السلام عليكم ورحمة الله .. استاذ ماعليك امر عندي استشااره وابي الرد عليها في اقرب وقت .. تقدم لي خاطب وقد استخرت الله تعالى قبل الموافقه والحمدلله ارتحت ووافقت . وصارت يوم الشوفه ولكن .. بعدها ياسبوعين اتو ليتفقو مع الوالد ليتم الموضوع فطلب منهم شرووط تعجيزيه لا يقدر عليها الخاطب >> المهر 70 الف ومؤخر الصداق 40 الف ورضوه للوالده 10 الاف ، ولا يتم الزواج الا بعد الوظيفه مع العلم اني اخر سنه بالجامعه . وانت تعلم يا استاذ في الوقت الحالي لا يوجد هناك وظائف للاقسام المتميزه كيف بقسمي انا << طبعا الامل بالله كبير الخلاصه : الوالد رافض كل شي ويريد كل شي على كيفه وانا لا ادري ما افعل .. فماذا لعلي افعل ؟؟ ارجو الرد في اقرب وقت
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وصلاحك وقرّة عين لك . .
أخيّة . .
حقيقة أُكبر فيك شعورك وإحساسك بالاحترام تجاه والدك مهما كان موقفه في هذا الأمر . على أنه ينبغي على الآباء أن يكونوا رفقاء بفلذات أكبادهم حريصين على سترهم وعفافهم .
فالزواج ليس ( صفقة تجاريّة ) ولا هو ( سجل تجاري ) !
الزواج ستر وعفاف . .
والأب الشفوق الرحيم ببناته هو السّاعي بحرص إلى سترهم وعفافهم وصيانتهم من الانحراف في زمن الفتنة والشهوة .
وهو الأقرب لبشارة النبي صلى الله عليه وسلم : " من عال جاريتين فأحسن تأديبهما كنّ له حجاباً من النار " .
أخيّة . .
الزواج رزق مقسوم . .
وكل إنسان كتب الله له رزقه بقدره ومقداره من يوم أن كان في بطن أمه . فقد جاء في الحديث الصحيح عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بكتب أربع : رزقه واجله وشقي أو سعيد .. " .
فالرزق مقسوم للمرء مذ كان في بطن أمه . ومعنى ذلك أنه لا يمكن بحال أن ينقص رزق الانسان أو يزيد بحال على غير ما كُتب له .
وقد قال صلى الله عليه وسلم : " والذي نفس محمد بيده لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها " .
ولاحظي أنه قال ( تستوفي ) يعني تأخذ رزقها مستوفىً من غير زيادة أو نقصان ..
هذاالاعتقاد والايمان بأن الزواج رزق مقسوم . . يعطيك المناعة النفسيّة ضد التوتّر والنّ>م والحسرة حين تفوت مثل هذه الفرص بسبب غيرك .
كما أن الإيمان بأن الله يختار لعبده ما هو خير له يورث في النفس الاطمئنان والثقة بالله .
فإن الله قال : " فعسى ن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً " ومما يزيد الانسان ثقة وإيمانا واطمئناناً إيمانه بصدق بقول الله : " والله يعلم وأنتم لا تعلمون " .
أخيّة . .
قرار الزواج من أهم القرارات في حياة الشاب ( ذكرا أو أنثى ) ، ولذلك من المهم جداً أن يحرص كل شاب على أن لا يختار هذا القرار إلاّ وفق معطيات واضحة وبيّنة ، بحيث لا يكون قراراً مندفعاً أو قراراً متأثّرا بالواقع الاجتماعي أو العاطفي ، فيكون قراراً ( هروبيّاً ) من واقع أو حال أو ظرف او ما شابه ذلك .
لقد اوصاك صلى الله عليه وسلم بقوله : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه " فأهم ما ينبغي أن تلتفت إليه الفتاة وتحرص عليه في شريك حياتها أن يكون :
- حسن التديّن .
- مع حسن الخُلق .
ثم تنظر بعد ذلك لبقية الاعتبارات المؤثرة على العلاقة بينهما كالاعتبارات الثقافية والاقليمية والمادية والفكرية والعمرية ونحو ذلك .
إنّي أنبّه كل فتاة . . أن تكون حريصة عند الاختيار .. وأن لا تجعل ظرفها أو قعها الاجتماعي أو النفسي هو الذي يختار قرار الزواج بالنيابة عنها !
أخيّة . .
مما ينبغي أن تنتبهي له ..
أن بعض الاباء - وأقول بعض الآباء - قد يشترط مثل هذه الشروط لا للتعجيز وإنما لشدّة حرصه على ابنته .
هو هكذا ينظر للأمر أنه حرص عليك ويندفع بدافع الحرص ولا يهمه المال أو الوظيفة بقدر ما هي شروط يعتقد أنها تحميك في حياتك المستقبليّة .
وقد يُبرر لبعض الاباء سلوكهم بمثل هذا التبرير . .
على أنه ينبغي أن يُدرك الآباء انهم مهما حرصوا وبالغوا في الحرص فإنهم لن يكونوا أرحم ولا ألطف بأبنائهم وبناتهم أكثر من رحمة الله ولطفه بهم .. .
وهذا لا يعني أن يفرّط الاباء في المر كما لا يعني التشدّد .. بل المر ينبغي أن يكون على وجه من اليسر المتزن ، وعلى الاباء أن يثقوا بربهم وأن الله تعالى يختار لهم ولبناتهم ما يكون فيه قرّة عين لهم .
أخيّة . .
1 - اجلسي مع والدك . .
أفهميه أنك تقدّرين حرصه عليك وتحمدين له هذه الروح الأبويّة . .
افهمي منه لماذا هو يشترط مثل هذه الشروط . .
أفهميه أن الزواج ستر وعفاف وعبادة . .
وأن مثل هذه الشروط حتى لو وافق عليها ( الخاطب ) إلاّ أنها ستبقى حجر عثرة في العلاقة بينه وبين زوجته لأنه سيشعر حينها أن هذه الزوجة قد كلّفته شيئا فوق طاقته مما يوغر صدره على زوجته !
أفهميه إذا كان حريصا عليك فعليه أن يكون على وفق هدي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أمر بالتيسير في الزواج .
قد لا تستطيعين أن تتكلمي مع والدك بمثل هذا الكلام . .
لتتكلم معه والدتك ..
أو عمّك أو خالك .. أو حتى إمام مسجد الحي أو بعض الدعاة ممن هو قريب منكم وله تأثير على والدكم .
المقصود ان يكون هناك حوار ونقاش معه .
2 - عليك بكثرة الاستغفار .
فإن الله أخبرنا أن لزوم الاستغفار سبب من اسباب الإمداد بالمال والأبناء " ويمددكم بأموال وبنين " .
فأكثري دائما من الاستغفار على كل حال .
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية " .
وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن كثرة الصلاة عليه تكفي الهموم والغموم .
3 - كحل أخير .. إذا رأيت أن والدك لا يستجيب وهو لا يزال يصرّ على أسلوبه مع الخطّاب . فبإمكانك رفع أمرك للقاضي وهو وليّ لك في حال استمرار والدك بالعضل .
أكثري من الدعاء .. وأنت واثقة بربك .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني