة /....
أسأل الله العظيم أن يختار لك ما هو خير لك ويرضيك بما قسم لك.
نصيحتي لك أيتها الفاضلة:
- أن تعمّقي حقيقة الإيمان بقضاء الله وقدره في قلبك وأن توقني أن الزواج إنما هو قسمة ورزق من الله عز وجل والله تعالى يقسّم الأرزاق على عباده وإمائه على الوجه الذي به خيرهم ونفعهم وصلاحهم وقد قال جل وتعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} فهو أعلم بخلقه خبير بهم وبما يصلحهم لطيف بقضائه وقدره بهم.
هذه المقدمة أردت بها أن توطّني فيها نفسك على هذا الإيمان الصادق الجازم لأنه لا تدرين أين يكون نصيبك عند هذا الشاب أم غيره والله تعالى يقول: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}
المقصود أخيتي أن لا تعلّقي قلبك بهذا الشاب الآن قبل أن يتم بينكما أي شيء، لأنك إن سمحت لنفسك أن تتعلّق به الآن فلربما نفهت نفسك وأصابك الهمّ والخوف والقلق من فواته أو نحو ذلك. وليس خيرٌ لك وأقرّ لعينك من الإيمان والرضا وانصراف القلب بكلّيته إلى الله والانشغال بما يشغلك عن هذا التعلّق حتى يقضي الله لك أمرك. فاقطعي أي وصل بينك وبين هذا الشاب في هذه الفترة التي لا يحل لك فيها ولا تحلين له.
- تذكّري وصية النبي صلى الله عليه وسلم التي أوصاك بها في قوله: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" فلا يلهيك تعلّقك به أن لا تستجيبي لوصية النبي صلى الله عليه وسلم الذي يوصيك باختيار من توفر في حقه شرطان:
الأول: الدين.
الثاني: الخُلق.
- إذا كان هذا الشاب صاحب دينٍ وخُلق، هنا تقومين لله خاضعة طائعة واركعي ركعتي الاستخارة واسألي ربّك أن يختار لك ما هو خيرٌ لك، فإذا حصلت منك الاستخارة بحضور قلب وصدق فثقي بما يختاره الله لك ولا تتخوفي أو توجلي من موقف أهلك فإنه لو كان من خيرة الله لك فلن يستطيع أهل السماوات ولا أهل الأرض أن يمنعوه عنك أو يمنعوك منه!!
حتى إذا استخرتِ الله عز وجل عليك أن تنتظري نصيبك الذي يختاره الله لك، وهذا لا يمنع أن تبيني لأهلك بطريقة أو أخرى تذكريهم فيها بوصية النبي صلى الله عليه وسلم باختيار صاحب الدين والخلق وأن ردّ من كان هذا وصفه يوقع في الفتنة والفساد كما أخبر الصادق المصدوق.
ثم أخيتي فارق السنّ بينكما ليس فارقاً مؤثراً إلى حدّ ما، فإن الفارق ما بين (5 - 10) سنوات بين الزوجين يعتبر فارقاً مقبولاً سيما إذا كان هناك توافق بينهما من الناحية النفسية والعاطفية.
لعلك أختنا الفاضلة تطلعين على مضمون هذا الرابط فلربما تجدين فيه ما يفتح لك أفقاً أوسع في اتخاذ قرارك:
للفتيات . . كيف تخططين لاختيار شريك العمر ؟!
أسأل الله العظيم أن يقرّ عينك بما تتمنين في عفو عافية وأن يرزقك السعادة في الدنيا والآخرة.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني