سوالي منذ شهر تقريبا اكتشفت أن زوجي على علاقات مع بنات عن طريق الهاتف والماسنجر والعلاقه في طور الكلام فقط لم يحدث لقاء ولكن كان كلام في الجنس والامور الجنسيه .وللمعلوميه زوجي رجل ملتزم وملتحي وراقي يرقي الناس وفيه خير كثير لكن انا مصدومه من فعله هذا واجهته واخذ يبرر موقفه بحجج واهيه لايقبلها عقل وطلبت منه تصحيح غلطته واعطيته فرصه اسبوعين ولم يحرك ساكنا وبعد اسبوعين اكتشفت انه يتحدث مع زوجة صديقه التي هي صديقتي عن طريق المسن يرسل لها مقاطع جنس اعزكم الله من بعدها حملت اغراضي واولادي وذهبت لاهلي 10 ايام وطلبت ورقه طلاقي ثم بدا يراضيني ويصالحني ووعدني انه تغير للاحسن ولكن طلب مني وقتاً ليبرهن صدق وعوده فقلت له اني سوف ارجع لاجل الاولاد الى ان ارى خلاف ذلك والان لي 4 ايام في بيتي ولكن الوسواس مسيطر علي والتفكير في الماضي يؤرقني احس ان استمرار الحياه معه بات صعبا مارايكم انا في حيره وللافاده انا لم اكن مقصره معه اطلاقا في امور المعاشره وهو اعترف بذلك وكان جدا مستمتع معي فما اعرف ماالذي دفعه لهذا الفعل المشين ...انتظر ردك على احر من الجمر ...المحتاره
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يصرف عنكم السوء والفحشاء ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة .
أخيّة . . .
يبقى ( الانسان ) إنساناً مهما بلغ في تقواه وورعه ومكانه ومكانته وحاله .. فهو ( إنسان ) ولا يوجد إنسان ( مهما يكن ) هو فوق عتبة الذنب والمعصية والخطأ إلاّ من كتب الله له العصمة من ذلك .
هذه حقيقة مهمة لابد ان نعرفها وندركها على وجه ( الواقع ) و ( الواقعيّة ) ..
إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " كل ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوّابون " .
الخيرية ليس في عدم الخطأ .. الخيرية فيمن إذا أذنب استغفر وتاب .
هذا الكلام ليس تسهيلاً للمعصية ولا تقليلاً أو تبريراً للمعصية والخطأ .. بل هو تأسيس معرفي مهمّ حتى نضبط سلوكنا ومشاعرنا تجاه المخطئ لنتعامل معه بطريقة بعيدة عن التشنّج والمثاليّة والتضخيم إلى التعامل الواقعي المنطلق ..
فقط لأجل أن لا نتأثر بالصدمة وردّة الفعل ..
نعم أدرك أن الموقف صعب على الزوجة حين تلاحظ أو تكتشف ذلك من زوجها وهي ترى فيه الزوج الصالح الطيب . . لكن بالفعل ينبغي أن لا تستسلم الزوجة للصدمة وردّة الفعل المتشنّجة لأنّي أعتقد أن غرضها الأهم هو ( اعتدال ) زوجها . . وردّة الفعل المتشنّجة بالطبع لن تحقق هذاالهدف ، لذلك من الأفضل أن يكون هناك ضبط لمشاعر ردّة الفعل .
أختي الكريمة . .
زوج رجل صالح طيب ، وفيه خير كثير كما تذكرين ذلك عنه .
وهذا الخير الكثير لا ينبغي التفريط فيه لمجرد ( خطأ ) وقع فيه .
وما دام أنه ( ندم ) واعترف فمن الأفضل تنمية هذه الانعكاسة منه تجاه خطأه بالتقبّل وإشعاره بالثقة والحب والحرص .
لو حاورتيه بهدوء ..
تذكرينه بحبه لله وتعظيمه له ..
وتذكرينه بمروءة الرجل .. وان مروءة الرجل تمنعه من أن يغرر بالغافلات المؤمنات فكيف وهو مع ذلك ملتزم وملتحي فهو الجناب الآمن لأخواته المسلمات .
ذكّريه أن له أبناء وبنات . . فهل يسرّه أو يرضيه أن يقعن ضحية لمتلاعب بمشاعرهنّ .
ذكّريه أن له زوجة وأخوات .. فهل يرضى عليهنّ أن يقعن ضحية لمتلاعب خائن !!
إلى متى إذن ؟!
ذكّريه ... بستر الله عليه وأن الله لا يزال يستره ويجمّله في عيون الناس ممن حوله .. لكن ( الله يغار وغيرته أن يأتي العبد ما حرّم الله عليه ) فكيف وهو ينتهك حرمة أمر الله بسترها ..
وقد جاء في الأثر : " إن من أعظم الذنوب أن يزني الرجل بحليلة جاره " ، ومراسلته لزوجة صديقه بمثل هذه الأفلام والمواقع السيئة مما يفسد أخلاقها ويهتك حياءها وأدبها وحفظها للغيب الذي أمرهاالله بحفظه ، كل هذا بسببه هو أفلا يتذكّر قوله صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده ".
المقصود ان تحرّكي فيه الألم بهذاالتذكير ..
أخيّة . .
الماضي شيء ذهب ولن يعود . .
تفكيرك بالماضي أبداً أبداً لن يجرّد الماضي مما كان فيه .. لكنه يجرّد الحاضر من الفرح والبسمة والتفاؤل .
امنحي زوجك الثقة والقبول والتقبّل .. وتفهّمي الأمر في حدود صورته الواقعية بدون مبالغة في المثاليّة وتضخيم الخطأ ...
وساعدي زوجك على الخروج من مثل هذاالمستنقع بالثقة والتقبّل والنصيحة والتوجيه . وتذكّري أن من أهم مقومات السعادة والاستقرار بين الزوجين ( التغاضي ) و ( التسامح ) .
أخيّة ..
أبداً لا تبحثي أو تنقّبي من وراء زوجك ..
لأن البحث والتنقيب لن يزيدك اطمئناناً بقدر ما يزيدك همّأ وغمّاً . .
كل إنسان عنده ما لا يحب أن يظهر للآخرين ..
لذلك لا تبحثي ..
وهذا لا يعني أن تدسّي راسك في التراب .. بقدر ما يعني أن تبذلي الأسباب الممكنة لاحتواء زوجك ومعايشة الواقع بالتنمية والتزكية . أمّا ما هو مخفيّ مستور فهذا أنت غير مكلّفة به .
وقد جاء في الأثر : " إذا ظننت فلا تحََقْق " يعني اقطعي الظن بعدم الاسترسال معه تفكيرا ومشاعراً وسلوكاً .
أكثري من الاستغفار فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية " .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني