أنا فتاة عشت مع أبي طوال حياتي بعد انفصاله عن أمي وأنا في عامين من عمري. ومع الأسف لم يكن أبي أمين على تربيتي وكنا نعيش في بلد عربي ولا أعرف أحدًا من أسرتي طوال حياتي ولم أرى أمي منذ انفصالها عن أبي. وكانت حياتي مع أبي صعبة جدًا ولا أقول ذلك لأبرر الخطأ الفادح الذي ارتكبته ولكن هذه هي الحقيقة فكان أبي يحضر النساء إلى البيت في وجودي دون أن يراعي أنني بنت وكان يحضر أصدقائه لشرب الخمر وفي نفس الوقت كان يحبسني في البيت ولا يريد لي الخروج منه أو مصادقة أحد من زملائي في المدرسة المهم أنني تعرفت على شاب هو أخ لزميلتي في المدرسة وبدأ يعطف علي وعلى وضعي ويشعرني بالاهتمام والحنان الذين كنت افتقدهم ومع الوقت تعلقت به ووقعت في المعصية وكان ذلك وأنا في سن 17 سنة ولم اعرف وقتها ماذا افعل ومرت السنوات وقد كبرت وبلغت سن 25 الآن وأنا حقًا نادمة وأريد التوبة إلى الله عز وجل وكلما أفكر أنني لم استطيع الزواج في يوم من الأيام أكره نفسي وأكره ما حدث لي وأشعر أن أبي هو السبب في ذلك. بصراحة أنا أريد أن أتزوج ولا أريد أن أبقى هكذا طوال عمري. ولا أعرف ماذا أفعل هل أخبر الإنسان الذي سأتزوجه بما فعلت وهل سوف يصدقني ويسامحني أعرف أن هذا مستحيل، وإن لم أخبره بهذا وتزوج هل يكون زواجي باطل لأنني لم أخبره أنني لست بكرًا وأقع في الحرام مرة أخرى هل يعتبر إخفائي لهذا الأمر من باب التدليس والغش الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم. أم الجأ إلى الحل الآخر بأن اعمل عملية ترد لي البكارة وفي هذه الحالة هل أكون كاذبة أيضًا ومدلسة على هذا الإنسان ويكون زواجي به باطل وحرام. هل لابد أن أخبره بما حدث وأنني لست فتاة أم اسأل الله الستر ولا أخبره بشيء لعل الله يسترني ويرزقني بالزواج والصون.
الأخت الكريمة..
غفر الله لك الذنب وطهر قلبك وستر عليك وأصلحك..
بالنسبة لما وقعت فيه من الإثم والذنب أكثري له الاستغفار والدعاء والتوبة الصادقة النصوح، وأول ما يتعيّن عليك الندم والعزم على عدم العودة إلى هذا الذنب، ومقاطعة هذا الشاب مقاطعة نهائية ثم أكثري من الصدقة والاستغفار.
وما ذكرت من حال والدك في التعامل معك لا يبرر لك الذنب والمعصية لأن الإنسان متى ما بلغ سن التكليف فهو مسئول عن أفعاله، وإن كانت حياتكم مع والدكم تضركم وتجبركم على الرذيلة والانحراف فإن استطعت مناصحة والدك بالتي هي أحسن ومخاطبته مخاطبة البنت لأبيها بأن يراعي حقكم وحق أنوثتكم وإلا فارفعي أمرك إلى القاضي.
أمّا بالنسبة لما وقعت فيه من الحرام فاستري على نفسك وأحسني التوبة والاستغفار ولا تخبري به أحداً، والزواج متى ما تمت شروطه وأركانه صحّ.
اسأل الله العظيم أن يمنّ عليك بالتوبة النصوح وأن يشرح صدرك للإيمان وأن يرزقك العفة والاحتشام.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني